من محاسن المرض إن كانت له محاسن إنه يجعلك قارئاً يلتهم كل شئ ومشاهداً يتابع كل لقطة.. هذا الأمر جعلنى أقرأ وأشاهد كثيراً ومرات تتملكنى الحيره فأنتف شعرى وأهدأ لأتأمل.. إلى أين نسير.. موضوعان لفتا نظرى.. الأول ما أورده الزميل عابد سيد أحمد عن امرأة يعرفها كانت تصر وتلح على مقابلة المعتمد لتقدم له شكوى خطيره تمخضت عن أن فى حلتهم فئه تبيع المخدرات عبر ركشات تروج له وإنها تود الإستنجاد بالمسؤول الكبير.. الثانى فى حديث للسيده أم وضاح قدمت فيه ضمانات للفنان أبوعركى البخيت بأنها على استعداد لمحاورته دون أن يحذف الرقيب شيئاً وتتعهد بذلك ليس لأنها قريبه من متخذى القرار بل لأنها رأت انفتاحاً إعلامياً تريد استثماره.. بالنسبة للموضوع الأول ما الداعى إلى مخاطبة المعتمد.. هذه حالة جنائية واضحه.. ما كان على المواطنه إلا أن تتوجه إلى قسم الشرطة وتفتح بلاغاً وتتابعه.. وأنا أشك كثيراً فى القصة فهنالك دوريات نشطه لعربات الشرطة فلو كان الأمر كذلك لتم ضبطه.. إن مثل هذا السلوك يشير إلى أن المخدرات أصبحت تباع على عينك يا تاجر وهذا مجافٍ للحقيقة.. لماذا يلجأ المواطن إلى بذل جهد شاق وسعى إلى مقابلة المسؤولين الكبار فى أمر يتعلق بأبسط حقوق المواطنه فى اللجوء إلى الشرطه والقضاء مباشرة وإن تقاعست فهى أيضاً يمكن شكواها وإجبارها عبر القانون بتحقيق أمن المواطن هب إن ذلك حدث.. فهل كان الأولى بها مخاطبة المعتمد أم الاتجاه إلى منظمات المجتمع المدنى.. وكبار الحله.. بلجانها الشعبيه.. أو حتى جمعية المرأة.. لأنها تتحدث عن ظاهرة يجب التصدى لها.. وهذه الأخرى ظاهرة فكثيراً ما يتصل بنا مواطن يشكو من ظلم فى مؤسسة ما.. ويطلب منا أن ننشر مظلمته مخاطبة رئيس الجمهورية.. دون المرور بالأقنية والمؤسسات المنوط بها حل مشاكل المواطنين.. الموضوع الثانى.. هل يمكن أن تحل مشكلة أبوعركى والتى تتمثل فى ثلاثة ملامح.. منبر حُر يغنى فيه كما يشاء.. شروط عادله للتسجيل للأجهزة الإعلامية مع حفظ لحقوق عناصر العمل الغنائى.. الإعتذار عن (غباين) تعرض لها فى مسيرته الغنائية.. فكيف ستستطيع الكاتبة تحقيق ذلك كان الأحرى بها أن تستثمر علاقتها.. فى رفع الغبن عن المغنى والشاعر والملحن الذى تهضم حقوقه.. كان الأولى بها مثلاً مخاطبة التجمعات المدنية أو شبه المدنية فى الإتحادات المنوط بها ذلك.. كان الأحرى بها أن تستنهض وزارة الشأن فى إزالة المعوقات.. ماذا فعلت الاستضافات والحوارات التلفزيونيه فى معركة الأخ العزيز هاشم صديق.. إنها فى النهاية لم تتمخض عن شئ مازال هاشم لا يستطيع تقديم الدراما التى انتجها.. ولا البرامج التى أعدها.. هل عاد لنا هاشم القديم المغرد بحرية.. المحلق بعفويه.. ماذا أفاد الحوار التلفزيونى..؟ مشكلتنا تبسيط الأمور.. على طريقة (أكلوا كسره).. أو فى معالجة الأخوة فى الشقيقة مصر.. فى مواجهة ظاهرة البلاك بلوك.. الكتلة السوداء.. وهى شكل شعبى من أشكال المقاومة.. سرعان ما نظر إليه على أنه مهدد للأمن.. ونشطوا فى محاربته ولآن (البلاك) يلبسون ملابس سوداء.. أصبحوا يلقون القبض على كل من يرتدى لباساً أسوداً بدله.. قميص.. وهكذا... مما أضحى مثيراً للسخريه.. إذ تم التحذير من لباس الأسود هذه الأيام.. ورغم عدم المتابعة إلا أننى على يقين من أن وزارة الداخليه إهتمت بما نشره (عابد) وتمخض الأمر عن لا شئ.. أو عن مراقبة المنطقة عن كثب.. ربما كان الأمر مبالغة من المواطنه.. أما بالنسبة لأبى عركى البخيت.. فأبشره خلاص مشكلتك اتحلت يا فنان.. ما عليك إلا أن تستجيب لإجراء الحوار التلفزيونى حسبما اشارت الكاتبة.. وإلا تكون زول بتاع مشاكل ساكت!!!