السفير سناء حمد قبل التحايا والسلام.. نقدم لك تهانينا وتبريكاتنا.. وسعادتنا بهذه الترقية الهائلة والتي أنتِ أهل لها.. الآن فقط نتوقع منك- كما عهدناك- الحديث الموزون بميزان الذهب.. والرصانة التي تليق بدبلوماسية الذين يمشون في وقار على «موكيت» الخارجية تلك الرصينة.. مرة أخرى ألف مبروك.. متمنين لك الصعود حتى قمم وزارة الخارجية والتي هي وجه الوطن الذي يطل نيابة عن البلاد على الدنيا.. والآن نبدأ معك النقاش والجدال وليس الحرب والقتال.. وكنا قبل شهور من الآن قد كتبنا عنك في إبهار كلمات تقافزت فرحاً وهي تثمن موقفاً كنا قد رأينا أنك قد أبدعت فيه بل تفوقت حتى على وزيرك المركزي وكان حصادك وفيراً.. كتبنا عنك بأروع العبارات وأنقى الحروف حتى ظن البعض أن «رجلنا» قد انزلقت أو كادت أن تنزلق في حدائق النادي الكاثوليكي.. أنا لا يهمني ما يقول الناس..الذي يهمني هو هذا الوطن.. ليست لدي علاقة شخصية مع الذين يقودون هذه البلاد.. الذي يهمني حقاً وصدقاً هو عمل هؤلاء بعداً أو قرباً من الوطن والمواطنين.. نقول لمن أحسن أحسنت ونقول لمن قصر أو أخطأ قصرت وأخطأت.. لك أن تراجعي ما كتبناه عنك إشادة وإعجاباً وعرفاناً سابقاً.. تجدي أني كنت كما المتنبيء وهو في حضرة كافور في أيام الود والتصافي.. وجريان المركب والريح رخاء.. واليوم سعادة السفير.. أقف نفس موقف المتنبيء بعد أن تصرمت وعصفت الأيام بأيام الحب والود.. وسادت وهبت رياح القطيعة والبعاد والفراق والرحيل.. والآن إلى قلب الموضوع.. تابعت سلسلة الحوارات التي أجريت معك عبر الصحف.. حرفاً.. حرفاً.. كانت أسئلة ذكية وأحياناً «حارة» كما «الشطة» ومرات محرجة وكثير منها عادية هادئة.. سؤال واحد فقط مع اجابته.. فعل في رأسي ما فعلته عاصفة «أبو قطاطي» بساق الشتيلة النيء.. وهدر كما السيل في نفس الأغنية «وكت يكسح ما يفضل شيء».. السؤال ليس مهماً.. أما الإجابة فقد كانت تحديداً وحديثك بالضبط.. هو.. «إن الإنقاذ قد انجزت أكثر مما توقع لها أهلها أو قادتها أو مفجروها».. والآن يا سعادة السفيرة دعينا نفند إجابتك حرفاً.. حرفاً.. سطراً.. سطراً.. ولكن قبل الدخول في تلك الغابة الشائكة.. دعينا.. نعود بك إلى «الإنقاذ» وهي طفل يحبو.. بل نعود بك إلى يوم الميلاد وليس يوم السماية.. والذي يصادف.. بل هو 30/6/1989م.. «وقطع شك» بل أنا في قلب اليقين انك وفي ذاك اليوم لم تتعدي مرحلة «الأساس».. يعني» عندما تفجرت ثورة الإنقاذ أو «هبت» كما يقول «ترباس» إنك لم تجلسي إلى الامتحان الذي يقود إلى الثانوي.. إذن دعيني أقدم لك فقرات من خطاب الإنقاذ في ذاك اليوم «الأغر» نرجو أن تقرأي بعيون مفتوحة.. وقلب مفتوح.. وعقل مفتوح وعادل و «حقاني».. وبعدها نحاورك وبين أيدينا و «يديك» ما نحاجج به.. فإلى فقرة من الخطاب الذي تلته الإنقاذ عبر الإذاعة والتلفزيون.. «أيها المواطنون الشرفاء لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف التدهور ناهيك عن تحقيق أي قدر من التنمية مما زاد حدة التضخم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال على المواطنين الحصول على ضرورياتهم إما لانعدامها أو ارتفاع أسعارها مما جعل الكثير من أبناء الوطن يعيشون على حافلة المجاعة وقد أدى التدهور الاقتصادي إلى خراب المؤسسات العامة، وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطيل الانتاج، بعد أن كنا نطمع أن تكون بلادنا سلة غذاء العالم، أصبحنا أمة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود، وانشغل المسؤولون بجمع المال الحرام حتى عم الفساد كل مرافق الدولة، وكل هذا مع استشراء التهريب والسوق الأسود مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراءاً يوماً بعد يوم بسبب فساد المسؤولين وتهاونهم في ضبط الحياة، والنظم.. لقد امتدت يد الحزبية والفساد السياسي إلى الشرفاء فشردتهم تحت مظلة الصالح العام مما أدى إلى انهيار الخدمة المدنية، ولقد أصبح الولاء الحزبي والمحسوبية والفساد سبباً في تقديم الفاشلين في قيادة الخدمة المدنية وافسدوا العمل الإداري، ضاعت بين أيديهم هيبة الحكم وسلطان الدولة ومصالح القطاع العام.. إن إهمال الحكومات المتعاقبة على الأقاليم أدى إلى عزلها من العاصمة القومية وعن بعضها في ظل إنهيار المواصلات وغياب السياسات القومية وانفراط عقد الأمن». والأحد نتلاقى