راي: الصادق محمد سالم السنهوري من الضروري إحداث نقلة نوعية في التنمية القومية الشاملة للتخطيط والدراسات العلمية المسبقة مع التوقع للمشكلات التي تنجم في المستقبل القريب والبعيد . فنجد أن هنالك تغيرات سريعة تتجاوز في سرعتها إمكانية الدولة ومؤسساتها على التحكم فيها تبعاً للظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للدولة وإمكانتها المادية والبشرية وتستمر مشكلات التنمية الحضرية وخاصة الدول النامية كلما استمرت الهجرة الداخلية باتجاه المدن ومعدلات الزيادة السكانية ذات الارتفاع المستمر وطالما الاتجاه لتوطين الصناعة في المدن الكبرى والعواصم دون إحكام التخطيط والتنسيق حيث أن الريف المصدر الأول لتمويل الدخل القومي والخرطوم العاصمة القومية في زيادة مستمرة مما أدى لزيادة الخطط الإسكانية والإسكان الشعبي والاقتصادي الذي أدى بدوره للانكماش الذي يعاني منه الريف. إن التنمية الحضرية عملية تغيير مجتمعية بمعنى أنها عملية إسكانية اقتصادية . ولا بد أن تقوم التنمية الحضرية وتتصف بالوعي والإدراك بالمتغيرات. والتنمية في حد ذاتها تعني ارتفاع أداء الخدمات المقدمة من قبل الحكومة . والتنمية الحضرية كما أشارت إليها الإستراتيجية القومية إحداث تغيرات ديموغرافية واقتصادية واجتماعية وإدارية . والمطلوب والممكن إيجاد أجهزة حكومية ذات وعي وإحساس بالأهداف القومية بأن تتولى التخطيط ونتائجه من خلال تخيل واجبات المستقبل القريب والبعيد بالدراسات والبيانات ضمن السياسة القومية للتنمية بإحصاء السكان العددي والعمري ومعدل الزيادة السنوية مع بيانات اجتماعية توضح قيم المجتمع وأنماط معيشة السكان وبيانات اقتصادية تبين حجم العمالة وسوق المال وبيانات إدارية لإعادة تنظيم الجهاز الإداري وبيانات أساسية في الكهرباء ومشروعات الإسكان والنقل والمياه والصرف الصحي ...الخ مع بيانات بيئية للتضاريس وظروف المناخ والأنهار أنه الضروري والممكن.