غياب حدائق الحيوان ظاهرة لافتة في ولاية الخرطوم يحمل مؤشرات بتدني مريع في الحياة البرية وبعد ان تمددت الغابات الأسمنتية مكان الحديقة التي كان يؤمها الصغار والكبار وكانت ملمح مهم لعاصمة السودان تعرف الصغار من خلالها آنذاك على الكثير من انواع الحيوان، وكانت مصدر الإلهام لدى الكثيرين نجد أطفال اليوم يعانون بصمت من أشياء حرموا منها بسبب سياسات الكبار التي خصمت من رصيد الطفولة ، واصبحوا اليوم يشاهدوها فقط في أفلام الكارتون.. الصورة القاتمة لحياة برية مهددة وغابات ربما في طريقها الى الزوال وازالة حديقة الحيوان دونما ايجاد بديل آخر أسئلة حملناها لمدير الإدارة العامة للحياة البرية اللواء محمد سراج فضل ..وخلال مكاشفة خاصة ل (آخر لحظة) حدثنا اللواء عن مشروعات بديلة وعقبات جمة في الطريق وقال: كانت صورة السودان في عيون الآخر حيوانات وغابات، وكان هناك مشروع لإنشاء محمية او حديقة وبكل اسف لايجاز من المسؤلين لأنه هناك اولويات، الحديقة قبل إزالتها كان هناك سبل البحث عن المكان البديل وحسب الدراسة التي أجرتها الجمعيىة الملكية البريطانية لحماية البيئة عام (76) كان السعي لإيجاد مساحة حسب المفهوم الحديث للحدائق الشاملة التي تحتوي متحف وقاعات محاضرات ومعامل، الآن لايوجد لدينا تمويل، والتفكير الإستراتيجي للإدارة عمل حديقة بمفهوم حديث الا تعتقد ان هذا يتطلب وقت طويل؟ نعم أوافقك الرأي ولكننا بين خيارين إما عمل مستودع للحيوانات اوحديقة بالنظام الحديث وكما هو معلوم للحدائق مكانتها بإعتبارها محل ترفيه و جذب سياحي لكنها للأسف تم تجفيفها. ولكن لماذا لجأتم لهذا الخيار الصعب؟ الحدائق قديمة و ملك الدولة كخدمة للمجتمع ولا توجد حديقة في العالم كله خاصة ونجد ان تربية الحيوانات ورعايتها وصيانة الأقفاص أمر مكلف وحتى العائد من الرخص ولا من بيع المواليد يغطي، ونقول لابد من العمل بقناعة بحديقة بواصفات عالمية بجاذب سياحي وفق منظومة السياحة لماذا لم تلجأ للإستثمار لإنقاذها كما فعلت الدولة مع بقية القطاعات؟ الحدائق فشلت في السودان لأن فهمها كان إستثماري ولقد جففت غالبيتها يتسائل الكثيرون عن مصير الحيوانات في حديقة الحيوانات سابقا بعد تجفيفها اين اودعتموها؟ تم توزيعها على الحدائق في الخرطوم (6 أبريل والقرشي وحلة كوكو) وجزء الى الولايات (عطبرة، الأبيض، القضارف) ولكن!!.. الا توجد بدائل لهذا الوضع والأطفال يبحثون عن حيواناتهم المفضلة؟ في الوضع الراهن مجرد انشاء مراكز تجميع حيوانات يمكن ان تكون نواة للحديقة اليس هناك خيار بإشراك المستثمرين في الأمر؟ لا ارى ذلك واقول بإدخال مناشط اقتصادية مصاحبة كجزء من الحديقة من قاعات مؤتمرات وصالات أفراح وملاعب يراعى فيها عدم إزعاج الحيوانات ماذا عن الصراع حول محمية الدندر ؟ المشاكل متعلقة بالمجتمعات حول المحمية التي نزحت في فترات مختلفة لظروف طبيعية واستقروا حول المحمية واصبحوا يعتمدون عليها اعتمادا كاملا، حسب ثقافتهم بالتالي واجهت المحمية هجمة شرسة، الى جانب السياسات الخاصة بالزراعة الآلية دمرت المراعي والغابات خاج المحمية واصبح هؤلاء الرعاة ليس لهم ملاذ لرعي حيواناتهم الا المحمية اذا اعطيناهم الحق فإنهم سيقضون عليها في فترة لاتتجاوز خمسة سنوات بالتالي سنفقد المحمية ولا نوفر المعالجة للرعاة سيصبحون مرة أخرى بدون مرعى وسيضطرون لإيجاد البديل ماذا عن حديقة الدندر؟ كل المستقبل لحديقة الدندر هى محمية تحقق اهددافها قيم كبيرة، كل الدول تحافظ على الموارد الوراثية الوطنية لها من خلال الحفاظ على النوع في الموضع او خارجه في الموضع مثل المحميات خارجة الحدائق والمتاحف والمصارف الوراثية الجينات الوراثية من كل نوع مهدد بالإنقراض، الموارد الوراثية تمثل أهمية في إنتاج الغذاء، أدوية مستحضرات التجميل و الدندر مستودع للمواردالوراثية اذا إنقرضت خارج المحمية يمكن إعادتها (غابات نباتات حشرات) وتتشكل منظومة البيئة في المنطقة ككل، هى تشكل مصدات رياح وتوقف الزحف الصحراوي مسرح تعليمي معامل بحوث في كافة مناحي الحياة الرؤى المستقبلية؟ لابد من زيادة العائد السياحي السياحي للمحمية وإعادة توطين الأنواع التي انقرضت من المحمية وإيجاد شراكة مجتمعية حقيقية بين المجتمعات المحلية ومعالجة سياسات إستغلال الأراضي في الولايات المجاورة للمحمية، كإدارة نسعى لإدخال (18) مزرعة