ü «أريد أن أعطي بسخاء.. أريد أن يفيض الحب من قلبي فينبع و يثمر».. الخرطوم هذه الأيام تعيش شيئاً من الفيض!! وهذا الحب الذي بدأ يثمر في كل عام «حباً» وقمحاً و تمني.. موسم الإنتاج الثالث وجائزة الطيب صالح تكبر عاماً بعد عام كراية بيضاء ترتفع رويداً رويداً بحروف منسوجة و«معطونة» بمداد من وفاء وإعزاز «بالطيب» الذي حمل الوطن ذات يوم أنشودة حلوة في حروفة ورواياته وشخوصه في رحلة تطواف عالمية كان نصيب السودان منها شهرة وسمعة «كاسمه».. وإشارة دالة بأن الأرض التي أنجبت الطيب صالح هي معطاءة وولود وبإمكانها حمل الراية بذات الحب والإحساس والشجن!! ü ظروف قاهرة منعتني من حضور المؤتمر الصحفي لمجلس أمناء جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع.. كما كنت أفعل كل عام.. ومع ذلك تابعت كغيري تفاصيل هذا الحدث الثقافي المهم الذي بدأت تباشيره تلوح من خلال هذا الحضور والمشاركة العربية والإقليمية من أدباء ونقاد ومهتمين بالآداب وبالرواية وبهذه العبقرية السودانية الكبيرة!! ü في العام الأول بدأت التجربة وجاء «الغرس» طيباً.. وفي العام الثاني كانت «الشتلة» قد نمت وعانقت النسيم على ضفاف النيل بالخرطوم وازدانت القاعة واكتست ألقاً زاهياً وهي تقيم «عرساً للزين» وتقرأ فصولاً من «موسم الهجرة» للخرطوم ونثر الإبداع على البساط الأحمر بعضاً من الدرر وشيئاً من الرحيق «لبندر شاه» وضحكات «ود الرواسي» وأهازيج الزراع بين «الجروف والسرابات». ü جاء الأدباء وأهل القصة والرواية من عرب وسودانيين وأفارقة.. وحدث التلاقي الحميم ومعه قراءة نفتقدها ونحسها بأن هذه الأرض ورغم كل شيء، فإنها تحمل بعض «ألق» وشيئاً من النجاح والروعة وليس الإناء «فارغاً» كل مرة!! ü الآن هذا ما كان يريده الطيب صالح ويحلم به.. وصل السودان ثقافياً بمحيطيه الإقليمي والدولي.. وإعلاء قيم الثقافة والفنون وتحفيز النشاط في هذا الإطار!! ü الآن يتنافس أكثر من 452 عملاً بتمثيل أكثر من 27 دولة.. وقافلة الإبداع تمضي للأمام وبخطى ثابتة و واثقة. ü كل الأمل بالنجاح لهذا الموسم الثالث الذي ترعاه زين.. بأن يسهم في تطور الكتابة الإبداعية والروائية وأن يكون «المدماك» الثابت لخرطوم «حاضنة» للإبداع والفن والجمال!!. ü «بلدنا بشوشة مرحة.. صوت الريح وهي تمر بالنخل وهي تمر بحقول القمح.. وسمعت هديل القمري، ونظرت خلال النافذة إلى النخلة القائمة في فناء دارنا، فعلمت أن الحياة لا تزال بخير، أنظر إلى جذعها القوي المعتدل ، وإلى عروقها الضاربة في الأرض، وإلى الجريد الأخضر المتهدل فوق هامتها فأحس بالطمأنينة.. أحس أنني لست ريشة في مهب الريح، ولكني مثل تلك النخلة.. مخلوق له أصول، له جذور له هدف».