لعل الفواكه والخضروات في السودان تعتبر الاغلى في العالم كله ذلك لأن اسعارها بالمقارنه مع غيرها من المنتجات تعتبر خياليه عديل كده .. فثمن دستة المانجو عندنا يساوي ثمن اثنين كيلو لحمه ضاني .. أو اربعه كيلو سمك .. أو اتنين ونص كيلو لحم عجالي أي والله ..أما سعر الطماطم هذه الايام فهو قد بلغ العشرين جنيهاً .. وذلك دون أي مبررات سوى الجبايات والترحيل وجشع التجار .. السبب الاساسي ان الدوله رفعت يدها عن الخضروات والفواكه .. وهي من المنتجات التي تدعمها كل الدول تقريباً فالمزارع في فرنسا وامريكا يمنح مايصل الى تسعين في المائه من تكلفة الانتاج .. هذا اسلوب تشجيعي حتى لاتدخل هاتان السلعتان حلبة المنافسه والعرض والطلب .. ولأهميتهما في التغذيه وعدم الاستغناء عنهما فحين يجد المواطن الخضروات والفواكه رخيصه ومتوفره وفي متناول يده يمكنه الاستغناء حتى عن الخبز ذاته ناهيك عن اللحوم بانواعها فصحن سلطه متنوع يمكن ان يكون وجبه كامله ويتم تناوله بالملعقه فيكفي الانسان خاصة اذا تبعه تناول بعض الفاكهه .. ترى مالذي يجعلنا نتقاعس في انتاجهما .. ويمكن ببساطه وفي كل بيت عمل تعريشة عنب .. وآرضنا خصبه .. وحتى وقت قريب كانت تزرع في البيوت .. حتى اصبحت اغنيه شهيره (واسأل العنبه الراميه في بيتنا).. لا احد يحتفي بذلك بجانب أننا في مساحه بسيطه يمكننا ان نزرع بدون جهد كبير جرجير .. وطماطم .. وبطيخ .. وكان زمان في كل بيت شجره ليمون تكفي اصحابها وتفيض لينعم بها الأقارب والجيران .. إذن بجانب ان الحكومه لا تدعم المزارعين للخضروات والفواكه .. فإن المواطن لم ينتبه الى الاعتماد على نفسه .. وإذا استثنينا الشقق فإن كل البيوت السودانيه ومهما كانت مساحة حوش البيت فيمكن ان يستوعب زراعة خضروات وفواكه .. على سبيل المثال هنالك نبات (الليف) الذي يستخدم للاستحمام وتباع القطعة منه بجنيه .. هذا النبات لا يحتاج سوى الى بذره من بذور الليف .. تزرع بقرب الماسوره وتروى من مياه الاحواض بقرب الحائط حتى تجد براحاً للنمو فهي من النوع المتسلق وغزير الانتاج ولا يحتاج حتى الى متابعة سوى بذر الحبوب واتاحة مجال للتسلق وفي فتره وجيزه يكون الانتاج ثراً .. ففي كل شهر يمكن ان تنتج الشجره مائه حبه فهي مائه جنيه .. مابطاله بتسد فرقه .. أما إذا عوملت بطريقه تجاريه وزرعت اكتر من شجيره فإن الانتاج سيكون كثيفاً جداً ويدر دخلاً مابطال على الاسره أرأيتم انها امور بسيطه جداً ولكن .. وآه من لكن .. هذه ...!!!!