أولاً وقبل كل شيء ظل صاحب هذا القلم يردد باستمرار على مكانة الأرباب وضرورة التمسك به ليس مجاملة ولكن على أرض الواقع فإن ما قدمه الأرباب لهلاله كان عطاء بلا حدود وجاءت النتائج الأفريقية مذهلة ولولا سوء الطالع لأحرز الفريق الأزرق كأس أندية أفريقيا وكل ذلك بفضل الدعم اللامحدود الذي قدمه الأرباب والصرف الخرافي على فريق الكرة هذا وأكثر منه أمر مفروغ منه ولكن ما حدث مع استقالته واستقالة جمال الوالي أمر يثير الدهشة ويبدو الفارق بين استقالته من الهلال واستقالة نده من المريخ أمراً مثيراً للحيرة ويبرز معه الكثير من المفارقات والمقارنات والمفاجآت. استقال جمال الوالي من مجلس المريخ بعد أن تبنى دفع مرتبات اللاعبين الأجانب حتى نهاية فترة عمر المجلس ودفع استحقاقات الجهاز الفني الأجنبي بأكمله بعد قرار مجلس الادارة بإعفائه وعاد الطاقم الأجنبي لبلاده حامداً شاكراً للمريخ لدرجة أن كاربوني البرازيلي أعلن أنه رهن إشارة المريخ ومنزله في البرازيل مفتوح أمامه وفي الهلال صور مقلوبة فقد ظل المدربان البرازيليان في السودان لفترة طويلة دون أن يجدا نفس المعاملة من الأرباب وهو الذي كان وراء استقدامهما. في المريخ اتخذ المجلس قراراً باستقدام الألماني كروجر وطاقمه الأجنبي فوقف جمال الوالي ليعلن بنفس الأريحية انه متكفل بالراتب وفي الهلال لازال ميشو يطالب بمقدم العقد وكان الأمل والعشم أن يقوم الأرباب بالواجب خاصة وهو الذي استقدم المدرب الصربي من أثيوبيا. جمال الوالي ترك المريخ والنادي في وضع مالي مستقر بعد أن تعهد بكثير من الالتزامات بنداً بنداً وكان الغائب الحاضر وعلى النقيض الأرباب توكل على الذي خلقه وذهب والنادي يعاني من الأزمات المالية فتركه والحاجة ملحة لوجوده أكثر من أي وقت مضى، غادر رئاسة النادي وقد توسع نطاق مشاكله، غادر مقعد الرئاسة في وقت غير مناسب ولم يترك الأجواء مهيأة لزملائه كما فعل جمال الوالي، ترك النادي والديون تحاصر المجلس والمطالبات المالية تلاحقه والأزمات المالية تكاد تعصف به! ترك جمال الوالي نجوم المريخ في أفضل حال وبالهم رايق لدرجة أنهم تمرنوا أمس الأول في نهار رمضان بينما ترك الأرباب نجوم فريقه يطالبون بالمتأخرات من المرتبات وحوافز التسجيل لدرجة أن كابتن الفريق هيثم مصطفى أصدر ذلك البيان الشهير الذي قمنا بإدانته وصدق الأرباب عندما وصفه بالبدعة لتصل الأحوال البائسة في النادي إلى درجة إعلان نائب الكابتن عن اقتراب موعد إضراب اللاعبين عن التدريبات ليكمل الناقصة مما يعني أن الفريق شهد ظهور ما معناه بالنقابة بعد أن وجّه نائب الكاتبن عمر بخيت انذاراً شديد اللهجة لمجلس الإدارة. غادر جمال الوالي الرئاسة وعلاقته عسل على لبن مع مجلس الإدارة بدليل أن أعضاء مجلس الإدارة استقبلوا مع جمال الوالي تظاهرة رفض الاستقالة وأن نائبه ورئيس النادي الحالي الفريق عبد الله حسن عيسى كان يردد مع المتظاهرين النداء الرافض لاستقالته والمطالب بعودته وعلى الجانب الآخر ترك الأرباب مجلسه والخلافات مشتعلة مع أهم أركانه وهو سعد العمدة وإن هدأت نسبياً مع عماد، تركه والأنباء تتحدث عما لا أصدقه برغبته في كشف المجلس وتحدوه رغبة دفينة في تصفية الحسابات. حقيقة أنا لا أصدق ما سمعته وما تردد فالذي يبني مثل الأرباب لا يعرف الهدم والذي يحب لا يكره خاصة إذا كان المعشوق هو الهلال ولكن ما يحدث باختصار شديد أن المريخ اليوم في نعيم وفي المقابل فإن الهلال يعيش في جحيم وهو الوضع الذي قاد إليه التباين في موقف الرئيسين ومن هنا يثور سؤال مهم لماذا لا يخطو الأرباب خطوة مماثلة لخطوة الوالي وهو يرى بأم عينه ما يجري في الهلال؟ ما الذي يمنع الأرباب أن يتعامل بنفس اريحية وجدية الوالي؟ وهو الذي يملك المال ويملك الشهامة وغيرته على الهلال لا تقل عن غيرة الوالي إن تكن أكثر وأقدم وأصلب.