كأس العالم.. أسعار "ركن السيارات" تصدم عشاق الكرة    المشعل اربجي يتعاقد رسميا مع المدرب منتصر فرج الله    تقارير تكشف ملاحظات مثيرة لحكومة السودان حول هدنة مع الميليشيا    شاهد.. المذيعة تسابيح خاطر تعود بمقطع فيديو تعلن فيه إكتمال الصلح مع صديقها "السوري"    شاهد بالفيديو.. على طريقة "الهوبا".. لاعب سوداني بالدوري المؤهل للممتاز يسجل أغرب هدف في تاريخ كرة القدم والحكم يصدمه    شاهد بالفيديو.. البرهان يوجه رسائل نارية لحميدتي ويصفه بالخائن والمتمرد: (ذكرنا قصة الإبتدائي بتاعت برز الثعلب يوماً.. أقول له سلم نفسك ولن أقتلك وسأترك الأمر للسودانيين وما عندنا تفاوض وسنقاتل 100 سنة)    رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية يهاجم تسابيح خاطر: (صورة عبثية لفتاة مترفة ترقص في مسرح الدم بالفاشر والغموض الحقيقي ليس في المذيعة البلهاء!!)    انتو ما بتعرفوا لتسابيح مبارك    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شاهد الفيديو الذي هز مواقع التواصل السودانية.. معلم بولاية الجزيرة يتحرش بتلميذة عمرها 13 عام وأسرة الطالبة تضبط الواقعة بنصب كمين له بوضع كاميرا تراقب ما يحدث    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شرطة ولاية الخرطوم : الشرطة ستضرب أوكار الجريمة بيد من حديد    البرهان يؤكد حرص السودان على الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع برنامج الغذاء العالمي    عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين    رئيس مجلس السيادة يؤكد عمق العلاقات السودانية المصرية    رونالدو: أنا سعودي وأحب وجودي هنا    مسؤول مصري يحط رحاله في بورتسودان    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    مان سيتي يجتاز ليفربول    دار العوضة والكفاح يتعادلان سلبيا في دوري الاولي بارقو    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمين العام للهيئة الشعبية لمنطقة «أبيي» في حوار تحديد المواقف
نشر في آخر لحظة يوم 05 - 12 - 2012

مازالت قضية أبيي تراوح مكانها ما بين المجتمع الدولي، وحكومة السودان، ودولة الجنوب، في إطار الزمن الممتد لأمد الأزمة، وانتظار ما سيحدث من قرارات بشأن الحل النهائي، رغم تمسك الحكومة ببرتكول أبيي كحل متفق عليه في إطار حدود 1956م رغم التجاوزات التي وردت في تقرير أمبيكي وتماطل الحركة الشعبية في التعاون مع اللجنة الإشرافية المشتركة لإدارة أبيي... كل هذه التطورات والتداعيات وضعتها آخر لحظة على طاولة الأمين العام للهيئة الشعبية لمنطقة أبيي، الأستاذ محمد الدوريك القيادي بالمسيرية ومعتمد محلية أبيي السابق، والذي أبدى تمسك المسيرية بأرضهم، ورفضهم لكل المغريات التي قدمها لهم الأمريكان في سبيل التخلي عن أبيي .. ووحدة صفهم ضد التدخل الأجنبي ورفضهم لمقترح أمبيكي، ودعوتهم للتعايش السلمي بين مكونات مجتمع أبيي وضرورة الاستماع إليهم كأهل للمصلحة... فإلى مضابط الحوار:
نبدأ من حيث تقف الآن قضية أبيي بعد رفضكم لمقترح الآلية الأفريقية رفيعة المستوى... ما هي أبرز نقاط رفضكم لهذا المقترح؟
- وفقاً لتداعيات الأحداث حول قضية أبيي، نجد أن مقترح أمبيكي جاء مفاجئاً للجميع! بعد محادثات قمة الرئيسين في أديس أبابا 23 28 سبتمبر 2012م، وخاصة بعد أن تم رفضه، فكان اقتراحه عبر الآلية الافريقية لمجلس الأمن والسلم الافريقي متجاوزًا برتوكول أبيي، وقانون الاستفتاء لمنطقة أبيي، ونحن رفضناه جملةً وتفصيلاً لأنه جاء مخيباً للآمال وهزيل جدًا ومتحامل جدًا، حيث أنه احتوى على نقاط واضحة تبرز تحيزه للحركة الشعبية، وتهضم حقوق المسيرية.. ونجد أنه حرم أي دور و وجود للمسيرية بالمنطقة حيث أغفل حقهم السياسي كمواطنين في المشاركة في الاستفتاء المراد قيامه في توقيت غير مناسب وفقاً للأحوال الطبيعية التي تجعل من المستحيل تنفيذه بسبب هطول الأمطار، وتعزر الحركة للرعاة من قبيلة المسيرية والذين يتواجدون في تلك الأثناء خارج الرقعة الجغرافية بقطعانهم في هذا التوقيت (فصل الأمطار)، وهذا لا يعطي للمسيرية الحق في التصويت، وهم سكان المنطقة الأصل ولأكثر من ثلاثمائة عام، ولديهم حقوقهم المدنية فى ذلك، وهم الذين احتضنوا إخوتهم دينكا نقوك عبر التاريخ، ولم يعتدوا عليهم جنوب بحر العرب طيلة وجودهم بالمنطقة، ويشهد على ذلك التاريخ، ولهذا نجد القرار لا يخلو من الغرض الباطن والظاهر.. و بالتالي هذا المقترح أيضاً يعمل على إفقار شعب المسيرية وتشريدهم، وذلك بتقليص ثروتهم الحيوانية وهي عمودهم الاقتصادي الأساسي لحياتهم عندما تتمدد المشاريع التمنوية والحضرية على حساب مراعيهم وثروتهم الحيوانية التي تقدر ب (10) مليون رأس من الأبقار والضان والإبل وأيضاً هو مقترح يعطي سلفاً منطقة أبيي بكاملها لدينكا نقوك قبل بدء أي إجراء مؤسسي مرتب له.. بحسب حديث أمبيكي (عندما ستصبح أبيي جزءاً من دولة جنوب السودان وعلى حكومة الجنوب أن تضمن حقوق الأقليات المعتبرة من أبناء المسيرية ..!!!) وهذا إذا قرأناه جيداً هو حكم مسبق قبل نتيجة الاستفتاء المرادة ويعكس بوضوح تحيز أمبيكي ومجموعته ضد المسيرية.. وهذه النقاط أعتقد أنها كافية لتكشف أسباب رفضنا للمقترح الجائر، لذلك نددنا به وخرجنا في مسيرة مثلت كافة قطاعات المنطقة، وقيادتها، وكل مواطن سوداني حر في رفض ما يُحاك حول منطقة أببي.. وقدمنا مذكرتين إلى ممثل الآلية الأفريقية رفيعة المستوى وأخرى الى ممثل الأمم المتحدة بالخرطوم، وسوف نستمر على موقفنا هذا غير معنين بأي حلول إحادية تُفرض علينا قهراً ودون مشاركة لأهل المصلحة والمنتطقة من قبيلة المسيرية ونُحمّل ذات اللحظة المجتمع الدولي تبعات ما قد يجري إذا تم اختطاف قضية أببي بحلول أحادية، ونحن شعب نعمل من أجل السلام أولاً، وبسط العدالة الاجتماعية.. وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته الإخلاقية والاجتماعية، ويدرس تاريخ هذه المنطقة، ليعرف كيف يصدر أحكامه.
بعد رفضكم للمقترح.. بدأت بعض الزيارات واللقاءات للمبعوثين الدوليين (الأمريكي والروسي) لبحث قضية أببي.. كيف تقرأ ذلك؟
- طبعاً إن تكاثر وتردد المبعوثين في الآوانة الأخيرة ونشاطهم السياسي بعقد لقاءات مع رئيس اللجنة الإشرافية المشتركة الأستاذ الخير الفهيم، وعدد من قيادات المسيرية، يدل هذا على رد فعل طبيعي لتحركنا في الهيئة الشعبية لطرح قضية أببي ورفضنا للحل الذي تقدم به أمبيكي وعلى هذا الأساس جاءوا للبحث عن الحلول، ونحن نُعتبر بأننا في الهيئة الشعبية أحدثنا رأياً عاماً لموقف شعب المسيرية كأهل للأرض ومتواجدين على المسرح السياسي ولنا رأي وقول.. وكذلك لا ننسى دور الحكومة في إرسالها للوفود لشرح أبعاد القضية للدول الأفريقية والعربية، وتوضح موقف السودان.. مما شكل رأياً خارجياً متوافق مع ما نراه لحل قضية أببي ..
مقاطعاً؛ على ذكر ردود الأفعال تجاه مذكرة الاحتجاج التي قدمتموها لممثل اللجنة الافريقية رفيعة المستوى، للأمم المتحدة هل لقيتم رداً عليها؟
- بعد تسليمنا للمذكرة عقب المسيرة التي عبرت بوضوح عن تماسكنا الداخلي كأبناء للمنطقة، وكذلك وقوف كل المواطنين معنا لأن القضية هي قضية وطن قبل أن تكون قضية قبيلة.. حقيقةً وُعدنا بالرد على المذكرة بعد دراستها، ولكن لم نتلق أي ردٍ مكتوب.. بينما تمت عملية استطلاعات لبعض الإخوان في الهيئة الشعبية بحكم علاقاتهم مع بعض السفراء وكذلك المندوب الأمريكي في إطار البحث عن مخرج وتقديم حلول ولا أخفي عليك بأن هنالك إغراءات قد قدمت لأعضاء الهيئة الشعبية من قبل المسؤوليين الأمريكان ...
مقاطعاً...ماهى الإغراءات التي تم تقديمها من المسؤولين الأمريكان لقيادات المسيرية وفي مقابل ماذا؟
- الإغراءات تمثلت في حفظ كيان المسيرية وحقهم في البترول والثروة والسلطة ومنحهم الجنسية المزدوجة لإجبارهم للتصويت والاعتراف بأن أبيي جنوبية، وذلك مقابل الموافقة على ما هو موضوع من خطة للاستفتاء في توقيته المزعوم بحسب مقترح أمبيكي والقبول به لتكون أبيي تابعة لدولة الجنوب ويعيش فيها المسيرية تحت رعايتها، وأن أمريكا تضمن لهم حفظ كيانهم وحقوقهم.. وهذه المغريات تم طرحها لبعض أعضاء الهيئة في لقاءات غير رسمية كنوع من الإغراء لتليين المواقف وتقديم التنازلات عن تبعية أبيي للشمال.
هل قدمت إليك أنت شخصياً هذه الإغراءات ؟ وكيف عرفتم بها ؟
لم تقدم إلى شخصياً لكن قدمت لبعض أعضاء الهيئة الشعبية لمنطقة أببي ومنهم القيادي عمر الأنصاري وذلك حتى تؤثر على قرار القيادات وهم أخبرونا بما يجري بعد لقائهم للمندوب الأمريكي وقد رفضوا ذلك جملاً وتفصيلاً ...لأننا لن نبيع أرضنا بأي مقابل مادي أو معنوي ...قضيتنا ليست البترول أو السلطة قضيتنا الأرض وهي الحياة ...وطلبنا مهلة ثلاثة شهور لحل القضية حلاً سلمياً خاصة وأننا كنا قد بدأنا في ذلك بمؤتمر للقيادات الأهلية وقدمنا ورقة للتعايش السلمي درسنا فيها كل الأوضاع والحلول.
- على ذكر الإغراءات التي عرضت على بعض أعضاء الهيئة الشعبية ...حدثنا عن الهيئة ومتى تكونت وما هو دورها في ظل وجود اتحادات أخرى للمسيرية ؟
الهيئة الشعبية لمنطقة أبيي..هي جاءت نتاجاً طبيعياً لتجمع قيادات المسيرية بعد مقترح أمبيكي والذي طلب من حكومة السودان أن ترد في ظرف ستة أسابيع وهي مدة لم تكن كافية وغير منطقية لقضية عميقة مثل قضية أبيي..لهذا لم نترك نحن الحكومة لوحدها ونحن أصحاب مصلحة وأرض، فكونا هذا الهيئة الشعبية لدعم الدولة في هذا المجال وهي هيئة لها مكاتب أمانات ولها رئيس ولها الأمين العام وهياكلها وهي هيئة متكاملة وبدأنا في تجميع كل الناس واستصحبنا كل القيادات والاتحادات لقبيلة المسيرية، وكما يقال «كل الفرا فى جوف الأسد».. وبالتالي نحن هيئة تضم اتحاد عام المسيرية وشورى المسيرية الزرق وشورى الفلايته وكل الطيف السياسي وما اختلفنا في لحظة من اللحظات ونحن نضع قضية أبيي نصب أعيننا وفي قلوبنا لأنها أرض أجدادنا ولهذا تعمل هذه الهيئة وفق ها الهدف الاجماعي دون تحييد لأحد في سبيل حل القضية الكبيرة والوطنية ونرفض من يدعي علينا بالقول باننا مختلفين، فنحن تخلصنا من اختلافتنا ومضينا إلى وحدة في الرأى حول مجمل قضايا المنطقة وأصبحنا على قلب رجل واحد.
كيف تنظرون إلى قرار دولة جنوب السودان في تعيين عضويتها لإدارية أبيي وتجاوزها للجنة الإشرافية المشتركة ...وماذا عن ترتيب هذه الشؤون الإدارية وخاصة أنك كنت معتمداً سابقاً بمحلية أبيي؟
- طبعاً الترتيبات الإدارية كان مفروض أن تكتمل قبل سنة ولكنها تعطلت بسبب مماطلة الحركة الشعبية لتنفيذها وهو تكتيك سياسي لترحيل الازمة لوقت يرونه مناسباً إلى أن جاء قرار أمبيكي فكانت خطوتهم الآحادية بتعين أعضاء إدارتهم رغم الشراكة التي تحتم عليها أن تجلس وتجتمع مع الجانب السودانى وبحضور الأمم المتحدة لأنهم يرون أن قرار أمبيكي في صالهحم وهو كذلك بحسب النقاط التي ذكرتها...لذلك أنا أرى علينا أن لا نترك الفرصة للحركة الشعبية وان نشارك في تعيين اعضاء الادارية لنكون معهم على ارض الواقع ونتابع ما يجري ونؤسس إشرافاً على المنطقة ونحقق وجوداً إدارياً ولو كانت مدته شهراً واحداً ..ومن خلال ذلك يمكنننا ان نحدث تحولاً على الارض من تعايش سلمي وتنمية واستقرار ونتائج ايجابية وان يتم منح المنطقة فترة زمنية لتحقيق ذلك ... وبحكم تجربتنا السابقة كمعتمد لمحلية أبيي وبعد ذلك تشكلت إدارية أبيي ولم تكن هنالك اشتباكات تذكر فالناس كانوا في المراعي والحياة عادية ومستمرة وعملية التعايش التي عكر صفوها الحاكم حينها ادوارد لينو مما أدى إلى إحداث ابيي وإحراقها ...وتحولها الى الوضع الآن تحت الحماية الدولية إلى حين إدارتها من جديد بواسطة لجنة ادارية مشتركة ظلت الحركة الشعبية تماطل في الاجتماعات وتكوينها إلى أن فاجأتنا بقرارها الآحادي والذي رفض حتى من قبل المجتمع الدولي ومن قبل حكومة السودان..
- مقاطعاً لكن معلوم برتوكول أبيي نظم لحل قضية أبيي عبر بنوده المختلفة.. هل ترى أن تعطيل البرتوكول وعدم تطبيقه أثر على طول أمد القضية وانفراد الحركة الشعبية بقراراتها؟
- طبعاً الالتفاف حول برتوكول أبيي ومن قبل الحركة الشعبية له الأثر رغم أننا رضينا ببرتكول أبيي كحل للقضية لكن تعطل تنفيذه بفعل تعنت ومماطلة الحركة الشعبية وترحيلها المستمرة للقضية وضعنا في هذا المربع الصعب رغم أن البرتوكول أبيي جاء كحزمة واحدة مع اتفاقية السلام خاصة وأن برتوكول مشاكوس الإطاري يعتبر المرجعية الأساسية لاتفاقية السلام والذي فيه أن أبيي لم تكن جزءاً في المشكلة وبقيت شمالية بموجب نصوص اتفاق مشاكوس الذي اعتمد الحدود مابين الشمال والجنوب في 1956م وبالتالي أبيي شمالية.. ورغم ذلك تم تكوين إدراية أبيي بعد توقيع اتفاقية أديس أبابا 20/6/2011م والتي تكونت من حاكم ونائب له ومجلس تشريعي وهيئة تنفيذية تؤسس لحياة مدنية مناصفة بين المسيرية والدينكا نقوك تحت إشراف آلية سياسية مشتركة وحماية دولية والمرجعية النهائية في تلك الإدارية هي لرئيس جمهورية السودان ورئيس جمهورية دولة جنوب السودان ..غير أن الحركة الشعبية لم تلتزم بذلك وافتعلت المشاكل من قبل الحاكم ادوار لينو وتم ما تم من احداث في أبيي ولم يحرك الوسيط الأفريقي ساكناً لأن البرتوكول لم يطبق بصورة صحيحة.
كل ما تحدثت به هو ما ظلت قيادات المسيرية تصرح به، ألا توجد خطة واضحة كخارطة طريق لحل قضية أبيي توضع على طاولة المفاوضات؟
- صحيح نحن نتحدث في منابر متعددة عن أبيي وعن الأرض وهذا من حقنا وعلى الأرض نحن كذلك موجودون، والآن أبيي تستقبل أبناءها من المسيرية ونحن لا نعمل عن فراغ ولدينا خطة جاهزة ومتكاملة للحل ولا يمكن أن نصرح بها هكذا..لذلك نحن كقيادات أهلية وهيئة شعبية نعرف ماذا نريد ومتى نقول ما نريد وجاهزون لأي احتمالات ممكنة ومستعدون تماماً.
مقاطعاً..هل هذه هي وجهة نظر الحكومة أيضاً وسياستها أم أنها تعمل بمنأى عنكم في قضية أبيي؟
- الحكومة لم تبتعد عنا كثيراً لتختلف عن وجهة نظرنا في قضية أبيي رغم ما سبق وقلناه عن ضرورة إشراك أهل المصلحة وهذا ما تم مؤخراً في مفاوضات أديس أبابا والآن نحن كهيئة شعبية ومتابعة الحكومة واللجنة الاشرافية المشتركة نعمل في ذات الاتجاه والرؤية ولا اختلاف بيننا والدليل حديث الرئيس الدائم عن أن لا تنازل عن أبيي وأنها شمالية وكذلك النائب الأول وهؤلاء هم قمة الدولة إذاً الحكومة موقفها واضح وكذللك نحن.. وعلى الآخريين في الطرف الآخر قبول ما تم في اتفاقية السلام الشامل وقبول برتوكول أبيي..وبهذا أود أن أقول إن جهود الحكومة واضحة لأن قضية أبيي هي قضية وطن وأرض قبل أن تكون قضية قبيلة وبترول وثروة... ونحن لن نخون إخواننا في الحكومة ولا إخوننا الذين فاوضوا في لاهاي أو الآن على الساحة هؤلاء كلهم على قلب رجل واحد ووطن واحد لحل قضية أبيي بالحق والحقيقة وليس بالتنازل والبيع.. ولذلك نحن نعتبر أن دورنا الداخلي ينبغي أن يكون أكبر وأوسع وأكثر انتشاراً في الدفاع عن قضية أبيي بجانب الحكومة لأن الدول الغربية تعتقد أننا لا دور لنا أو رأي لهذا نريد أن نوصل صوتنا إليهم عبر كل المنابر الإعلامية ووسائلنا من مذكرات ومسيرات إلى مكاتبهم لتكون رسالة قوية وفعالة بأننا موجودون على الأرض فعلاً وقولاً وأن أبيي بسكانها ومواطنيها حوالي مليون مواطن وأكثر ونحن عبارة عن قرني استشعار متقدم.
على ذكر التوجود على الأرض من قبل المسيرية أنا زرت أبيي ولكن لاحظت أن غالبية الموجودين من الدينكا ...ألا يضر عدم استقرار المسيرية بأبيي بالقضية؟
- هذا سؤال جيد.. نعم وجودنا هو ليس بالكثرة ولكننا موجودون حول منطقة أبيي.. وهل هنالك دينكا غير الذين شاهدتهم في الأحياء الصغيرة بأبيي ...للعلم والحقيقة للجميع أن أبيي ليست هي السوق والأحياء الطرفية والقطاطي المتناثرة حولها.. أبيي هي أرض تمتد إلى الغابات والوديان في مساحة تعادل 20 كيلو متر مربع.. ولكن الأحداث الأخيرة وحريق أبيي أدى إلى نزوح الكثيرين من أبيي عقب تولي الإدارة الأميية فيها، لكن الآن نحن عائدون إلى أرضنا للسكن فيها ولن تخيفنا التحرشات الجنوبية أو البعوض أو الأمطار.. و أجدادنا كانوا في أبونفيسة «47 ميل جنوب بحر العرب»، وأبونفيسة هو جدنا وشيخ وله ضريح موجود حتى الآن هنالك.. ونحن متوجدون في كل تلك المناطق منطقة الطين الزرقاء شقادي وغيرها وكنا مستقرين فيها ونزرع فيها، وبعد الحرب نزحوا منها شمالا.. وهنالك سؤال مهم وضروري للجميع وهو متي كان الرعي مفصولاً عن النشاط الإنساني والحياة ؟! قبيلة المسيرية هم محموعة من الرعاة حياتهم الترحال على أراضي معروفة هي لهم أوطان عبر السنين ورثوها من أجدادهم الذين عمروها وهم فيها بحسب الموارد الطبيعة ومواسمها كأسلوب حياة إنسانية.. لذلك بناء حجة المواطنة على الاستقرار فقط باطلة ويمكن استشارة علماء الانثربولوجيا في ذلك ومنظمة العمل الدولية (ilo) وعلى سبيل المثال مازال هنالك رعاة في أمريكا والسويد وبعض الدول الغربية ينالون حقوقهم كاملة رغم ترحالهم فى مسارات معروفة تاريخية ..لماذا علينا حرام ولهم حلال والقوانين الإنسانية واحدة والمهنة واحدة ...والناس شركاء في ثلاث الماء والكلا والنار ..
الآن تبقى هذه الحقائق على الورق وفي ذمة التاريخ والوقت يداهمكم والقضية مازالت رهينة الانتظار، ماهي الخطوة القادمة لكم كقيادات في الهيئة الشعبية لمنطقة أبيي والمسيرية عموماً؟
- نحن نعمل الآن وعلى ما سبق وتحدثت عنه من خطة متكاملة في غضون الأيام القادمة وقدمنا مذكرات للسفارات الأفريقية والعربية والأوربية أوضحنا فيها آراءنا الموحدة حول حل القضية.. وكذلك الحكومة من جانبها تقوم الآن بحملة دبلوماسية واسعة في الدول الأفريقية والعربية والمنظمات والهيئات لفضح مخطط أمبيكي حول أبيي وشرح رؤيتنا حول حل القضية وكلها مسارات واحدة بجهد الحكومة والهيئة الشعبية وقيادات المسيرية.. وداخلياً التقينا بالآحزاب السودانية وشرحنا لهم موقفنا...
تحدثت عن الأحزاب السودانية ودعوتكم لها لكن الشاهد أن بعضها لم تبدي اهتماماً كبيراً لقضية أبيي واتخذت منها موقف باعتبار انها قضية مؤتمر وطنى وتتبع لاتفاقية السلام؟
- صحيح لقد دعونا الأحزاب السودانية وقدمنا إليهم رؤيتنا ونحتاجهم معنا بالرأي والمشورة، فهم قوى سياسية أيضاً لها ثقلها الجماهيريي في الولاية وقبلها أن قضية أبيي قضية وطنية ومن الثوابت والمبادئ الدفاع عن القضايا الوطنية المصيرية.. وكما قلت أن هنالك بعض الأحزاب مازالت لم تراوح مكانها في مواقفها باعتبار أن ما حدث بسبب المؤتمر الوطني وهم غير مسؤوليين عنه، ولكن التاريخ يقول إن قضية الجنوب موجودة قبل المؤتمر الوطني وعندما جاءت الإنقاذ واجهت المشكلة واتخذت القرار بالاتفاق وما حدث من انفصال هو قرار الجنوبيين ورغبتهم.. أما إدخال القضايا الأخرى «أبيي وجنوب كردفان والنيل الأزرق» فهي جاءت ضمن حزمة اتفاقية السلام وأصبحت قضايا وطنية لا ينبغي على الأحزاب السودانية أن تقف مكتوفة الأيدي دون أن تتدخل باعتبارها قضايا تخص الحكومة أو المؤتمر الوطني لهذا أقول نحن نمد أيدينا إلى الأحزاب السودانية للقيام بدورها المنوط بها تجاه قضية أبيي وغيرها من القضايا المصيرية الوطنية ونتوقع منها لعب دور أكبر فى علاقتهم مع كل الاطراف المعنية..وأن يتقبلوا الواقع السياسي آلان وأن ينظروا إلى الأمام لأن الزمن متحرك وتخطى ما حدث والآن الواقع متغير وكل يوم له دلالات جديدة لهذا نتمنى أن تقول الاحزاب السودانية كلمتها بصراحة وهنا أضرب مثلاً بالكلمتين الصغيرين الكبيرتين هنا على صحيفتكم آخر لحظة «أبيي شمالية« وأثرها على حق المسيرية وتثبيته معنوياً في نفوس الشعب السوداني، وهذه إشارات لها مدلوها الاعلامي والايجابي في تعبيئة الناس ودعوتهم إلى التمسك بالأرض وتذكريهم بها دائماً وهذا ما نريده من الأحزاب السودانية ..
إذا على ضوء كل هذه التداعيات السياسية حول قضية أبيي هل أنتم ملتزمون بتنفيذ أي قرارات أميية سوف تصدر بحق أبيي؟
- نحن في مذكرتنا التي قدمناها كهيئة شعبية لمنطقة أبيي وكشعب للمسيرية إلى ممثلي الأمم المتحدة والآلية الرفيعة المستوى غير معنيين بأي حلول آحادية تفرض قهراً دون مشاركة أهل المنطقة ونرفض تلك الحلول تماماً ولن يكتب لها النجاح ولن تجلب الاستقرار بالمنطقة بل ستقودها للخراب والدمار وإننا سوف نسعى بكل السبل المتاحة لرد الحقوق المسلوبة ولن يهدأ لنا بال حتى يأخذ العدل مجراه بعيداً عن الأهواء السياسية ونحن كشعب للمسيرية نحمل المجتمع الدولي وعلى رأسه الدول الراعية لاتفاقية السلام من إيقاد وشركائهم والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ما قد يلحق بشعب المسيرية والمجتمعات الأخرى من أذى ودمار.. وكذلك نناشد الدول المحبة للسلام وبسط العدالة الاجتماعية أن تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية والاجتماعية تجاه المنطقة وشعبها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.