يا حبيب الشعب.. يا نجمة زاهرة وساهرة.. يا ضياءً لاتينياً أضاء كل مكان.. ويا حبيب الشعب هل أبكي أم أغني.. والشجى أكبر مني.. والأسى يملأ صوتي ولحني.. لست أدري.. هل أبكي أم أغني.. سأغني.. سأغني.. سأغني.. يا صديقي.. صديق الفقراء.. والمتعبين.. المنهكين.. أوتاد الدنيا.. ملح الأرض.. أكتب لك من وجدان انساني شريف.. من محبرة النزيف.. من تلال الدم الذي إنبثق حاراً يغرغر في صدور أولئك الرجال الشرفاء.. الذين لمعوا كما الشهب.. وتفجروا كما النيازك.. وكتبوا باجسادهم المطوحة فوق شرفات العالم أرق كلمات الحنين إلى الزمن الآتي.. أكتب لك وفي حلقي عبرة.. في حلقي غصة.. وما لحة الكلمات عندما تتعثر حزينة باكية.. بل نائحة.. رثاء لك.. يا الهي.. انت ترحل.. بل تنسل خلسة من وسط الكادحين.. أبناء شعبك النبيل الجسور.. ماذا دهى الكون لماذا يرحل الشرفاء والأخيار.. لماذا يبقى الأوغاد والأشرار.. لا.. لا يهم.. لن ينطفيء ذاك البريق.. الذي يلمع في عيون شعبك.. بل كل شعوب أمريكا اللاتينية.. وحتى الكاريبي.. لا.. وماذا في الرحيل.. فقد قال السيد المسيح.. إذا لم تسقط حبة الحنطة لتموت تبقى وحدها.. وإن سقطت وماتت تعطي ثمراً كثيراً.. يا لروعة ثمار شجرتك تلك الراكزة في تربة.. ضمت رفات جيفارا.. يا للمجد.. وعروقها تستمد الحياة من دم سلفادور الليندي.. ذاك الذي ركض في مضمار عريض.. ومن خلفه شعب تشيلي العنيد الجسور.. يا للمجد.. فقد كنت مثله تماماً.. كان مثلك تماماً.. كنتما مثل أسد كوبا.. فيدل.. الرابض في غابات هافانا.. بالله عليك «كلم» سلفادور.. حتماً تجده مع الأبطال.. قل له إن شعبك قد اقتص من «بينوشيه» ذاك الدموي المجنون.. قل له إن كل الغابات اللاتينية قد تحولت إلى حراب وأقباس ومشاعل.. بأيدي الثوار.. استعداداً للحرب الفاصلة مع اليانكي.. أيها النبيل الوسيم الجسور.. لقد كنت شوكة سامة في خاصرة أمريكا.. كنت ترياقاً مضاداً للإستكبار والإذلال الأمريكي اللعين.. انحزت في شرف إلى فقراء شعبك.. مسحت في نبل الإنسان دموع الفقراء والأطفال.. والنساء.. فتحت أبواباً للأمل.. تلك التي كادت أن توصد بغليظ الأبواب أمام رفاهية أحلام وآمال الشعوب المناهضة في صرامة للرأسمال.. الطفيلي.. الاستغلالي.. المتوحش النهم.. يا لروعتك وأنت تفتح الساحات والاستادات لتمحو أمية شعبك.. يا للمجد.. وأنت تخصص.. كل أموال النفط.. غداءاً طيباً دسماً لبني وطنك.. يا لروعتك وأنت تنحاز في شرف لأطفال قطعاً يتطلعون إلى مستقبل تضيئه باهر المصابيح.. يا لأمميتك وأنت وفي جسارة خانت قدراً مقدراً من الزعماء العرب تهدر شجاعاً في غير خوفٍ ولا وجل.. مناصراً للشعب الفلسطيني مناهضاً شرساً وباسلاً ضد الصهيونية اللعينة.. ويا للعار.. عار كل العرب وهم يغيبون- عمداً- عن وداعك ساعة الرحيل.. حبيب الشعب شافيز.. لن يزعجنا طين وطنين بعضهم إنك كنت دكتاتوراً.. وأنك بقيت في الحكم طويلاً.. ومرحباً بك.. مرحباً بالدكتاتورية.. إن كانت انحيازاً للشعب.. إن كانت دفاعاً عن حياة أمة.. إن كانت ظلاً ومسكناً.. وعملاً.. ودواءً وتعليماً.. إن كانت عداءً حقيقياً لبؤرة الشر أمريكا.. مرحباً بها وهي خالية من عبث رأس المال.. إن كانت حرباً على الإستغلاليين من التجار.. إن كانت انتاجاً وفيراً يصب خيراً في أوصال الشعب.. إن كانت راية يستظل تحت ظلها كل ثائر.. كل وطني.. كل انساني العواطف.. محتشداً صدره بحب وطن يملكه في عزةٍ وفخرٍ واعزاز.. هوغو شافيز.. تأكد إن الذي زرعته في «أحواض» شعبك.. حتماً سيثمر ويكتسي الوطن اشجاراً وخضرة.. وداعاً يا أغلى الرجال.