.. طول عمرنا ظللنا منبهرين ومندهشين ونحن من قدر لنا زيارة مدينة القاهرة في مواسم مختلفة طول عمرنا ظللنا منبهرين بكورنيش النيل هناك ! نعود للخرطوم ونحمل ذكرى محفورة فينا «كورنيش النيل» على طول إمتداده في العاصمة المصرية والغريبة !! نحن لسنا من دول الساحل ولا الصحراء ! فهذا النيل الذي يبهرنا هو ذاته الذي يزين جسد الوطن من أخمص قدميه حتى رأسه زي سيف مزين بالنجوم من غير نظام! لكننا لا نحس جماله، أو نذوق حلاوة حسنه، إلا والشمس في كبد السماء وهي ترسل أشعتها على صفحته فتغزل خيوطها الذهبية مع خيوطه الفضية في أجمل لوحة لا يستطيع أن يصل لمستواها «توقيع بشر» والنيل بهيبته وجماله بلغه الظلام ما أن يحل المساء ويختفي عن الأنظار ويظل شاطئه بغموضه مرتعاً لأصحاب(الكيف) الذِّين يختارون مثل هذه الأماكن بعناية، أو أنه يظل مرتعاً لحكاوي «البعاتي وود أم بعلو» الذي يسكن القيف.. لذلك ظللت طوال السنوات الماضية أقول ما الذي يمنعنا أن نستثمر هذا الشاطيء الجميل، ونجعل أهل السودان يستمتعون بهبة السماء، ويبدوأن التي كنت أظن أنها صعبة المنال وشاطيء النيل يجد الإهتمام والترتيب والتنظيم ، وبدأت الأسر في إرتياده، وبدأ الشباب يتحلقون هناك يتنفسون أوكسجيناً نقيا ً، وقبلها معظمهم ما كان عارف يمشي .. وبالأمس شاهدت عبر التلفزيون تفقد السيد النائب الأول الأستاذ علي عثمان محمد طه، ودكتور الخضر والي الخرطوم لشارع النيل الجديد بعد الرَّدمية الجبارة ا لتي أفسحت للجمال مقعداً يحتله هناك !! ودعوني أقول إن هذا الشارع الممتد روعةً أكد لي أن مقولة (لا مستحيل تحت الشمس) هي المقولة التي يفترض أن نرفعها على الدوام في وجوه الفاشلين والمحبطين بكسر الباء والمحبطين بفتح الباء وشارع النيل بهذا الشكل لا ينقصه إلا ضحكات الصغار.. وقفشات الأصدقاء.. الذين لا يملك معظمهم حق العشاء أو حتى القهوة في المطاعم والفنادق الفاخرة.. ومؤكد أن الكورنيش سيغنيهم مشقة البحث عن ملاذ آمن للونسة واللمة.. لكن أعني لو أن ولاية الخرطوم الزمت أصحاب صالات الأفراح على كورنيش النيل الإلتزام باسوار ودرابزين محدد الشكل والمواصفات.. مع إنارة بذات المستوى بدلاً من أن تكون لكل صالة شكل «براه» وواحدة أسوارها مضاءة وأخرى فيها «لمبة لمبتين»حتى تكتمل لوحة الجمال في هذا الشارع على طول إمتداده.. مثل ما لسوريا ولبنان.. شارع الُحميراء.. ومثلما لفرنسا شارع الشانزليزية.. ومثلما لمصر الكورنيش فللخرطوم أيضاً شارع النيل والنيل في الخرطوم أحلى لأن الجالسين بجانبه هم أحلى وأنبل وأروع خلق الله!!. كلمة عزيزة: في مكان كازينو النيل الأزرق (المعزور) والذي هُدِّم وتحول إلى أنقاض !! تم بناء مبنى لبنك بلا موظفين ولا حراك.. وفوق ذلك مقفول وخلفه(مئذنة) لجامع بلا جامع.. زول يوريني رجاءًا!! إنتو الحاصل هناك شنو بالظبط؟!. كلمة أعز: اتصلت على مساء أمس الأول الإذاعية والتلفزيونية الأستاذة منيرة عبد الماجد وصوتها ممزوج بالألم.. والفضائية السودانية تتخطاها بالدعوة والتكريم في خمسينية التلفزيون.. ومثل منيرة وهي من الرائدات لا تنسى ولا يتم تجاوزها.. ما حدث في حق هذه الإعلامية عيب.. ولا يليق بتلفزيون يحتفل بتاريخه وينسى أهم من ساهموا فيه!!.