الفاشر حمراء: سجلت شمال دارفور لنفسها تاريخاً من نور وهي تعانق الدوري الممتاز بصعود المريخ في الكرة وبالبرج في الكرة الطائرة، الأمر الذي أسعدها وجعل جماهيرها تعايش فرحة غير مسبوقة. أحسست بمظاهر هذه الفرحة تحاصر مطار الفاشر وحكومتها وممثلي أنديتها وجماهير يحيطون بالطائرة لحظة وصولها والأعلام الحمراء تغطي ساحات المطار، بل حتى الطائرة التي أقلتنا إلى هناك ودعتنا وهي تهدينا علم مريخ الفاشر مصحوباً بشعارها وتمنياتها. الطريق الأحمر: والطريق للإستاد كان الأحمر يغطي على كل شيء تقع عليه العيون حتى العربات الصغيرة التي أقلتنا للإستاد تتوهج بالأحمر في إشارة للفرحة الطاغية بصعود المريخ. عقب تناول الوفد الصحافي سياسي ورياضي وإذاعي للشاي في البيت الرئاسي الذي يسكن فيه والي الولاية وتقع في أطرافه إستراحات رائعة شبيهة بالفنادق للضيوف، نزل والي الولاية لرغبة بعض الزملاء بالإجابة على بعض التساؤلات وكان ذلك خلال خمسين دقيقة قبل أن ينتقل وننتقل معه إلى استقبال ضيفه وممثل اليوناميد الذي حل بديلاً لقمباري، وخلال هذه الجلسة ومن خلال أسئلة صريحة للزملاء من صحف مختلفة جاءت إجاباته عليها سريعة وصريحة ووضع النقاط فوق الحروف، وعن أحداث جبل عامر كان يوضح الحقائق التالية: أولاً من باب التذكير أن شمال دارفور فسيحة شاسعة ممتدة لمساحة 292 ألف كيلو متر مربع وتحتل % 57 من مساحة دارفور الكبرى، وبالتالي فهي مترامية الأطراف ويمكن لأي حادث بعيد مثل حادث جبل عامر أن يكون صداه كبيراً وكبيراً جداً بالخرطوم والتي تتعامل معه بتهويل. و صحيح أن هناك أزمة انفجرت ولكن الولاية لا تتعامل معها بالتهويل طالما أن أصل المشكلة ليست صراعاً أوحرباً نشبت بين قبلتين وأن أثرها لم يمتد كثيراً على باقي الولاية بما فيها الفاشر التي تبعد عن مكان الحادثة 265 كيلو باتجاه الغرب. التجمع السكاني في الجبل هو الأكبر في الولاية بعد الفاشر والكل يغلب عليهم أعمار الشباب جاءوا بحثاً عن الذهب من مختلف أنحاء السودان وظل العمل في التعدين عن الذهب مستمراً خلال الثلاثة شهور دون أن تكون هناك أي بلاغات من هنا أو هناك والجبل ممتد من الشمال للجنوب والناس تعيش في الخيام. ü أزمة الجبل بدأت بمشادات كلامية بين طرفين ثم تطورات لاشتباك بالعصي ثم تطورت بالأسلحة خلال أربعة أيام فقط، والصراع كله على أراضٍ للتعدين والبحث عن الذهب، وهذا الصراع هو الأكبر في تاريخ الولاية والوصول لضحايا نوع من الاجتهادات، وأكد الطرفان أنه ليست هناك مشاكل قبلية وطالبا بالتعايش السلمي والتنمية وكل شيء يسير في الطريق الصحيح لرفع ألوية المحبة والسلام بين الطرفين اللذين طلبا إيقاف التعدين في الجبل حتى يلتئم الجرح بالمصالحة الشاملة. و حكومتنا ليس في نيتها التدخل لإيقاف التعدين لأنه رزق من السماء ولأنه أيضاً حق دستوري. ü 3 أيام والوالي ب «لبس خمسة» قال والي الولاية إنه ظل يطوف مناطق جبل عامر لمدة ثلاثة أيام متواصلة بجانب مناطق محلية السليم ومن فرط حرصه على اللقاء بكل الأطراف ظل (بغيار واحد من لبس خمسة) يلبسه في كل طوافه بالهيلكوبتر. حقيقة الخلاف بين حكومة الولاية والسلطة الإقليمية لدارفور حول ما تردد عن نشوب خلاف بين حكومة ولاية شمال دارفور والسلطة الإقليمية بدا والي الولاية الأستاذ كبر ساخراً مما تردد بالرغم من أن السؤال لم يكن من فراغ لكن الوالي بصراحته المعهودة تساءل كيف يحدث الخلاف وهدفنا واحد وكلانا مطلوب منه دور مؤثر وفريد في تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة، وكلانا نواجه التحدي برؤية ثاقبة وفهم عميق ثم إن والي ولاية شمال دارفور هو نفسه نائب رئيس السلطة الانتقالية، فلن يكون هناك خلاف مهما ارتفعت وتيرة التهديدات والتحديات خاصة والعمل يتم من خلال مرجعيات والدستور حدد مسؤولية كل جهة بجانب المسؤوليات المشتركة وليس هناك شيء يمكن أن يتصارع حوله. كيف تطوف القوات الأممية بأسلحتها ودورياتها وعرباتها المصفحة في شوارع الفاشر الآمنة ؟ كل شيء يوحي بالإطمنئنان وما يجري يقدم رسالة طمأنة من حاضرة الولاية للعالم أجمع، لقد لمست بأنفسنا ذلك ونحن نطوف عاصمة الولاية من أقصاها إلى أدناها ولكن ما استوقفني والزملاء أن عربات اليوناميد المصفحة ودورياتها المسلحة تطوف شوارع الفاشر الأمر الذي يوحي بعدم الاستقرار أو التنبؤ بحدوث أشكالات فماذا هناك؟! هكذا سألتُ والي الولاية والسؤال خاص بآخر لحظة، فكان يرد قائلاً: هذا هو أسلوب ومنهج القوات الأممية في كل البلاد التي تذهب إليها وتفعل ذلك دون أن تكون هناك مهددات. هذا ما رددته آخر لحظة أمام الوالي إنها مغامرة الولاية مطالبة بوضع حد لها في اللقاء الجانبي بيننا و سعادة والي ولاية شمال دارفور الأستاذ كبر واجهته الصحيفة بأن هناك خطراً حقيقياً ربما واجهه جمهور الكرة بالولاية اإذا ما استقبل إحدى مباريات القمة والخطر يتمثل في وجود جمهور المسطبة الشمالية بعيداً عن الملعب بصورة لم نشهدها في أي ملعب بالسودان وهذه مغامرة غير محسوبة، وفي مباريات القمة لن يبقى الجمهور في المدرجات بل سيندفع عبر البوابة الداخلية أو ربما انتزعها وذهب للفرجة قريباً من الملعب وهذا ما فعله الجمهور عندما ترك المدرجات والتف حول الملعب ليتابع مباراة المريخ الفاشروالخرطوم الوطني، فماذا أنت فاعل إزاء هذا الخطر؟ رد سيادته: شكراً ل(آخر لحظة) على هذه المناصحة التي تتم مواجهتي بها لأول مرة، و بهذا الشكل ستكون الفرجة خلف الأسوار مشكلة وحول الملعب مشكلة، والحل بالفعل في نقل المساطب قريباً من الملعب الأمر الذي يستدعي وقتاً وإذا كانت ملاحظتك صحيحة مائة المائة فأنا أكشف لك ملاحظة أخرى متمثلة في المساطب الجنوبية لأنها أبعد من الشمالية مما يستدعى الحل الجذري من أجل راحة وسلامة الجمهور! بروعة فاقت الخيال شمال دارفور تستقبل ممثل اليوناميد إنتاج وفير من الذهب أشاد والي الولاية بإنتاج الذهب الوفير من جبل عامر وقال إنه خلال التسع شهور كان انتاج الذهب قد بلغ ما يقارب العشرة كيلو في اليوم الواحد. بروعة فاقت كل تصور و خيال استقبلت عاصمة ولاية شمال دارفور الأستاذ محمد بن شمباس ممثل اليوناميد الذي حل بديلاً لقمباري. وجاءت تصريحات الطرفين في حفل الاستقبال ممزوجة بالحماسة والرغبة في التعاون المشترك وتحقيق المراد واحلام الولاية وردد الاثنان الوالي والأستاذ محمد بن شمباس كثيراً التمسك بسياسة التعاون المشترك وبث كل واحد في الآخر الآمال بتعاون كبير. كبر يفعل ما لا يفعله غيره من الولاة مئات الشخصيات نقلوا الكثير من الخصائل الطيبة عن الوالي كبر والي شمال دارفور، أبرزهم الريس شيخ إدريس رئيس الأهلي الخرطومي السابق عندما قاد الأهلي الخرطوم في بداية عهد ولاية كبر في شمال دارفور، وتوالت الإشادة به من العديد من الشخصيات وآخرهم ود المأمون ومحمد سليمان دقق، هذا بجانب الإشادة من رجال الصحافة، ولكن الحقيقة أن كل هؤلاء حاولوا انصافه ولكن ما وجدته وغيري من الزملاء ورجالات وفدنا الذي ذهب بدعوة من حكومته ما وجدناه جميعاً أكبر خاصة نحن الذين نزور الولاية لأول مرة، وكل من يقترب منه يتأكد أنه يقابل شخصاً يملك الكثير من طبائع رائعة وسجايا بالغة الرقة خاصة وهو يفعل ما لم يفعله غيره من الولاة وهو يستضيف ضيوفه داخل بيته ويمشي بينهم ويأكل مما يأكلون. شكراً له من القلب وشكراً لوزرائه ولمعاونيه ولجان مهرجانه ولمراسمه. الولاية تنتظر الممتاز بشغف الفاشر فوق تحت المهرجان ملحمة دارفورية أصيلة جاء المهرجان الشبابي والرياضي والحضور الجماهيري الطاغي ملحمة دارفورية أصيلة، وأكد المهرجان أن كبر يجد إلتفافاً ومحبة كبيرة من الجماهير وأن الصعود للممتاز أشاع حالة من الفرح والارتياح وسط كل الجماهير هلالها قبل مريخها، وتأكد لنا استمرار تفاعل الوالي عندما تحدث ل(آخر لحظة) مؤكداً دعمه ونقل استعداده بمصر ودعمه للتسجيلات التكميلية. كل المشاكل تفجرت من سلوك فردي أكد والي ولاية شمال دارفور أن كل المشاكل والأزمات في جبل عامر وكتم وغيرها لم تنشأ عن صراعات أو حروب قبلية، بل كانت بسبب سلوك فردي، ففي كل مؤتمرات الصلح شهدنا الجميع يتقطرون محبة تؤكد عمق الصلات بين القبائل. بشغف شديد وبعد طول انتظار تنتظر ولاية شمال دارفور عامة والفاشر خاصة انطلاقة الدوري الممتاز وسيكون الممتاز أيضاً سعيداً بالفاشر. تتميز شوارع الفاشر والمدينة نفسها بوضع فريد فمناطق فوق وأخرى تحت والمنظر برمته فريد. وقفة حازمة للجيش في جبل عامر قال والي الولاية: لقد كان للجيش وقفة حازمة مع أحداث جبل عامر ولاذ معظم المتفلتين بالفرار خلف الجبل ومناطق أخرى.