أما الذين يتركون الاسلام نزوحاً إلى المسيحية أو المسيحيين الذين يتركون المسيحية إلى الاسلام فكلها حالات فردية لها دوافعها الاجتماعية البحتة ولا دخل للدين فيها ولا لحب العقيدة أما الحديث عن السيدة كوكس رئيسة التضامن المسيحي العالمي فهذه السيدة ليست منا وان كانت مسيحية حيث أن لها اغراض عدوانية استعمارية والا لماذا جاءت متخفية ودخلت جبال النوبة وفي أماكن التوتر وانتشار العبادة الافريقية انها مدعومة من المنظمات الصهيونية والتي تتغلغل الآن معظمها في جنوب السودان حيث المرتع الخصب لها وتدخل للشمال ضمن خطة يجب الانتباه لها وهناك ما هو أعظم هناك عدو صهيوني في شكل ديني انهم جماعة شهوديهوه وهم فرع من التضامن المسيحي العالمي وهم ليسوا بمسيحيين انهم منظمة صهيونية تحتكم على أموال طائلة وتحمل المال في جيوبها وتفرغه على ما تسمونهم المتنصرين وتتهمون الكنيسة باغراق المال وتنظرون للرأسمالية المسيحية الموجودة حولكم وتظنون أنها توفر المال لتنصير المسلمين ان شهوديهوه الذين يقيمون طقوسهم في البيوت والمتفرقين في الأقاليم هم الخطر الأكبر ليس على المسلمين ولكن علينا نحن المسيحيين أيضاً لاننا نختلف معهم في كل تفاصيل العقيدة المسيحية التي نعتنقها وعلى مستوى كل الطوائف بل أكثر من ذلك فمطراننا المتنيح الانبا دانيال مطران الخرطوم السابق قال في سبعينيات القرن الماضي أن لا حل ولا بركة لاي بيت قبطي مسيحي يدخل المبشرين التابعين لشهود يهوه. وحالياً المبشرين التابعين لشهود يهوه يعملون في الجنوب ووسط أبناء النوبة خاصة أصحاب الديانة الافريقية ويزحف اتباعهم إلى اطراف المدينة وهم الذين تتحدثون عنهم وتتهمون الكنيسة بالتنصير وصرف الأموال. ولنترك المسيحيين ونتحدث عن المسلمين ففي هذا البلد خلاوى كثيرة لاحياءنا نار القرآن تكاد تكون في كل قرية وقد زرت عدة خلاوى في رحلاتي في الأقاليم وفي أطراف الخرطوم حتى في الخرطوم حالياً يوجد ألف مئذنة بألف جامع فما هو دور هذه المساجد الكثيرة في حماية المسملين والدين أن الجامع عندكم يجمع الناس للصلاة في أوقات الصلاة الخمس وان اجتهد أحد الشيوخ جمع الصغار لتحفيظ القرآن هذا جيد جداً ولكن الدين ليس حفظ انه معاملة وتربية وترغيب بالمحبة لمعرفة الدين الحنيف دون تعصب فنحن المسيحيين اذا حدثت لنا مشكلة عائلية أو خلاف نذهب إلى القس أو المطران ليفصل فيها ولا ندخل المحاكم الا نادراً أما المسلمين فبكل أسف الشيخ في الجامع لا يعرف جيران الجامع الا في القرى المحدودة الافراد والنزاعات تفصل فيها المحاكم الشرعية أو المجالس القبلية يحتاج المسلمون إلى تبشير المسلمين بالدين الحنيف وروعة احكامه وجذب الشباب بحب العقيدة دون تعصب أعمى والعمل على سد حاجة المحتاجين من أموال الزكاة والتي اساساً هدفها دعم المسلم المحتاج، وهذا هو الهدف من جمع الزكاة وما شاء الله المسلمين لديهم وفرة مالية كبيرة في أموال الزكاة والأوقاف ولكن ألستم معي أن نسبة الفقر والفقراء كثيرة وعندما يطرقون باب الزكاة لا يجدون مساعدة فأين يذهبون؟ نحن في الكنيسة أن جاءنا جائع لن نطرده ولن نغلق الباب في وجهه وسنطعمه بدون شروط فنحن كما علمنا الكتاب المقدس أن نحب بعضنا بعضاً ولم يحدد الكتاب نوع هؤلاء البعض وشعارنا هو الله محبة ولهذا نجد أن العديد من المسلمين يحبون الكنيسة وقادتها ويتعايشون بدينهم مع ابنائها وأجمل صورة تجدها في المسالمة بأم درمان والأجمل في مولد القديس العظيم مارجرجس والذي يسميه المسلمين «الخضر» في كنيسته بالخرطوم بحري حيث تجد نذور وهبات وتبرعات المسلمين أكثر من نذور المسيحيين. أيها السادة هذا التعايش الموجود في السودان منفرداً عن أي مكان آخر في العالم يغيظ أعداء السودان خاصة الصهيونية والامبريالية ويرغبون في اشعال الحرب الدينية وفي يدكم أيها المسلمون قبل المسيحيين اخماد هذه الفتنة الدينية ويجب أن يعلموا ان الحديث غير المدروس في أمور الدين وخلط الحابل بالنابل وخلط كوكس وشهود يهوه بالكنيسة العريقة المتعايشة بالحب والسلام في السودان من عقود طويلة ليس في مصلحة استقرار السودان. وأقول للقائمين على الأمن الوطني في هذا البلد الفتنة الدينية هي الحرب القادمة والقادمة من الجنوب خاصة وأن الأخبار تناقلت في الاسبوع الماضي خبر الجنوبيين المتلبسين بالتبشير وهؤلاء أكيد تابعين لشهوديهوه لأن الكنيسة الانجيلية لا تبشر المسلمين وكذلك الكنيسة الكاثوليكية بل يكون التبشير لمعتنقي الديانات الأفريقية واعتقد أن السودانيين المسلمين الذين درسوا في مدارس الأقباط والانجيلية ومدارس الكمبوني لم يفرض فيها على أي طالب أن يكون مسيحياً ليتلقى التعليم رغم أن الكنيسة الكاثوليكية وحتى سنوات قريبة من القرن الماضي كان فيها عدد الراهبات والرهبان الاجانب أكثر من يومنا هذا. لهذا ادعو أجهزة الأمن وعلماء المسلمين والفقهاء الشرفاء الحريصين على التعايش الديني الاتصال واللقاء مع المسيحيين بكل طوائفهم ومع اعضاء مجمع الكنائس السوداني ومع أعضاء التعايش الديني لوضع كافة الحقائق المجردة على الطاولة والعمل على هزيمة المخطط القادم الينا من دول الجوار والذي يتبناه البعض عن جهالة وتعصب أعمى وتأكدوا من شيء واحد نحن لا نفكر نهائياً في جذب أي شخص مسلم موحد بالله إلى المسيحية فنحن مش ناقصين لا مسيحيين ولا مشاكل «واللي فينا مكفينا».