تناقلت الأخبار حديث الدعوة إلى حرق القرآن الكريم في الذكرى الحادية عشرة من سبتمبر في إحدى الكنائس الأمريكية في ولاية فرجينيا، في يوم الحادي عشر من هذا العام 2010 !!فهل شعرت أيها القارئ الكريم بسؤال نفسك: لماذا الحادي عشر من هذا العام وليس العام الماضي، أو الأسبق، أو غيره من الأعوام السابقة أو اللاحقة؟ هل فجأة تنبهت هذه الكنيسة الأمريكية بأن الإسلام دين إرهابي وأن القرآن الكريم هو بيت الداء في هذا الدين (الإرهابي)؟ هل لا يجوز أن يكون هناك يوم آخر لهذا الحرق لنسخ القرآن الكريم ؟ دعنا نستمر.. ففي عام 1992 وبالتحديد في الثالث عشر من سبتمبر تم توقيع اتفاقية مدريد بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الإسرائيلي، على ما سمي آنذاك (غزة أريحا أولاً).. فهل انتبهتم أو تذكرتم ما دلالة هذا التاريخ؟ قبل خمسة قرون تحديداً.. نفس اليوم ونفس الشهر ونفس الجزء المئوي من القرن، كان خروج آخر الملوك المسلمين من مدينة غرناطة، وهو آخر ملك مسلم كان بالأندلس، عبد الله الصغير الذي قالت له أمه جملتها الشهيرة: أبك يا ولدي كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال، وكان إخراجهم على يد ملكي قشتالة وأراجون الكاثوليكيين.. إيزابيللا وألفونسو!! تاريخ آخر.. من منّا يتذكر على وجه التحديد متى أعدم الرئيس العراقي صدام حسين؟ لقد تم الحكم عليه مثنى وثلاث ورباع بالإعدام، ومر ردح كاف من الزمن لكي يتم إعدامه، فلماذا اختير ذلك اليوم بالتحديد لإعدامه بتلك الصورة المزرية من قبل دولة لا تعترف أصلاً بالإعدام في أغلب ولاياتها؟ هل يتذكر أحدنا متى أعلن رسمياً عن وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات؟مئات الأسئلة الغبية التي لا تحتاج منا إلا أن ندخل على ردهات تاريخنا القديم والجديد، لنعرف مغزى هذا الاختيار المتعمد لهذه التواريخ المأساوية، سواء أعجبنا أو حنقنا على الملك عبد الله الصغير وصدام حسين وياسر عرفات..لقد تم اختيار يوم النحر أو الفداء لإعدام الرئيس العراقي صدام حسين، فهل هي مصادفة؟ تم توقيت إعلان موت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في يوم عيد الفطر فهل هي مصادفة؟ تم التوقيع على اتفاقية الإذلال والمهانة بعد مرور خمسمائة عام بالتمام والكمال من سقوط الأندلس فهل هي مصادفة؟ تم اختيار الحادي عشر من سبتمبر 2010 الموافق الأول من أيام عيد الفطر المبارك، فهل هي مصادفة ؟ مصادفة !! تلفزيون السودان/ أم درمان