ندد أولياء دم قتيل جامعة القرآن الكريم وزملاؤه وأصدقاؤه بعقوبة السجن (5) سنوات التي أوقعتها محكمة الجنايات بكرري على الطلاب المتهمين بقتله، معتبرين أنها غير رادعة نظير الجرم الذي ارتكبوه وطالبوا بإعدامهم قصاصاً، وأعلنوا استنكارهم للقرار الصادر بعنف داخل قاعة المحكمة التي تم إخلاؤها بواسطة الشرطة المختصة واحتواء ردود الأفعال التي امتدت إلى ساحة المحكمة وخارجها. وأصدرت محكمة جنايات كرري برئاسة مولانا إمام الدين جمعة عبد الله أمس أحكاماً بالسجن (5) سنوات على المتهمين الأول والثاني والثالث بقتل زميلهم بجامعة القرآن الكريم وألزمتهم بدفع الدية الكاملة لأولياء دم المجني عليه، وذلك بعدما أدانتهم بجريمة القتل شبه العمد تحت طائلة المادة (131) من القانون الجنائي الفقرة (1) والتي تشير لتجاوز الموظف العام أو الشخص المكلف بحسن نية حدود السلطة المخولة له قانوناً، وأرجعت المحكمة في حيثيات قرارها إدانة المتهمين بالقتل شبه العمد بدلاً من القتل العمد إلى عدم توافر القصد الجنائي في ارتكاب الجريمة التي بدأت عندما استدعى المتهم الأول وهو المسؤول عن المكتب الفني باتحاد طلاب جامعة القرآن الكريم، الطالب المجني عليه لمحاسبته عن تحريضه للطلاب الجدد بعدم الانضمام للاتحاد والحركة الإسلامية بعدما لم يتم ترشيحه لمنصب الأمين العام للاتحاد في حين أنه كان في الدورة السابقة أميناً رياضياً بالاتحاد، وعندما بدأ المتهم الأول الاستجواب حضر المتهم الثاني والثالث ولحق بهم الرابع الذي دون محضر الاستجواب وفي أثناء ذلك أقر المتهمون الثلاثة في اعترافات قضائية أيدوها في الاستجواب بالمحكمة باعتدائهم بالضرب على زميلهم بالسياط والخراطيش عندما رفض الإدلاء بمعلومات صحيحة وأنهم وثقوه بالحبال وتركوه داخل المكتب بعد ذلك، وقام بحراسة البوابة المتهم الخامس، وأكدت المحكمة أنه لم يثبت لها أن الضربات التي ارتكبها المتهمون أدت بصورة مباشرة لوفاة المجني عليه لعدم وجود نزيف دموي أو كسور، مما يبين طبقاً لقاضي المحكمة أن نتيجة الموت لم تكن راجحة بسبب أن إرادة المتهمين عند ارتكاب الجريمة لم تتجه للقتل وإنما كان هدفهم بحسب الوقائع استجواب زميلهم الذي عندما أبلغهم بأنه لا يستطيع التوقيع على أقواله في الاستجواب بسبب أنه متعب وتركوه ليرتاح وأحضروا له طعاماً وماء وعثروا عليه متوفياً في نهاية يوم الحادث في 91 ديسمبر من العام الماضي، وقضت المحكمة في الوقت ذاته بعقوبة السجن (3) سنوات على المتهمين الرابع والخامس واللذين أدانتهما بالتستر لعدم إبلاغهما الشرطة عندما شاهدا المتهم الرابع وبقية المتهمين يضربون الطالب، وفي ذات الأثناء لم يسعفه المتهم الخامس عندما رصد سوء حالته الصحية، وأنزلت المحكمة العقوبات أعلاها إبان إعلانها لمذكرة حول العقوبة وأوردت فيها أن المتهمين طلاب جامعيون يعول عليهم في التنمية وتتطلب أن يكونوا على درجة عالية من الوعي وأن ما قاموا به من فعل انعكس سلباً على اتحاد جامعة القرآن الكريم والحركة الإسلامية وأسرة المرحوم التي كانت تنتظر ابنها الذي كان على اعتاب التخرج، وقبلت المحكمة طلب ممثل الاتهام عن أولياء الدم المحامي موسى عبد الرحمن بتوقيع أقسى العقوبة على المدانين لأنهم أخذوا القانون بيدهم وخرجوا عن مباديء الحركة الإسلامية التي ينتمون إليها وأحكام القرآن الكريم الذي يتلونه بقتلهم لزميلهم، فيما عدد محامو الدفاع عن المتهمين عدداً من الأسباب المخففة للعقوبة عن المدانين.