تستعد ولاية البحر الأحمر هذه الأيام لإنطلاقة مهرجان السياحة والتسوق فى نسخته السابعه، مظاهر الإستعداد لإنطلاقة فعاليات المهرجان أصبحت واضحة للعيان فى مدينة بورتسودان حيث بدت الطرقات أكثر نظافة وأكتست شوارع وكورنيشات المدينة بمختلف أنواع الزينة وأنتشرت الملصقات الخاصة بالمهرجان، وفى الوقت الذى أكدت فيه حكومة الولاية على إنطلاقة فعاليات المهرجان فى الرابع والعشرين من نوفمبر الجارى بحضور رئيس الجمهورية برزت العديد من التساؤلات حول المكاسب التى تحققت للولاية من خلال الدورات السابقة ؟ وهل تمثل تلك المكاسب إن وجدت دافعاً قوياً لإستمراره بل وتطويره ؟ وهل إستمرار المهرجان بشكل دورى دليل على نجاحه أم أنه قد فشل خلال الفترة الماضية فى تحقيق مكاسب حقيقية لحكومة ومواطنى البحر الأحمر كما ظل يردد البعض دوماً .. لغة الارقام تتحدث عن المهرجان .. فى دراسة أعدها مركز الرؤية لدراسات الرأى العام بمدينة بورتسودان خلال الفترة من 10 فبراير وحتى 19 مارس 2013م حول مهرجان السياحة والتسوق السادس أظهرت أن 62.3% من أفراد العينة التى شملتها الدراسة يرون أن مهرجان السياحة والتسوق مفيد لهم على المستوى الشخصي، فيما لا يرى 35.5% ذلك، وأن 39.9%من الذين يرون أن مهرجان السياحة مفيد لهم على المستوى الشخصي يقولون إن هذه الفائدة ترفيهية، و 21.2% يقولون إنها إقتصادية، بينما 67.6% يقولون إنهم لم يحققوا مكاسب إقتصادية من المهرجان، فيما يقول 30.1% إنهم حققوا مكاسب، وأن 49.7% يوافقون بشدة، و26.4% يوافقون، على أن زوار المهرجان تسببوا في زيادة أسعار السلع والخدمات بمدينة بورتسودان. كما أكدت الدراسة أن 46.8% من الذين تم إستطلاعهم يرون أن الفعاليات الثقافية لمهرجان السياحة والتسوق جيدة، فيما يرى 38.4% أنه لا بأس بها، و 12% يرون أنها ضعيفة، بينما 77.2% يرون أن البرامج الثقافية في مهرجان السياحة والتسوق تعكس تراث ولاية البحر الحمر و18.7% لا يرون ذلك، و 73.2% يرون أهمية استمرار دورات مهرجان السياحة والتسوق سنوياً، إلا أن 24% لا يرون ضرورة لذلك. إشادات وإنتقادات .. وبعيداً عن لغة الأرقام تحدث ل (آخر لحظة) مقرر اللجنة العليا للمهرجان الصادق المليك مؤكداً أن اللجنة العليا للمهرجان قد عملت على أن تخرج النسخة السابعة دون أى جوانب سلبية مستفيدة من التجارب السابقة مضيفاً أن مدينة بورتسودان شهدت خلال الأشهر الماضية إفتتاح أكثر من 500 شقة سكنية وذلك من شأنه أن يعمل على التخفيف من إشكالية الإقامة التى ظهرت فى الدورات السابقة وأن مواطنى الولاية قد عرفوا كيف يستثمروا أموالهم فى هذا المجال، كما أشار المليك إلى النسخة الحالية سوف تأتى مختلفه من حيث الإعداد والتنظيم والمشاركات الخارجية عبر سعيهم لدعوة أندية رياضية ومطربين خارجيّن للمشاركة ضمن فعاليات المهرجان. لكن على الجانب الآخر يرى العضو بمجلس ولاية البحر الأحمر التشريعى حامد إدريس سليمان أن المهرجان وعلى إمتداد دوراته السابقه لم يحقق أى فائدة لمواطن الولاية، بل ويضيف أن الأموال التى تصرف على فعاليات المهرجان تأتى خصماً على الدعم الإجتماعى، وقال سليمان خلال حديثه ل (آخر لحظة) أنه لايوجد ضبط على الأموال التى تأتى من الجهات الراعية وطرق صرفها على المهرجان، كما يرى أن هذه الأموال لو تم تقديمها فى شكل خدمات إجتماعية للمواطنيين لكان ذلك أجدى لهم، ويواصل حديثه قائلاً من المؤسف أن المجلس التشريعى بالولاية عاجز عن تقييم مهرجان السياحة وذلك لعدم وروده ضمن تقارير وزير السياحة التى يقدمها للمجلس وحينما سألناه قال إن المهرجان لديه لجنة عليا وهو لايقع ضمن مسئوليات وزارته.