لازال واقع خروج القمة الكروية في البطولة الكنفدرالية مخيماً ومسيطراً على الشارع الرياضي، بل لم تستوعب جماهير القمة هذه الصدمة والخيبة التي منيت بها من جراء هذا الخروج. ٭ لقد راح الحلم الجميل بوصول الفريقين للنهائي بعد أن سيطر على القلوب والعقول وبعد أن ظلت كل الترشيحات المنطقية والفنية في مصلحتهما، فالمريخ أنهى مباراة الذهاب بخسارة 2/1 وهي نتيجة جيدة، والهلال تقدم بهدفين نظيفين وبدا في اللقاء أفضل من خصمه بكثير وكان الاعتقاد السائد أن المهمة حتى لو كانت صعبة إلا أنها ليست مستحيلة لأن كلاهما كان يحتاج لهدف، المريخ يكفيه هدف يحافظ عليه حتى النهاية فيتأهل، والهلال كان يحتاج لهدف يربك حسابات خصمه ويلخبطها ويتأهل معها، خروج يصب في خانة التراجع للوراء ومعناه أن نظل أسيرين لهذا الواقع المؤلم. ٭ حقيقة لقد خرجنا من البطولة الكبيرة وارتضينا بالبطولة الضعيفة ولكن يبدو أن الهم والغم لم يرضيا بنا. إن الصدمة التي أصابتنا لا يمكن أن يخفف منها أي شيء سواء الفوز بالممتاز أو كأس السودان، لايمكن تجاوزها بسهولة أو التخلص من أدرانها وأحزانها بسرعة. المريخ.. سقوط حزين ومهين لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع للمريخ هذا السقوط المهين والحزين كما حدث في استاده ليلة السبت، كان الكل يعتقد أنه بمقدور المريخ تجاوز خصمه، فالفريق جاء للبلاد وهو في أعلى معنوياته بعد النتيجة في الكنغو ودخل اللقاء كامل العدد والعتاد وسخرت له الإدارة كل المتطلبات والأجواء مما جعله جاهزاً نفسياً وبدنياً للمباراة، وكان الاعتقاد بأن الفريق بعد خسارته المرفوضة بهدف الحضري سيسعى لمصالحة جماهيره ورد اعتباره وانتزاع بطاقة التأهل، ولكن حدث ما لم يتوقعه أحد وما لم يخطر على بال، فإذا بلاعبي الخصم يقدمون أفضل ما عندهم وإذا بنجوم المريخ لم يقدموا شيئاً مما عندهم ولم يظهروا ولو بنصف مستواهم ولم يعطوا المباراة أهميتها لكونها تصل بهم لنهائي الكأس، وبالرغم من المناصرة غير المسبوقة لجماهير الفريق والتي قدمت أنموذجاً في المساندة إلا أن كل هذا لم يزده حماسة بل ظهر بحالة من السوء لم نشهدها قريباً للفريق فقبل بالخروج الحزين والمهين. الهلال أخف وطأة! بإطلالة سريعة على مشهدي خروج القمة الكروية من الكونفدرالية وبخلاصة موجزة يمكن القول أن خروج المريخ أكثر مرارة وخروج الهلال أخف وطأة، وأحزان الأزرق من جراء الخروج أقل بينما أحزان المريخ مضاعفة قياساً بظروف المريخ التي أشرت إليها في الفقرة السابقة لهذه الخواطر، فبعض نجوم الهلال في مالي قدموا كل ماهو مطلوب منهم بعكس نجوم المريخ الذين بخلوا بتقديم نصف ما عندهم. ٭ المريخ لم يصل مرمى الخصم ولكنه أهدر فرصة واحدة، بينما أضاع الهلال فرصة اعادتها العارضة لمهند بفرصة أكثر ضماناً وأهدرها وكان يمكن أن تتحول إلى هدف يقضي به الفريق الأزرق على كل آمال خصمه ويمتص به حماس جوليبا في الملعب وحماس جمهوره في المدرجات. ٭ مع الهلال تحكمت واستحكمت الظروف في إخراجه بركلات الترجيح ودخل في سباق محموم فرجحت كفة جوليبا بضربة حظ موجعة. ٭ المقارنة بين الخروج هنا وهناك ظالمة فالصورة في الهلال أكثر بهاءً والإجادة أكثر اتساعاً، فبينما ظهر الهلال في مالي تهاوى المريخ وسقط في أم درمان. الهلال بين شوطي اللاعبين والمدربين نجح نجوم الهلال في إخراج مباراة السودان بنتيجة ايجابية وذلك بهدفين في شباك الخصم دون أن تهتز شباكهم وإذا اعتبرنا مباراة الذهاب للاعبين فإن مباراة الاياب للمدربين، وفي مالي حدث أمر سار عندما انهي نجوم الهلال الشوط الأول بالتعادل السلبي وهو أمر إيجابي مائة المائة، وفي الشوط الثاني تتجه بوصلة التحكم دائماً لفكر المدربين وانطلاقاً من ذلك أطلق عليه شوط المدربين، ولكن مدرب الهلال غارزيتو فشل في صنع التوازن المطلوب ولم يضع التكتيك المناسب لإنهاء المباراة بنتيجة أم درمان وظل الفريق تائهاً بين الدفاع والهجوم وكان بمقدوره أن يحول فريقه لترسانة دفاعية تبدأ من وسط الملعب ويتبنى خطة دفاعية يهدد من خلال خصمه بالمرتدات، ولكن غارزيتو لم يفعل شيئاً ولم يحرك ساكناً وأطاح بكل حظوظ تأهله. في نقاط ٭ حافظت جماهير المريخ على سمعة ناديها وهي تتعامل بشكل حضاري مع خصمها مما جعل الفريق الكنغولي يعود لبلاده بانبهار. ٭ تأكد بأن مدرب الهلال غارزيتو لم يكن على حق في تفضيله اللعب مع جوليبا على حساب الكنغولي وذهبت أمنياته وتبخرت في الهواء. ٭ صدق الفريق عبد الله حسن عيسى بحسه الكروي المرهف وهو يقول ريكاردو لم يدافع بقوة ولم يهاجم بضراوة. ٭ الهلال شطب قبل عام أحد المدافعين الذين تخصصوا في إتلاف أعصاب جماهيره بأخطأ دفاعية قاتلة، ولكنه استقبل من جديد مدافعاً مماثلاً اسمه عبد اللطيف وعندما تصله الكرة أو يدخل على الخصم نقول يا لطيف.