ظللنا طوال الأيام الماضية نحن ساكنو الخرطوم والمتابعين لأقوال مسؤوليها وأفعالهم.. أيضاً ظللنا نتابع الحراك الإعلامي الذي بشر بعدد من المنجزات حققتها الولاية خلال العام الماضي.. وبالفعل وعلى حد ما سمعنا وشاهدنا أن هناك حوالي 563 مشروعاً تم افتتاح بعضها والبعض الآخر في طور التشطيب.. ومؤكد أن هذه المشاريع هي نتاج حراك وعمل دؤوب لبعض الوزراء والمعتمدين لأنها مشاريع عملاقة تطلبت يقظة ونشاطاً وهمة عالية بدلالة محطتي المياه العملاقتين في بحري والصالحة.. وبدلالة شارع النيل الكبير وبدلالة مشاريع الإسكان العملاقة التي تقف شاهداً وبرهاناً وكل من أسهم في هذه الإنجازات وغيرها يستحق الشكر والثناء والتقدير.. لكن دعوني أوجه بالمقابل سؤالاً للأخ والي الخرطوم دكتور عبد الرحمن الخضر.. ماذا عن أولئك الذين لم تشهد وزاراتهم أو محلياتهم إنجازاً أو مشروعاً مهماً طوال العام ولم يسجلوا أسماءهم في دفتر حضور احتفالات الولاية.. وبعض الوزراء صراحة اكتفوا بالجلوس في المكاتب الوثيرة دون أن يحركوا سكوناً جاءوا ووجدوه أو أنه سكون من صناعة أيديهم.. وبعض المعتمدين هم في هذه الاحتفالات خارج الزفة لأن محلياتهم ليس فيها جديد يذكر ولا قديم يعاد! أعتقد أن الفترة الماضية شهدت حراكاً ملموساً وملحوظاً في العديد من الوزارات وهي إشارات يحسها المواطن دون وسيط لأنه يتلمسها في حراكه اليومي وبعض المحليات يشهد سكانها لمعتمديها بالنجاح لأنهم متواجدون وسط الجمهور في الأسواق والشوارع والمتنزهات واللجان الشعبية.. لذلك لا يحتاجون لتزكية أو إطراء لا يستحقونه. وبالمقارنة بين أولئك وهؤلاء يطل السؤال: وهل يستوي الذين يعملون مع الذين لا يعملون؟ أو «بالمفتشر الواضح» ألا يقوم السيد الوالي بجرد حساب لوزارته فيستمر في موقعه من عمل وأنجز واجتهد وتعب وحقق للمنصب الذي يحتله إنجازاً يحفظه التاريخ؟.. ألا يقوم السيد الوالي بجرد حساب لوزارته فيعفي من ركن واستكان ونام على الخط طوال المدة الماضية وبقي خصماً على موقع مهم لو أنه أتاح الفرصة لغيره فلربما حقق فيه ما يفيد العباد والبلاد؟! أظن أنه وبذات الشفافية التي يحرك بها والي الخرطوم ملفات الولاية المختلفة.. عليه بذات الشفافية أن يقول لمن أحسن واجتهد أحسنت.. ولمن فشل وغاب باي باي!! كلمة عزيزة مؤكد أن عملاً جباراً وكبيراً كداخليات داؤود عبد اللطيف التي تم افتتاحها مؤخراً تجسد مشهداً تكاملياً بين الدولة والقطاع الخاص.. وأحسب أن هذا المشروع منح حتى قيامه تسهيلات كبيرة من جانب الحكومة إن كان في استيراد مواد البناء أو الكماليات التي حملت هذه البنيات لتبدو بمظهر أنيق.. والآن مشروع السيد أسامة داؤود سار بسرعة وتحقق في وقت وجيز مما يؤكد جدية القائمين عليه في نواياهم.. دعوني أتساءل عن مشروع مشابه أيضاً يحمل اسماً لواحدة من الأسر ظل لقرابة العشرة أعوام في حالة تشييد.. ولو أنه كان برج التجارة العالمي لاكتمل وتم افتتاحه.. فهل تراقب الحكومة هذا العمل الذي يمشي على مهل؟.. وهل يستفيد القائمون على أمره من تسهيلات جمركية لتصب في مكان آخر لذلك من مصلحتهم التطويل والمماطلة حتى لا يكتمل؟ كلمة أعز .. أحياناً وكما تولد المعاناة الإبداع.. يولد الهم الضحك والنكت.. بدلالة أن أسماء كثيرة أطلقها الناس على بعض المستشفيات تهكماً على سوء حالها.. وبما أني «ما دقوس» فلن أذكر الاسم الأصلي لأي مستشفى وسأكتفي بالاسم الرديف وكل واحد يلبس على مقاسه.. ومن أسماء المستشفيات «نكير- الموت براحة- فطيس- المودع- تجوا ما تلقونا»!!