أكد د. بدر الدين عبد الرحيم إبراهيم رئيس وحدة التمويل الأصغر ببنك السودان المركزي أن التمويل الأصغر لم يغطِ نسبة كبيرة من الفقراء حتى الآن.. مشيراً إلى أن التمويل الأصغر مازال محدوداً في مفهومه، ويشكل شرياناً للحياة لبعض الأسر الفقيرة، ولكنه ليس صالحاً للكل، وغير مناسب للشرائح الفقيرة التي تتعرض للأزمات أو الصراعات أو يحيط بها الفساد أو التضخم، أو تعاني من ظروف صحية سيئة.. مشيراً إلى أنه يثقل كاهل الأسر الفقيرة بالديون في بعض الأحيان، ولا يقدم خدمات توفير ذات عائد ومرونة عالية.. وأضاف أن معالجته للفقر حتى الآن فيها كثير من المبالغة.. بجانب أن تحسينه لأوضاع الفقراء لا يدوم طويلاً، وأضاف بقوله صحيح إن النتيجة هي أن التمويل الأصغر يساعد بعض الفقراء في تحسين وضعهم المالي بصورة دائمة إلا إنه لا دليل قوي حتى الآن هل حقق التمويل الأصغر هدفه في تحقيق حدة الفقر في المتوسط، مبيناً أن الأكثر قلقاً في مسألة التمويل الأصغر هو أنه ربما يؤدي إلى أن يكون بعض الفقراء في وضع أسوأ مما كانوا عليه قبل الحصول على التمويل في حالة فشل مشروعاتهم.. ومبيناً أن الدراسات حتى الآن تفتقد إلى الدلائل القاطعة لأنها عجزت عن دراسة النظم الاجتماعية الأسرية والمجتمعية المعقدة فضلاً عن أن العلاقة بين التمويل والفقر من الصعب أن تثبت إلى أي مدى نجح التمويل الأصغر في معالجة الفقر، أو أن الاستدانة تجعل الناس في وضع أسوأ، وأبان د. بدر الدين في ورقته العلمية بعنوان «تعديل ثقافة التمويل الأصغر لدى المؤسسات والزبائن» والتي تناولها خلال مخاطبته للمنتدى الدوري الذي نظمته وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي بالتنسيق مع وحدة التمويل الأصغر أن النساء هم الأكثر جدارة بالتمويل الأصغر لحسن تدبيرهن والتزامهن.. مشيراً إلى أن الاحصائيات المطلقة للنساء اللائي استفدن من خدمات التمويل الأصغر في ازدياد إلا أن نسبتهن للرجال في انخفاض، وبمعنى أن نسبة الزيادة في أعداد الرجال أكبر من نسبة الزيادة في أعداد النساء.. وأبان أن تطورات التمويل الأصغر على الرغم من مضي نحو عقدين على الاهتمام به لم تكتمل بعد، خاصة في مجال الضمانات أو المنتجات التي تناسب حاجيات الجهة المستهدفة.