الأخ الأكرم الأستاذ مؤمن الغالي-الموقر تحية طيبة مباركة وبعد أشير الى ما ورد بقلم محرر «شمس المشارق» بعدد الأحد 2/12/2012 في الغراء «آخر لحظة»، واتفق مجملاً مع ما جاء حول الإنسان العربي وحكامه، فقط أقف قليلاً مع بعض التفاصيل، خاصة العبارات التعجبية مثل: أعجب منك صديقي وأنت تنوح على عدالة غائبة.. وأعجب منك وأنت تبحث عن ذلك خارج الحدود.. ولا حرف واحد عن ذاك الجحيم الذي يجده المواطنون العرب على أيدي حكامهم..» أخي مؤمن أنا لم أنح على عدالة غائبة، ولم أبحث عنها خارج الحدود، فقط كنت أكتب عن مقالة للأستاذ عماد أديب، والتي لم تتحدث عن ذاك الجحيم، وقد ذهبتم- حسب تقديري- بعيداً في ذلك الوصف، ووصمتم به كافة الحكام- دون فرز- بينما في المقابل جاءت عبارتكم في وصف حكام الدول المتقدمة، وتعاملهم مع مواطنيهم أيضاً دون فرز مبالغ فيها لدرجة الغزل، حيث تقولون:(إنهم يحملون مواطني بلادهم على كفوف الراحة ويغرقونهم في أنهر العسل والدلع) وإذا ذهبنا معكم في هذا الوصف نقول.. إن ذلك يتم على حساب مواطنين في دول أخرى، حيث تقولون إن أولئك الحكام هدموا أفغانستان ومسحوها، بل ساووا بها الأرض، فقط لأن شبهة طالت الذين فجروا برج التجارة العالمية.. الى جانب ذلك أقول إن بعض حكام الدول المتقدمة وخاصة في أمريكا واسرائيل، لا تخلو معاملاتهم مع مواطنيهم من سوء.. ودونكم (قانون الأمن الداخلي) في الولاياتالمتحدة، وللعلم يقول أحد العلماء الأمريكان المشاركين في دراسة حديثة لمنظمة دول التعاون الاقتصادي والتنمية «OCEED» حول الحراك الاجتماعي في دول المنظمة: (إن الطفل الذي يولد فقيراً في الولاياتالمتحدة اليوم، الاحتمال الأكبر أن يظل فقيراً لأي وقت من تاريخنا، وبينما تجاوزتنا أمم أخرى في التحصيل العلمي والحراك الاقتصادي، تتآكل الطبقة الوسطى الأمريكية أمام أعيننا.. أما اسرائيل يكفي تعاملها مع عرب اسرائيل، فإذا بادلت الدولة العبرية جندياً واحداً منها بآلاف الأسرى الفلسطينيين، فقد ضاقت ذرعاً بفرد واحد من مواطنيها العرب، وهو د. عزمي بشارة العضو المنتخب للبرلمان الاسرائيلي للأعوام 1996-1999-2002-2006 م، ومع ذلك يلاحق اليوم خارج وطنه بتهمة أمنية هي الأخطر في سلم التهم الأمنية هناك، وهي التعاون مع العدو في زمن الحرب (حرب يوليو 2006)، وفوق ذلك عزيزي مؤمن تعلمون أن علماء وساسة الدول المتقدمة ما انفكوا يذكرونا بمصطلح العولمة وعصرها الذي صار العالم فيه قرية صغيرة.. وفي الوقت الذي يعمل فيه حكام الدول المتقدمة من أجل تطبيق الديمقراطية، وترسيح حقوق الإنسان في الدول التي تفتقر الى ذلك بعضها، يمسح ويسوي بتلك الدول الأرض لمجرد شبهة، أما الإنسان العربي في دول بعينها إضافة لذلك يتحمل جحيم حكامه، أو كما قال صديقي الغالي... ولا أنسى أنني إنسان عربي قبل كل شيء. أحمد عبد الرازق جامعة العلوم والتقانة-أم درمان