في زمن إزدادت فيه و توسعت مجالات وألوان المعرفة واصبحت في متناول العين واليد، وتوسعت مدارك الإنسان وتخطى محيطه المحدود.. لم يعد هناك الكثير الذي يُثير الدهشة ويدعو للإعجاب. وما يلفت الإنتباه ويحظى بالدهشة الاولى هو مايستحق المتابعة والاهتمام، ويحظى بالقراءة ويجذب أذن السامع وعين المشاهد.. وهذا ما تسعى إليه كل وسائل الاعلام على مستوى العالم، فقمة الانتصار لأي فضائية أن تُقيد حركَتَك معها فلا تبتعد عنها( فاصل ونواصل) وهي تقدم لك ما يثير دهشتك وينال إعجابك.. و الدوحة التي أسعد بزيارتها هذه الأيام بعد غيبة استمرت عامين، هي ضالة كل إعلامي يريد أن يُوثق لحياة مجتمع ينبض بالحيوية والعافية، وهي كتاب مفتوح ممتع جدير بالقراءة،، وأجد أن كل ما تشاهده وتلاحظه يستدعي الدهشة ويستحق الإعجاب، والبلد تُسجل مع إشراقة كل يوم جديد نهضة حقيقية وتطورًا ايجابياً وعملاً متفردًا،، فالدوحة اليوم ليست الدوحة التي شاهدناها إبان الدورة العربية، ووقتها قد سجلنا إعجابنا وانبهارنا بتنظيم دورة الألعاب العربية الحادية عشرة التي اكدت وأظهرت إمكانيات قطر في الإعداد والتنظيم والإتقان والجودة.. ولاحظنا ما يجرى على أرض الواقع من عمل دؤوب ومن إنجازات تتحقق كل يوم.. تلك الهِّمةُ العالية لم تتبدل وذلك الجهد الكبير المستمر يومياً مازال على حاله بذلاً وعطاءً، والمشروعات والأعمال التي كانت قيد الإنشاء أصبحت ماثلة للعيان في مجالات البنية التحتية، وفي مشروعات المباني والمساكن وغيرها.. والآن العمل مستمر على كل الأصعدة دون توقف.. وكلٌ في مجاله وموقعه يعطي ماعنده ويزيد.. عطاءَ مُحِّب ومخلص وقادر على العطاء.. وتندهش لأعمال متعددة خلال اليوم والأسبوع، و تبدو وكأنها متباينة ولا يربطها رابط ، ثم تكتمل الحلقات فتجد أن كل شئ مترابط في سلسلة واحدة ، متعددة الحلقات.. فلقد حضرت مؤتمر التعليم الذي احتضنته أرض المعارض بالدوحة قبل أيام، وبجولة سريعة وجدت أن ثمة ما يدعو للإعجاب والإشادة وقطر تمضي بثبات واضح نحو تحقيق نهضة تعليمية حقيقية تطال كل المدارس في المراحل المختلفة، والمهم ان هناك مساحة واسعة للألعاب والرياضات الذهنية والمسابقات، وكل ما يحفز أبناءنا للإنطلاق في مجالات المعرفة عن وعي وإدراك حقيقيين.. وهناك ندوات موجهة ومتميزة في مجالات التعليم وهناك إستفادة من التجارب و الخبرات العالمية على إمتداد دول العالم وتتكامل الأدوار بين التعليم الخاص والعام وتتحقق الرؤى والأهداف في مناخ تعليمي جاذب ومريح.. وعلى ذات الإتجاه دشنت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع برنامجها الجديد(جواز مرور للحلم) والذي يهدف إلى صقل المهارات الأساسية لرياضة كرة القدم لدى صغار السن وتحسين ادائهم في اللعبة واكسابهم روح التحدي والعزيمة،، والبرنامج شراكة ذكية متواصلة بين مؤسسة قطر ونادي برشلونة لكرة القدم، ويستهدف الصغار من سن 5 إلى 15 سنة.. ومع النهضة التعليمية التي بدأ حصادها يظهر واضحاً، فإن هناك اهتماماً متعاظماً من اللجنة العليا لقطر 2022 لكي تستقطب أبناء قطر للمشاركة الفاعلة في مونديال قطر (كاس العالم)، وتحرص اللجنة على أن تتواجد في كافة المعارض والأنشطة ذات الصلة بالشباب ، وقد حققت نسبة عالية من النجاح من خلال تواجدها المميز في معرض قطر المهني، حيث أستقبل جناح اللجنة بالمعرض العديد من الزوار من أبناء قطر الذين وقفوا على ما تقوم به اللجنة من عمل كبير يتماشى مع اختصاص اللجنة بإعداد الدولة من جميع النواحي لاستضافة كأس العالم في عام 2022.م. وهدفت مشاركة اللجنة في معرض قطر المهني إلى استقطاب الكوادر القطرية المتميزة إلى اللجنة وذلك إيماناً من اللجنة بأن هناك كوادر قطرية مميزة يجب أن تكون جزءاً من صناعة الحدث في المستقبل باعتبار أن جميع الإدارات في اللجنة العليا لقطر 2022. بحاجة إلى كوادر قطرية علماً بأن نسبة القطريين تصل الآن إلى %34 و تعتبر نسبةً دون الطموح حيث إن تحدي اللجنة العليا ان يكون كأس العالم في قطر 2022 بروح قطرية ونكهة قطرية.. وعقولنا وقلوبنا ودعواتنا تجاه قطر و العام2022م و كأس العالم الذي أصبح حديث الدنيا منذ فوز قطر بتنظيمه وهو تحد عظيم ليس لقطر وحدها بل لكل دول الخليج وللعرب.. وكلنا ثقة ان دولة قطر ستبهر العالم، وستقدم حدثاً لا مثيل له في القرن الحادي والعشرين.. وحيث إنه تبقت تسع سنوات فقط لتحقيق الحلم فإن برنامج جواز مرور للحلم، ومعرض قطر للتعليم.. وعلى ذات النهج والأهداف فإن حملة هيئة السلوك الحضاري لغرس مليون شجرة وزيادة،، كله غرسٌ على تربة قطر المعطاءة و حين يأتي ذلك اليوم بحول الله وقوته ستكون الدوحة وقطر كلها غابة من الأشجار وسيكون الأطفال الصغار والتلاميذ والتلميذات الذين تفاعلوا مع المعرض والأطفال و الصبية الذين شاركوا في الحلم هم ركن ركين في تحقيق ذلك الحلم القطري العربي الذي ستسجل به قطر مجدًا عظيماً لأميرها المفدى ولولي عهده الأمين، ولشعبها الرائع الكريم.. ومجدًا للعرب والعروبة.. وتابعت من بعيد مؤتمر حوار الأديان، وماتزال أصداء مؤتمر المانحين باقية في سماء الدوحة وبين أهلها،، وبين يدي قائمة بعشرات المؤتمرات والندوات والفعاليات حتى نهاية العام الحالي 2013م وهي حركة لا تهدأ في عالم المؤتمرات والمعارض والندوات والملتقيات في مجالات الفكر والآداب والفنون والسياحة والاقتصاد والاستثمار.. لقد أصبحت قطر بلدًا عربياً مهماً بين دول العالم ورقماً بين أقطار الدنيا لا تخطئه العين، ولها دورها المؤثرعالمياً على كل الأصعدة السياسية والإقتصادية و الثقافية.. وتحيط قطر كل ذلك بحب أهلها ودماثة خلقهم وأدبهم تجاه الغريب الذي يجد الإحترام والتقدير منذ أن تطأ قدمه أرض مطار الدوحة.