٭ بحكم سكني بالقرب من مستشفى حاج الصافي الجديد بمدينة بحري فأنا من الشهود على أن هذا المستشفى يمثل طفرة كبيرة على المستوى الصحي للمنطقة والمناطق المجاورة لها، و أحسب أنه سيكون قبلة لكل سكان مدينة بحري خاصة امتدادات شمبات وما يسبقها من أحياء في اتجاه الشمال، وبحكم سكني بالقرب من المستشفي لاحظت وفي يوم افتتاحه حراكاً غير مشاهد في الأيام العادية وبالتالي كان مفاجئاً للسكان، وهو تواجد أعداد غفيرة من عمال النظافة بكامل أدواتهم في المنطقة ما بين المؤسسة وفي الشارع الذي يلي مستشفى حاج الصافي.. وللأمانة والتاريخ أظهر عمال النظافة في هذا اليوم حماساً منقطع النظير وأبلوا بلاءً حسناً وأصبح الشارع نظيفاً زي صحن الصيني بعد غسله، وقبلها بيوم تمت سفلتة شارع الإنقاذ وتحديداً الجزء الذي تم «تكسيره» لأعمال الصرف الصحي بهمة ونشاط، وبالطبع لم يرتفع «قرنا استشعاري» ولم استغرب لهذه الهمة العالية لكن عندما عرفت السبب زاد عندي العجب! والطريق الذي تمت سفلتته في سرعة البرق كان هو الطريق الذي سيمر عليه السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية لافتتاح مستشفى حاج الصافي، والنظافة المركزة كان سببها أن شيخ علي سيمر بذات الجزئية التي حددتها من المؤسسة وحتى مستشفى حاج الصافي، ولأنه لو مرّ موكب السيد النائب الأول في أي يوم عادي وشاهد ما تعود أن يشاهده المواطن من نفايات كان سيحدث للرجل تلوث بصري لذلك تمت إزالة المخالفات والمخلفات وتغيير حال الشارع من حال إلى حال!! بالمناسبة ما حدث من «ستر حال» لواقع مر والنائب الأول يزور مدينة بحري هو دائماً ما يحدث وأي مسؤول كبير يزور موقعاً من المواقع فتتم «مداراة» البلاوي والفضائح وتظهر للمسؤول صورة غير الواقع وغير المعتاد ومنذ ان كنا في المدارس كنا لا نشاهد المدارس «مقشوشة ومرشوشة» والعلم مغسول ومكوي إلا عندما يكون هناك وزير أو مدير لإدارة التعليم في زيارة للمدرسة، وكذلك لا تكثف معدلات النظافة في المستشفيات وتعقم غرف العمليات إلا ان كان الوزير في زيارة تفقدية للمستشفى، وقس على هذه الأمثلة مواقع ومواقف كثيرة تتغير للأجمل فقط عند حضور المسؤول ويعاودها القبح والإهمال ما أن يركب هذا المسؤول عربته ويغادر، على فكرة يبدو لي والله أعلم أن التجمل للغير هو ثقافة عربية وسودانية على وجه الخصوص، بدليل أن كثيراً من النساء مثلاً لا يتجملن في بيوتهن وتظل الواحدة «منكوشة ومنفوشة» داخل بيتها ولا تعرف طريق الأناقة والترتيب إلا إذا جاءها ضيوف أو كانت في طريقها لمناسبة أو عزومة. فما الذي يمنعنا أن كان على صعيد الخدمة العامة أو على الصعيد الشخصي أن نظل دائماً في حالة «استنباي» كما يقولها أهلنا الطيبون، ولا نقدم فضيلة النظافة والجمال إلا عشان خاطر زيارة المسؤول الكبير وبعد ما يمشي تعود ريمة لعادتها القديمة ويظل الموظف يغني كما غنينا اليوم التالي لافتتاح مستشفى حاج الصافي وغياب عمال النظافة بالكامل يا علي زورنا مرة يا شيخ علي زورنا مرة!! .. كلمة عزيزة: ٭ قالت اللجنة التي كونها السيد رئيس الجمهورية لمراجعة إقرارات الذمة للمسؤولين، قالت إنها ستدشن عملها غداً ولا أدري ما سبب الاحتفاء والتدشين واللجنة يفترض أن تكون في اأتم السرية والشفافية، ولا أدري كيف سيكون هذا التدشين اللهم إلا أن كانت اللجنة ستمسك بأول ملف وتعلن تفاصيله للرأي العام، أما غير كده فما عندي أي فهم لحكاية التدشين دي. .. كلمة أعز: ٭أذكر تماماً عندما كتبت عن شابة طبيبة اسمها دكتورة عائشة السعيد وقلت إنها مثال للطبيب الإنسان الذي نتمناه، هاتفني كثيرون وقالوا لي لك ألف حق في اندهاشك وإعجابك لأن مثل هذه النماذج الإنسانية أصبحت قليلة، لكنني اليوم أقدم نموذجاً آخر لشابة لا تهرب الابتسامة من وجهها وهي تقابل بأريحية انفعالات وتساؤلات المشاركين بمعرض الخرطوم الدولي في دورته الثلاثين من مختلف أنحاء العالم، هي الشابة أماني عبد الله محمد من إدارة المعارض قسم التسويق، فهي نموذج للموظف الراقي المثالي الذي يشرف بلده!! كثر الله من أمثالكن!!