على الباخرة نادوس وفوق أمواج النيل يقف شامخاً كالطود معتزاً بمهنته التي ذهبت أدراج الخصخصة في سياسة الحكومة في 7002م.. العم وداعة خلف الله المهندس الميكانيكي السابق بالنقل النهري والريس والمعلم وكل الألقاب التي تؤهله للعمل في نهر النيل العظيم كربان وريس للبواخر النيلية ومهندس يعرف كيف تدور ماكيناتها، وأين ساحل النيل الضحل من عميقه.. لخبرة امتدت لأكثر من 03 عاماً إبحاراً في النيل إلى أعلى مجاريه وإلى أسفلها تنقلاً بالبضائع والركاب. «آخر لحظة» أبحرت معه في الباخرة السياحية «نادوس» وهي باخرة سودانية كاملة الصنع متوسطة الحجم بماكينة ذات قوة تبلغ 053 حصان، فقال لنا عن النيل والإبحار: ٭ الموسم بالنسبة إلينا هو الفيضان عكس ما يراه الناس لأن الإبحار فيه لا يتعرض لمشاكل لارتفاع منسوب المياه بعكس المواسم الأخرى مثل الصيف حيث تقل المياه ويكثر الضحل. ٭ البحارة القدماء والريسون الآن انتهوا بعد خصخصة العمل في الهيئة منهم من اغترب ومنهم من اعتزل وأذكر عمنا محمد العجب. ٭ النيل يربط ما بين الجنوب والشمال في خط كان يعمل بحيوية ويمكن الاستفادة منه في نقل البضائع لو حصل اتفاق ولدينا تجربة نقل الجنوبيين بعد الانفصال. ٭ ما بين النيل الأزرق وكبري توتي الملاحة معدومة لكثرة الرمال وهي واضحة للعين المجردة في فترة الانحسار، لكن بعدها يمكن الملاحة بسهولة في مناطق معروفة لدينا. ٭ مواقف كثيرة حدثت لنا أثناء الرحلات النيلية التي نقوم بها مع ضيوف البلاد من الوزراء والمسؤولين برفقة وزراء البلاد، وأذكر منها مرة انكسرت ريشة المحرك، وكان معنا وفد وزاري ولكن بخبرة الريس محمد العجب نجحنا في الوصول بسلامة وكذلك مرة دخلت شجرة بين المراوح وكانت الرحلة لوزير الداخلية وبعض الوزراء العرب وأيضاً تفادينا المشكلة. ٭ أتمنى أن يعود الاهتمام أكثر بالنقل النهري كوسيلة رخيصة لنقل البضائع والناس ويتم تأهيل كوادر جديدة وبناء المزيد من البواخر لأننا حتى الآن لم نستغل نهر النيل جيداً في حركة النقل.