الأرض الجدباء والأودية اليابسة والأكواخ المهجورة هي أبرز ملامح المنطقة التي كانت في يوم ما سلة غذاء مدينة بورتسودان، أما اليوم وعلى إمتداد ما كانت تعرف بأربعات الزراعة فلا يوجد أي أثر للزراعة سوى شجرة المسكيت التي إحتلت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، تبعد منطقة أربعات الزراعة حوالي 20 كيلومتر شمال مدينة بورتسودان وتحدها غرباً أربعات الموية وجنوباً مدينة بورتسودان وشرقاً الطريق الساحلي الذي يربط بورتسودان بمحلية حلايب، وتتبع إدراياً لمحلية القنب والأوليب، سكان المنطقة كانوا يعتمدون في السابق على الزراعة كحرفة رئيسية بسبب وجود دلتا خور أربعات الذى يحتوي على تربة زراعية خصبة ومتجددة. هجرة جماعية .. بعد إنشاء سد أربعات فى العام 2003م قلت كميات المياه التي كانت تصل للدلتا الأمر الذي تسبب بشكل مباشر في جفاف الأرض وبالتالي توقفت الزراعة في الدلتا وهجرة السكان من المنطقة، أيضاً يتحدث المواطنون هنالك عن الإهمال المتعمد لتوفير الخدمات التنموية من قبل السلطات الولائية، حيث تحدث ل (آخر لحظة) أوبشار عيسى محمد قائلاً إن مناطقهم لاتجد الإهتمام المطلوب من جانب الحكومة لاسيما بعد أن فقد السكان مصدر رزقهم جراء تدهور الزراعة بعد قيام سد أربعات، مضيفاً أن هنالك العديد من المشروعات التي تقوم بها حكومة الولاية في المحليات والمناطق الأخرى لمساعدة الأسر الفقيرة وغير المنتجة، وتسأل أوبشار لماذا لم تشملهم تلك المشروعات ؟؟ ثم أضاف أنه سبق وأن جاء اليهم مسؤول ديوان الزكاة وقام بحصر الأسر لكن لم يعد!! اليهم مرة أخرى، وعن مشروعات التمويل الأصغر التي تنفذها حكومة الولاية وإمكانية إستيعابهم من خلالها قال أوبشار إن تلك المشروعات تستهدف تطوير مشاريع موجودة أصلاً وهم لايملكون شيئاً لتطويره، مشيراً إلى هجر السكان للمنطقة بعد أن أصبحت طاردة وتفتقد لأبسط مقومات الحياة، وفى ختام حديثه ناشد أوبشار المسؤولين بضرورة زيارتهم والوقوف على أحوالهم مساعدتهم على توفير العيش الكريم. التعليم والصحة .. يعتمد السكان في منطقة أربعات الزراعة على مركز صحي وحيد في منطقة أيشنت لايوجد به طبيب ولاتوجد به أي أدوية حيث يعتبر السفر إلى بورتسودان هو الحل الوحيد لتلقي الرِّعاية الصحية، أما في مجال التعليم فتضم المنطقة (9) مدارس للأساس (4) منها إلى الصف الثامن بينما يترواح عدد المعلمين في المدرسة الواحدة من (3) إلى (10) معلمين، وتفتقر معظمها إلى المباني الثابتة والجيدة، وفي هذا الصدد قال ل (آخر لحظة) موسى هيكل إن إى حديث عن توفير التعليم الجيد سوف يصبح بلا معنى إذا إستمر الحال على هذا النحو فالسكان أصبحوا يهاجرون من المنطقة، وقريباً لن يكون هنالك طلاب ليدخلوا تلك المدارس، مضيفاً إن المعاناة لاتقتصر على التعليم والصحة فقط بل إن الأمر وصل إلى صعوبة الحصول على مياه الشرب في المنطقة التي كانت تغذي بورتسودان بمختلف أنواع الخضروات، حيث اُهملت الآبار وخطوط المياه التي تصل للمواطنين ،وأصبحت هنالك صعوبات كثيرة في سبيل الحصول على الماء، وعن مصادر دخل المواطنين بعد تدهور الزراعة قال هيكل إن القليل منهم ممن لم يغادروا أصبحوا يعتمدون على حرق شجر المسكيت وبيع الفحم والحطب لتوفير بعض الدخل، لكنه أشار إلى أن الغالبية قد رحلت إلى مدينة بورتسودان للعمل في المهن الهامشية والسكن في أطراف المدينة لعل ذلك يكون أرحم بالنسبة لهم من العيش في هذه الأرض البور، وأضاف هيكل أنهم قد حاولوا لقاء رئيس الجمهورية خلال زيارته الأخيرة للمنطقة لإطلاعه على أحوالهم وعرض مطالبهم، إلا أن هنالك جهات حالت دون ذلك، حيث لم يتمكنوا من لقائه على الرغم من سعادتهم بتلك الزيارة التي تعتبر أول زيارة لرئيس جمهورية للمنطقة، لكنه تأسف لعدم إستفادتهم منها.