كل عام والذي بيني وبين أحبتي بحر من الشوق وأمنيات لا تحد.. كل عام... وفيض من وفاء، دفق من تسامح وكثير ودٍ وإعتذار!!. فقد قصرنا.. ظلمنا.. خذلنا.. شططنا.. تعثرنا .. كبونا!..فها هي مساحات الإعتراف تمتد شاسعة.. والإقرار غير المرجوع فيه يتطاول حد الإنكسار.. عساي أظفر ببعض غفران.. ففي عامي هذا الممتد بين العيد والآخر.. إرتديت بغباء أنثي.. عباءة النقصان.. وتجاهلت نصف العقل.. ونصف العاطفة.. فجرفتني تيارات شتي من نوازع البشرية.. لابد أني تجاسرت على مشاعر البعض فجرحتها.. وخيبت آمال آخرين..!. لابد أني تطاولت.. بلسان آمل إلا نجني حصاده بأن نكب في النار إلاّ أن يتداركنا الله برحمته.. فلا يخلون به آدم من خطايا..!. ولاشك أننا تجاوزنا أبواب (الخير والإحسان..) فلم نطرقها كلها.. فكم من فقير بائس محتاج.. كان بالإمكان سد حاجته وإجابة سؤاله (دون أن ينقص منا شيء فقد قال الحبيب (صلى الله عليه وسلم ) مانقص مال من صدقة).. لكننا.. تمسكنا.. بما نحب ونملك.. فتنازلنا طوعاً عن مقام البر.. الذي هيأه الله تعالى لنا.. فقد قال سبحانه (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون..) عام مضى.. كالأماني الهاربات.. لا ندري.. ما حصادنا فيه من الخيرات..؟ تتوالي الأزمنة.. ونحن لانزال نتأرجح بين أخطاء وخطايا، إهمال وتقصير.. تطاول وتجاسر.. نمتطي بشريتنا.. التي نكبح جماحها حيناً.. ونفك حبال مرساها أحايين آخري.. لذا لابد لنا من وقفة.. وإعتراف بالتقصير.. عمداً أو جهلاً أو تهاوناً.. في حق الله تعالي وفي حق العباد .. هأنا.. أكتب.. بحبر الرغبة في العفو.. والرهبة من العقاب .. أناجي خالقي.. بخوف ورجاء.. أن يتجاوز عنا.. بكريم عطفه وفضله.. ويجعل أيامنا العاقية خير من الماضية.. وأكتب بلسان الإعتراف.. بتقصير من حقوق كثير من البشر.. أمله في السماح العفو.. والتجاوز.. عسي أن يتجاوز الله عنا وعنهم يوم العرض الأكبر.. زوايا أخيرة: إن كل متتبع لأخطاء الآخرين حتماً سينسي عيوب نفسه.. (لن أنسي عيوب نفسي وهأنا أطلق لرايات الغفران والتسامح عنانها..).