عمره وهو يضع كمامة حول فمه وأنفه ويتحرك بها ويلهو مع زملائه في براءة الأطفال وطموح الصبيان. وقد بدأت عليه بوادر السٌمنة وعرفت أنه إبن صديقنا الذي اتينا بتهنئة نجاح عملية زراعة الكلية لإبنه والتهنئة بمناسبة عودتهم من الدولة الآسيوية. وحكى لنا صديقنا مالاقاه فى رحلته ولابد لصغيره ان يداوم علي تناول عقاقير وادوية لفترة ليست بالقصيرة لمنع الميكروبات من مهاجمة الجسم الغريب الذي تمت زراعته. ظلت القصة عالقة بذهني زمنا ً طويلا ً لإنبهاري بالتقدم العلمي الذي وصله العلم وجراءة العلماء بان يتم استبدال عضو تالف من أعضاء الانسان بآخر (مستعمل) يؤدي نفس الوظيفة ونفس الكفاءة طالما نفس الموديل ولايهم صنعة الصنع ولا بلد المنشأ وفي أي صورة ماشاء المولي عز وجل ركبك فالإنسان تركيب أبدع فيه المولي عز وجل وزوده بقطع غيار اكتشفها علماء القلب حينما أرادوا استبدال شرايان داخل الجسم . الغريب في القصة أن قضية زراعة الكلي صارت تجارة شائعة في العالم بعد ذلك وعشنا زمن بيع الكلي والأكباد . وموضوع الاتجار بأعضاء البشر موضوع على عينك يا تاجر بل صارت هناك فجوة بين العرض والطلب ففي دولة الصين مثلا ً تشير التقديرات إلي أن ثمة 1.5 مليون شخص في الصين بحاجة الى عمليات زرع الأعضاء سنويا، لكنه يمكن تلبية إحتياجات مجرد 10،000 منهم كل عام ، أما مصر أم الدنيا نجد مافيا الأعضاء وأسوق بيع الكلي في بعض المستشفيات الخاصة وسمسرة وشهود لاثبات الصفقة التى بلغت في بعض الاحيان خمسين ألف دولار ورغم ذلك لم تثر المنظمات العالمية المهتمة بحقوق الانسان هذه الموضوع ولم أجد بحثا ً تفصيليا يناقش هذه الرذيلة التي بدأت تنتشر مهما كانت الاسباب وحيثما كانت الظروف. وظيفة الكلية كما درسناها هى وظيفة دقيقة أبدع الله الخالق سبحانه وتعالي في تكوينها وتركيبها التشريحى والظاهري من حيث الفلترة ومعالجة السموم التى تدخل الجسم وموازنة الاملاح ، ولكن الملاحظ سادتي الكرام مع تطور العلم صارت لوظيفة الكلية وظيفة اضافية وهى معالجة الفقر وموازنة ايرادات الفرد صارت تساهم في التخلص من الهموم ونشأت لها مؤسسات بل قل عصابات تمتهن هذه المهنة. أوردت بعض الصحف السودانية قصص وحكاوي لمثل هذه القضية وإشكالات الخداع والسمسرة التى تقع فيها بعض الاسر السودانية للشراء أو البيع ، وقرأت آخر قصة للبنات اللواتي اعترفن بخداعهن في بيع الكلاوي والتي وصلت الى مرحلة التقاضي واخرى لقصة الشاب السوداني الذي باع إحدى كليتيه لإمرأة سعودية . فقد كان في زمن ليس بالبعيد تقدم هذه الاعضاء تبرعا ً كنوع من الشهامة وحب الخير وتضحية من أجل الغير. والتبرع بالاعضاء من اجل الآباء والأبناء منذ وقت طويل معروف من اجل المعروف وقد تناولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي قصة الام صاحبة العين الواحدة والتي منعها ولدها من زيارته في المدرسة التى يدرس بها بحجة ... أن زملاءه يضحكون عليه وسيتهزءون به لأن امه بعين واحدة ، وحينما كبر وتزوج وكان له أبناء زارته ام في دار فنهرها وطردها ومنعها من العودة مرة اخري لزيارته بحجة ... أن اولاده يخافون منها لأن عينها واحده وتخيفهم بهذا المنظر .امتنعت الام عن زيارة ولدها واكتفت بسماع اخباره من اصدقائه الى أن اقعدها المرض وشعرت بعجزها عن العيش طويلا ً ارسلت له رسالة قالت فيها : آسفة لأنني سببت لك الإحراج مراتٍ ومرات في حياتك هل تعلم لقد تعرضت لحادث عندما كنت صغيرا ً وقد فقدت إحدى عينيك وكأي أم لم استطع ان اتركك تكبر بعين واحدة ولذا ... أعطيتك عيني ... وكنتُ سعيدة وفخورة جداً لأن ابني يستطيع رؤية العالم بعيني ... وهرول اليها وخاب ظنه فقد توفيت صاحبة العين الواحدة. هل نكران الفضل والتقدير من (الممنوحين) تجاه (المانحين) جعل الأمر ذا قيمة مادية تجاه المجتمع ونظر الناس الى معاني جديدة لم تكن موجودة أو متعارفة فصارت كل شئ بقيمة مادية ، هل ستدخل الكبد والكلاوي الى عالم البورصة؟وليت الانسانية التي كرمها الله على جميع خلقة إكتفت ببيع الاعضاء انما تطور الأمر الى بيع الانسان كاملا ً وسمعنا ونسمع عن الاتجار بالبشر بين الحدود وسببت هذه الظاهرة المؤلمة أرق الدول والحكومات فسعت الى محاربة هذا الداء عبر وسائل متعددة ومتنوعة مما دفعها الى اصدار قوانين وتشريعات حازمة تقلل بل وتمنع هذه التجارة، بعد أن كان الانسان الكريم العظيم هذا يباع بالقطاعي صارت هناك تجارة الجملة ، وكما يعلم القارئ الكريم ان أى سلعة لديها تاريخ انتهاء وياسبحان الله تجارة البشر أعتقد أنهم يضعون المواصفات وضبط الجودة من حيث الأعماراً التقديرية وأوصاف ظاهرية للسلعة ومكان وزمان التفاوض وأحيانا ً ربما تكون هذه السلعة بدون ضمانات تطالعون سادتي في صفحات المجلات والجرائد الرياضية وتسمعون عبر اذاعات الأثير والفضائيات الرياضية ونشراتها المتخصصة عن تسابق إدارات الاندية في شراء اللاعبين ودفع المقدم والمؤخر والشرط الجزائي ، رغم الظروف الاقتصادية التي تمر بها الدول العربية والغربية نجد ان صفقات بيع اللاعبين تتجاوز الخيال فمشجعو الدوري الاسباني ومحبو فريق ريال مدريد قد عرفوا ماقاله الدير الفني لبرشلونة الغريم التقليدي لريال مدريد المستر جيرارد مارتينو تاتا حينما صوبت ميزانية الريال لشراء اللاعب الوليزي (بيل) حيث قال(قيمة صفقة انتقال بيل الى ريال مدريد تشكل قلة احترام للمجتمع بشكل عام ) فشراء اللاعبين هل يدخل في بيع البشر ام الادارات تشتري مواهب وليست لاعبين سحرة يبهرون عاشقي كرة القدم و الامر متطور في الولاياتالمتحدةالامريكية حيث محبو كرة السلة فالسعر فيها حسب طول القامة والبراعة. هل من فتوى شرعية عن بيع اللاعبين بعد أن صدرت القوانين بعدم قانونية بيع الاعضاء البشرية؟