٭٭ أغالط وبشاكل عديل لو أن أحداً شكك أو قلل من وطنية أهل السودان وعشقهم اللامحدود لهذا البلد الأسمر.. ومن يقلب كتب الأدب ودواوين الشعر يجدنا أكثر شعوب الأرض التي تذوب ولهاً وعشقاً وحباً للنيل والصحراء.. وأكثر شعوب العالم غنينا ودلقنا الريدة بلا حدود للوطن.. وحمّلنا كل طائر مرتحل عبر البلد قاصد الأهل.. كل الأشواق الجميلة.. وحب البلد تحس به وتشعر به زي الطفل اليتيم في عيون من أجبرتهم الظروف على العمل بعيداً والاغتراب في بلاد الله.. وهؤلاء يبحثون عن البلد في حقائب القادمين منها.. وأقصد حقائب الذكريات والحكايات والأخبار الطازجة.. وهذا العشق تجسد لي في أكثر من موقف وأكثر من مشهد بعض تفاصيله الجميلة مست دواخلي وجعلت أعماقي تهتز حنيناً كاد يتحول في أكثر من مرة إلى دموع.. والسودانيون مثلاً في مدينة الشارقة تعودوا الالتقاء في مطعم أسماه صاحبه مطعم (القطينة) اعتزازاً بالمدينة التي ينتمي إليها رغم أن مغريات الأسماء الأجنبية أو ذات الجرس الرنان تملأ المدينة الجميلة.. لكن عيون الرجل لا ترى أجمل من القطينة فجعلها اسماً على اللافتة بالبنط العريض ومعنى محفوراً في دواخله معطراً بريحة التراب.. ومطعم القطينة هذا لا يقدم إلا المأكولات السودانية بدءاً من القراصة وانتهاءً بأم فتفت.. لكن لفت نظري وجود مشروب (الكركدي) على أرفف تلاجاته فسألت شيف المطعم وهو سوداني منحه الله بسطة في الجسم وفي الابتسامة والترحاب اسمه ياسر جيب الله.. سألته من أين تأتون بهذا المشروب وليه والمدينة مليانة بكل المشروبات الطازجة والمعدنية بمختلف الأسماء والنكهات؟!.. فأجابني الرجل نحن نستورده من السودان لأن الناس هنا الشوق كاتلها وتطفيء هذا الشوق بمشروب قادم من السودان وحصري عليه!!.. هل يجرؤ أحد بعد هذا المشهد أن يشكك في حبنا للسودان كما لا تفعل شعوب الأرض جميعاً!!.. لكنه يبقى ويظل حباً من طرف واحد لم يجد من يفعله ولم يجد من يستغله.. لم يجد من يلبسه عباءة الجد والعمل وهي مشكلة كل حكوماتنا المتعاقبة منذ فجر الاستقلال.. إذ أنها فشلت أن تكتشف اللؤلؤة الكامنة في داخل هذا الإنسان الرائع ففقد الثقة بنفسه للحد الكبير.. وفقد الثقة في أن من يعشقه يبادله هذا العشق السرمدي!!.. فتخرج في لحظات ضعف وزعل عبارات زي «ملعون أبوكي بلد».. ومن يطلقها يغش نفسه ويكذب عليها لأنه يبحث عن هذا البلد في كل التفاصيل الممكنة حتى ولو برشفة كركدي!! ٭ كلمة عزيزة ٭٭ لاحظت أن مطار الخرطوم وهو بداية السودان الأولى.. يضج بفوضى ما بعدها فوضى وبعض أصحاب العربات الخاصة احتلوا باحة المطار لاستئجار عرباتهم للقادمين من الخارج.. في حين أن للمطار عربات معروفة ومسجلة ورسمية تقوم بهذا العمل.. فيا أخي مدير المطار ما يحدث قمة في الفوضى ومظهر لا يليق بمطارنا الدولي.. فاحسم هذه الفوضى وارجع الانضباط لتاكسي المطار! على فكرة في مدخل المطار هناك كمية من الحجارة ورمال مسكوبة وشبح شجيرات قتلها الظمأ.. هذا المظهر السيء لا يحتاج للجان ولا ميزانية.. يحتاج فقط لكوريق يزيل المخلفات وخرطوش يعيد الخضرة والبهاء.. لكِ الله يا بلادي!! ٭ كلمة أعز ٭٭ أهداني الأخ الصديق الشاعر الأستاذ سعد الدين إبراهيم نسخة من ديوانه «العزيزة».. رافقتني خلال ثلاثين يوماً شهراً ربيعياً بعدد قصائده الرائعة.. ومثل سعد الدين تظلمه إن حاولت الإشادة به لأنه عيب أن يدلي التلميذ بشهادة في حق أستاذه.. أستاذ سعد الدين أدام الله عليك هذه الروعة وحفظ لك العزيزة.