والحكومة تعلن صباح مساء عن تكفلها بتوفير السكن لكل مواطن، ومكاتب الأراضي في كل مكان تعلن عن خططها الإسكانية، والصندوق القومي للإسكان يتمدد صباح كل يوم في الولايات،وما جلست مع مسؤول رفيع أو غير رفيع بالمركز إلا كان همه إستقرار المواطن ، يضيع وسط كل ذلك مواطن مدينة عريقة تملا سيرتها كتب التاريخ والجغرافيا ، مدينة تمثل حاضرة ثاني أكبر محلية بولاية الجزيرة، هي مدينة الكاملين التي إنتظر مواطنها طويلاً خبر عن الخطة الإسكانية التي أعلن عنها مكتب الأراضي بالمحلية قبل شهور كادت تشارف العام وأطلق عليها (خطة إسكان الكاملين الكبري). وهي كما وضح حتي الآن مجرد (أكذوبة كبري) دفع فيها المواطن تكاليف التقديم لها ، ودلق عليها ماء حلمه بالسكن والمأوي، بعد أن فتحوا الباب لثلاثة آلاف مواطن دفع كل واحد منهم أربعين جنيهاً رسوم أورنيك، غير ما تكلفه من إستخراج وتصوير شهادات. من المسؤول يا تري عن تأخر هذه الخطة، ولماذا تم الإعلان عنها وإستلام أموال المواطنين قبل إكتمال إجراءاتها. وهل يرضي السيد والي الجزيرة البروف الزبير بشير طه أن يظلم في ولايته أحد، وهو من نصنفه من الشيوخ الأتقياء الذين نذروا أنفسهم نصرة للحق وباعوا له أرواحهم ، هل يرضيه أن يظلم مواطن الكاملين الذي كان له نصيب الأسد في مجيئه والياً علي الجزيرة عبر صناديق الإقتراع بعد الثقة التي أولاه له دون غيره من المترشحين ،هل يرضي السيد الوالي أن يعيش المئات من أبناء الكاملين في حالة عدم إستقرار وصراع بين (حق اللبن وحق الإيجار)؟! هل يرضي السيد المعتمد يوسف الزبير يوسف وهو أحد أشهر معتمدي ولاية الجزيرة بالعمل والإنجازات ، أن يعيش الكثيرون من مواطني محليته تحت وطأة مستعمري العصر الحديث ، من أصحاب المنازل المستأجرة أو من نسميهم (المؤجرين) ،هل من إستطاع أن يبني الكثير من الفصول الدراسية والوحدات الصحية ومراكز الشباب ومحطات المياه والكهرباء ودعم المئات من الزيجات الجماعية يعييه أن يجد حلاً للخطة المذكورة ، هل يعي السيد المعتمد هذا الملف وهو الذي فتح أصعب الملفات بدءاً من حوادث مستشفي الكاملين ومركز غسيل الكلي والمركز الإعلامي ، وهي ملفات إستعصت علي من سبقه من معتمدين . ما يحدث أخي الزبير الوالي وأخي الزبير المعتمد هو ظلم بين ولا نحسبكما ترضيان بالظلم ، لذلك نرجو منكما أن توجها فوراً بإكمال إجراءات الخطة أو إعادة أموال المواطنين إن لم تكن هناك أراض لها ، ولا نظنكما تحتاجان منا أن نذكركما بسؤال رب العالمين ، وبدعوة المظلومين التي ليس بينها وبين الله حجاب ، ولا نظنكما تستاهلان منا أن نلهب ظهركما بسياط النقد وعبارات القسوة التي دائماً ما يسوقها الإحساس بالظلم ، لذلك كلنا أمل في أن نسمع خيراً عن مصير الخطة الإسكانية بالكاملين فلا فرق بين من هو رئيس مجلس تشريعي أو عضو مجلس أو مسؤول وبانصاف المواطن الذي طرق كل الأبواب للظفر بقطعة أرض تأويه مع صغاره وتحرره من إستعمار الإيجار عبر خطة إسكانية هي في رحم الغيب ، قدره أن يصبر عليها ويغني مع المغني ومع المواطن (الصبر كملتو بي صبري) ،وهذا الصبر إن شاء الله هو في ميزان حسناته ، ولكنه لن يكون كذلك في ميزان المسؤول عن ما يحدث.