رحم الله شاعرنا البطل البنا الكبير الذي قال: الحربُ صبرٌ واللقاء ثبات.. والموت في حق الإله حياة الحرب صبر بالفعل، واللقاء والمواجهة ثبات، وهو ما لم تفعله «مجموعات» الجبهة الثورية المختلفة والمؤتلفة في ذات الوقت، عندما هاجمت مناطق «أبو كرشولا» ومدينة «أم روابة» بهدف قطع الطريق القومي، والسيطرة عليه خاصة في منتصف الطريق إلى مدينة «الأبيض» عند منطقة «الله كريم». قامت تلك المجموعات الحائرة، التي أخرجها اتفاق التعاون المشترك بين دولتي السودان وجنوب السودان من دائرة التأثير وأبعدها من دوائر التحكّم في اتخاذ القرار، قامت بالهجوم الغادر على تلك المناطق، لتسقط في امتحان الصبر وانتظار نتائج التفاوض بين الحكومة وقطاع الشمال، أحد أهم ركائز ما يسمى بالجبهة الثورية، كما سقطت في امتحان الثبات بأن فرت بعد أن فعلت فعلتها الغادرة بالهجوم على الآمنين مثيرةً الرعب والخوف في نفوس الأبرياء من الأطفال والنساء. الحرب كرٌ وفر.. لكن الذي حدث بالأمس كان غدراً واضحاً أراد من قاموا به أن يرسلوا أربع رسائل إلى النظام في الخرطوم وإلى العالم، أولى تلك الرسائل تستهدف ضيوف بلادنا من قادة الأحزاب الأفريقية الذين يشاركون في المؤتمر التأسيسي لمجلس الأحزاب الأفريقية بالخرطوم. أما الرسالة الثانية فهي تستهدف أهلنا في شرق السودان لقتل الفرحة في نفوسهم وإطفاء نورها بأفواه بنادقهم وإرسال رسالة سالبة لهم في صبيحة تدشين سدي عطبرة وستيت.. ثم تأتي الرسالة الثالثة لوفد التفاوض السوداني بأن تقول له: «نحن هنا» أي أن للقطاع ومن معه، وجود وسطوة وقوة يجب أن يستصحبها المفاوضون معهم، ليأخذ قطاع الشمال ما يريد وقت ما يشاء. والرسالة الرابعة تجيء للمواطن السوداني الآمن لتقول له إن «أمنك في خطر»، وتعمل على التشكيك في قدرات الجيش السوداني وبقية القوات النظامية وهز الثقة فيهم. ولكن رياح الغدر عصفت بالراسل والرسالة، وارتدت على وجوههم ليفروا مثل الأرانب البرية يحتمون بالجبال والأحراش بعد أن لقنتهم القوات المسلحة والقوات النظامية درساً قاسياً، وبعد أن لقنهم المواطن «الأعزل» درساً في الصمود والتصدّّي والفداء. أعلم من مصادر موثوقة منذ عدة أيام أن هناك مخططاً يجري تنفيذه لمهاجمة «الخرطوم» وبعض المدن السودانية من قبل ما يسمى الجبهة الثورية، وقد استعدت أجهزة الدولة للتصدي لذلك الهجوم، ونرى الآن أن محاربي ما يسمى بالجبهة الثورية قد راحوا ضحية خداع النفس وزلزلت الأرض تحت أقدامهم، وابتلعت أكثرهم في لحظة الهروب والفرار. وما حدث يجعلنا نطالب بإعادة النظر في أمر ميزانيات الأمن الذي بدونه لن يكون هناك استقرار ولن تكون تنمية، ضاعفوا ميزانيات القوات النظامية في القوات المسلحة وقوات الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات والأجهزة المساعدة، واعلوا من شأن منتسبيهم لأن واجبهم هو الأكبر من كل واجب لدى الغير.