طبعاً نططت عيوني فوق رأسي وفتحت خشمي في اندهاشة تشبه بلاهة عبيط القرية الذي قرأنا عنه صغاراً في كتب الأطفال وأنا أقرأ في صحف الخرطوم أن ديون السودان الخارجية وصلت «14 مليار دولار» «أيون» واحد واربعين مليار دولار حتة واحدة وقبل أن أسهب في الحديث عن حكومتنا التي أحسب أنها دخلت كتاب جينيس للأرقام القياسية في الديون دعوني أحكي قصة سيدة أعرفها وقعت في شَرَك الديَن بسبب ظرف اجتماعي أجبرها عليه ولأن الفوائد المترتبة على التأخير ما بترخمش وصل دينها لأكثر من ثلاثمائة مليون جنيه كسر «تعاريف» يعني مقارنة بالواحد واربعين مليار دولار. واخبرتني هذه السيدة أنها «ما بتنوم الليل» ليس على طريقة عاصم البنا في أغنيته «ما بنوم الليل» ولكن لأنها مهددة ببيع منزلها إن لم توفِ دينها وده طبعاً شعور طبيعي جداً لأي شخص شايل دين على ظهره، وعلى هذا القياس أسأل وزير مالية حكومة السودان الموقر «بتنوم كيف» يا شيخنا وبلادنا تحمل هذا الرقم الرهيب لديون مليارية والكارثة أننا بلد غير منتج رصيدنا في الصناعة صفر وفي الزِّراعة صفرين، وفي السياحة رقم جديد اسمه «أبو النوم» فمن أين سنسدد هذا الدَّيَن بعدين السؤال المهم لماذا لا تقدم المالية للبرلمان وللشعب السوداني تفاصيل هذا الرقم ؟ وفيما صُرف؟ ولماذا تراكمت الفوائد؟ لأن تراكم الفوائد يعني أن «الغرض» الذي من أجله مُنِّحت هذه «القروض» قد فشل ولم يحقق عائداً أو ربحاً ولو على الهامش لأصول هذه المشاريع!! إذن أين ذهبت هذه الأموال وفي ما تم صرفها!! بعدين إذا كانت الاتفاقيات التي يصدعنا بها المسؤولين هي اتفاقيات مبنية على الدَّيَن فهذا معناه أننا بلد «مرهون» للدائنين وعندها سنفعل كما يفعل الكوميديان الذي يمثل دور رب المنزل الذي يطارده سيد الدكان ويندس تحت «العنقريب» لن يندس البلد تحت عنقريب وانما سيحمل جنازة في عنقريب يحيطه الدائنون الذين لكل واحد مآربه ومطالبه واجندته.. وأهلنا ربونا على أن الدَّيَن يكسر عين البني آدم ويجعله ذليلاً وغير مهاب ولا مسموع الكلمة وهذا ما لا أتمناه لوطني.. الذي لا أتمنى له ايضاً أن يكون شعاره عَشَاناَ عليك يا رب!! ٭ كلمة عزيزة الأخ هنو الذي نشرت رسالته أمس معبراً عن شكوى لمستحقي أراضي الخليلة والفكي هاشم جدَّدَ عليّ المواجع وأهالي حلفاية الملوك يقولون الحال من بعضه، والخطة الإسكانية هناك تسير بصورة سلحفائية وبطيئة، رغم أن المستحقين تدافعوا لحلف اليمين ودفع الرسوم المستحقة ولا أدري لماذا تتلكأ هذه اللجان في أعمالها، وكأن المنتظرين لهذه الارض يريدونها عِزب ومنتزهات أو استراحات يقضون فيها «الويك اند» يا سادة هؤلاء من الغلابى الذين هدَّهم الإيجار هدَّاً أو خنقهم السكن مع النَّسابى والبيوت الضيقة حشراً.. بالله عليكم علوا الهمة وامنحوا المستحقين أراضيهم وكان الله في عونهم والتفكير يقتلهم كيف سيشيد الواحد فيهم غرفة تأويه وأسرته من السؤال وسوء الحال!! ٭ كلمة أعز لبيت دعوة الأخ اللواء عمر نمر معتمد الخرطوم ومحليته تقيم حفلاً أنيقاً لتكريم بعض ضباط الشرطة المتقاعدين ولأني أعرف «المك نمر» رجل صاحب مبادرات ومواقف يسبق فيها الآخرين بخطوة جاء الحفل أنيقاً بودلت فيه الكلمات المؤثرة لكن أهم ما التقطته اذناي هو أن اللواء عمر نمر أشار إلى أنه سيستفيد من مجهودات هؤلاء الضباط في العمل الاداري بالمحلية واحسب أن الفكرة رائعة لأن هؤلاء القادة يمتلكون الخبرة والتجربة والحماس والكثير من روح الشباب، أما ما التقطته اذني ايضاً فهو أن المحلية قد كرمت الضباط المحتفى بهم اضافة للشهادات والدروع بشيك قيمته ثلاثون مليون جنيه ده الكلام!!