الحج ركن من اركان الاسلام الخمسة، وهو فريضة على من يستطع اليه سبيلاً، وذلك لقوله تعالى: « وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ» سورة الحج - 27- وحددت الآية التالية من السورة -28- اهداف الحج :(ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات على مارزقهم من بهيمة الانعام فكلوا منها واطعموا البائس الفقير). اما الشعائر فقد قال عنها احكم القائلين في ذات السورة - 32- (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)، وقد كان للرسل دور عظيم في الحج، كما كان الصحابة يتسابقون في خدمة الحجاج، ومن هذا المفهوم يأتي دور قطاع الخدمات الخاصة في الادارة العامة للحج والعمرة بوزارة الارشاد والاوقاف عبر خططه العامة والتشغيلية منذ بداية الاعمال التحضيرية والاجراءات بالسودان وحتى ما يتوجب عمله بالمملكة العربية السعودية. وهنالك مفهوم متداول وخاطئ بأن الحج الخاص والذي يطلق عليه البعض وصف (الحج السياحي) يتعارض على نحو ما مع طريقة الحج الصحيحة التى يرون انها لابد ان تكون متلازمة مع المشاق والارهاق والاضرار بالجسد والنفس وما الى ذلك من انواع المكابدات والمتاعب، حتى يكون ذلك الحج حجاً مثالياً ونموذجياً، ونسى اصحاب هذا المفهوم ان ما حدده المولى عز وجل في محكم تنزيله كأهداف للحجاج يتلخص في شهود منافع لهم، وفي ذكر الله، وفي مكاسب ما يرزقهم به، كما نسى اصحابنا هؤلاء ان غالبية حجاج بيت الله الحرام في عصرنا ههذا من كبار السن كنتيجة طبيعية لتعقيدات المعيشة والظروف الصحية في الوقت الراهن وتكاليف الحج بالوسائل الحديثة وهى تكاليف باهظة لا تتوفر في عمر قصير الا لدى الموسرين ومن رحم ربي، كما نسوا ان من بين الحجيج عدد كبير في كل المواسم من المرضى واصحاب الاحتياجات الخاصة، والدليل على ذلك الاهتمام الكبير الذي توليه سلطات الحج في الاقطار الاسلامية للخدمات الصحية، وبصفة خاصة سلطات الحج بالمملكة العربية السعودية والتى احدثت نقلة كبيرة وراقية في مجال الخدمات الطبية خلال وموسم الحج الاخير (1433ه)، ولذلك لا مجال للحديث القادح او المتندر عن نظام الحج الخاص أو الحج السياحي كما يسميه البعض. وقطاع الخدمات الخاصة يشتمل على محاور تتمثل في محور الاجراءات بالسودان، ومحور الاجراءات بالمملكة، ومحور الاحصائية الرئيسية لحجاج القطاع وتصنيفهم، ومحور النقل والتفويج، الى جانب محاور: الارشاد، الاسكان، والاطعام، والاعلام، والمحور الطبي، ومحور الرقابة والتفتيش، ومحور المبادرات والابداعات، ثم محاور تتمثل في التقويم والتقييم وهى محور السلبيات، ومحور الايجابيات، ومحور التوصيات والمقترحات بالحلول، كما نرى فإنها خطة علمية دقيقة ومحكمة، ويتولى امر تنفيذها طاقم من الخبرات عالية المهنية والمهارة والاخلاص والروحية والوطنية، ويقودها باقتدار شاب خلوق ربان ماهر هو الاخ الكريم عمر مصطفى على، المدير التنفيذي للقطاع، ولا يني هذا الطاقم المتميز من ترديد قول اصدق القائلين في محكم تنزيله: « لا يكلف الله نفساً الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤخذنا ان نسينا او أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين» صدق الله العظيم ونختتم حديثنا هذا بأن هذا القطاع الحيوي يؤدي واجباته بالتعاون والتناغم والانسجام مع الجهات السودانية المعنية في الادارة والوزارة وبعثة الحج السودانية، بالاضافة الى سفارة وقنصلية خادم الحرمين الشريفين بالخرطوم، ووزارة الحج بالمملكة العربية السعودية وافرعها، الى جانب ارباب الطوائف بمكة المكرمة والمدينة المنورة، والمختصين بخدمات الاسكان والترحيل والاطعام بالمملكة. وختاماً اقول ان الافتاء امر عظيم وجليل ولا ينبغي ان يقوم به الا من ملك ادواته وفقه مراميه ومقاصده ، وكان من اهل التيسير وليس التعسير، ومن يفتي بغير ذلك يكون من المتنطعين والمفترين على الله ورسوله، ولذلك نقول ان على منتقدي الحج الخاص وقادحيه خشية الله ومخافته قبل ان يقفوا على كل صغيرة وكبيرة فيه، ومن جانبنا نهنئ كل القائمين على أمر هذا القطاع المهم ونقول لهم لا تلتفتوا الى اعداء النجاح .. فهم دائماً يتربصون بكل تجربة جميلة.. وبالله التوفيق.