تعتبر التوعية السياحية رأس الرمح والركيزة الأساسية بالنسبة لتنمية وتطوير النشاط السياحي في أي بلد، وفي تقييم لمستوى التوعية السياحية في الولايات نجد أنها ما تزال في حدود متواضعة، باستثناء ولايتي الخرطوم والبحر الأحمر. فقد شهدت السياحة فيهما تطوراً كبيراً وواضحاً، ويعود سبب ذلك إلى غياب التوعية السياحية عبر المعارض والندوات وورش العمل والبرامج السياحية في الإذاعات والتلفزيونات الولائية، وكذلك عدم توظيف المناسبات الجماهيرية كأعياد الحصاد والإنتاج، والمناسبات الدينية، والرياضية، والثقافية، والفنية، إلى أنشطة وأحداث سياحية تعكس لمواطني الولايات أهمية ودور السياحة في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والإعلامية، والسياسية. وفي يوم الاثنين القادم السابع والعشرين من هذا الشهر تحتفل بلدان العالم بيوم السياحية العالمي تحت شعار (التنوع السياحي والإحيائي يستهوي ويستنهض جمهور السائحينInspiring Stories On Tourism And Bio_ Diversity) وبهذه المناسبة السياحية الهامة تقام المعارض والندوات، وتنظيم المهرجانات والكرنفالات ويخاطب وزراء السياحة شعوبهم، متحدثين عن أهمية السياحة بصورة عامة، والتنوير والتبصير بمضمون وأهداف الشعار المطروح بصورة خاصة، موضحين سياساتهم، واستراتيجياتهم، وبرامجهم، بشأن تنمية وتطوير النشاط السياحي في بلدانهم. فأعتقد أن هذه فرصة عظيمة للولايات من أجل رفع مستوى التوعية السياحية بين المواطنين، وذلك من خلال إقامة معارض وندوات، وإصدار نشرات وملصقات، وتنظيم مهرجانات وكرنفالات، كإضافة ثره لكلمات الوزراء الولائيين عبر الإذاعات والتلفزيونات الولائية بمناسبة اليوم العالمي للسياحة، موضحين أهمية السياحة ودورها في مختلف المجالات، والتنوير بمضمون الشعار المطروح بجانب توضيح خططهم وبرامجهم بشأن تنمية وتطوير وإزدهار السياحة، آخذين في الإعتبار أن الولايات تعتبر مستودعاً ضخماً تستأثر برصيد كبير من الموارد والإمكانات في مجالي التنوع السياحي والإحيائي، وقد آن الأوان لاستغلال وتوظيف كل ذلك في دعم وخدمة السياحة السودانية، خاصة بعد أن توفرت البنيات الأساسية اللازمة للتنمية السياحية من اتصالات بمستويات عالمية، ومطارات دولية، وموانئ نهرية وبحرية، وخدمات مياه وطاقة، وشبكة طرق برية حديثة ربطت كل ولايات البلاد، بل إمتد بعضها ليربط السودان ببعض البلدان المجاورة كأثيوبيا، ومصر، وأرتيريا، عبر طريق كسلا تسنى الذي سيتم إفتتاحه في الأيام القادمةبأذن الله. من هنا نأمل أن يخاطب كل وزير ولائي مكلف برعاية النشاط السياحي جمهور ولايته خلال الاحتفال باليوم العالمي للسياحة متحدثاً عن أهمية السياحة والتنوير بمضمون أهداف الشعار، آخذين في الاعتبار أن السياحة صارت بالنسبة للبلدان النامية هدفاً استراتيجياً لدعم الاقتصاد الوطني، بجانب أن السياحة أضحت أحد روافد مدخلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وصار انفاذ كل المشاريع التنموية مرتبطاً بوجود وتوفير مختلف الخدمات السياحية من نقل، وإيواء، وإعاشة، ووكالات سفر، ومحلات عامة وغيرها... التي يحتاج إليها جمهور المستثمرين، ورجال الأعمال، والخبراء، و المهندسون، و الفنيون، الذين سيقومون بتنفيذ المشاريع التنموية، كما نأمل أن يتضمن الاحتفال باليوم العالمي للسياحة تكريم المبدعين والمبرزين في مجالات الخدمات السياحية، والصناعات التذكارية، والفنون الشعبية، وذلك بغرض تحضير وتشجيع الآخرين للارتقاء بمستوى الخدمات في الوكالات والفنادق ووسائل النقل السياحي والمحلات العامة والله الموفق. üخبير ومستشار سياحي