الشمشرة من شمارات ، لغة رائجة في الخطاب العامي في السودان، وفي اليمن يطلقون على مثل هذا النوع من الشمارات فسفسه ، وفي بعض البلدان شمشمة ، لكن الشيء المضحك جدا أن الشمشرة أو الشمشمة ليست سلوكا بدائيا يسود في بلدان العالم التالف نظرا للفراغ والحسد والكبت السياسي ، وقلة الحيلة ومحاولة نسيان البلاوي الزرقاء ، ففي المجتمعات المتحضرة تسود عمليات الشمشرة بصورة فظيعة ، أيضا وجرى تجسيد الشمارات الأمريكية في المسلسل فائق النكهة ربات بيوت بائسات ، والذي استمر لثمانية مواسم ، تفاصيل المسلسل الماتع كشفت كيف أن الفرد الأمريكي يمتلك كميات وافرة من الفضول لمعرفة أسرار جيرانه ، عفوا حكايات الشمارات السودانية ليست موضوعنا اليوم وإنما الحكاية تتعلق بحاسة الشم ، إذ يؤكد خبراء العلاقات الإنسانية أنها تلعب دروا كبيرا في العلاقات بين البشر بمعني أن الإنسان كلما كان يمتلك حاسة شم قوية فهو يا عيني بالتالي يمتلك رصيدا كبيرا من العلاقات الاجتماعية ، كما كشف الخبراء أن الرجل الذي يفتقر إلى حاسة شم قوية لا يمكنه إقامة علاقات قوية مع الآخرين ، أما بالنسبة للنسوان فقد أشارت ذات الدراسة إلى أن المرأة غير الشمامة ، بنت عم البطيخة ، دائما تكون متوجسه وتجلس على صفيح ساخن وتشك كثيرا في زوجها ، على فكرة إذا تبرع باحث من فئة متلقي حجج واجرى دراسة عن الناس الشمامين في السودان فسوف يكتشف أن 99 في المائة من الشعب السوداني نسوان ورجال وأطفال وحتى النخب يتمتعون بكميات وافرة من الشم ، ما يحق للعالم ان يطلق علينا شعب شمام ، ولكن ليس شمام على الطريقة المصرية إياها وإنما على النمط السوداني ، المتسم بالشمشرة والبحث عن عيوب الآخرين ، ومطاردة الشائعات والبحث عن الأخبار الدقيقة والذي منه ، المهم طالما أن حاسة الشم تعد وسيلة لترسيخ العلاقات بين البشر وطالما إننا نمتلك ملايين الشمامين والمشمشرين ، فيمكننا أن نتحدى العالم في مسائل توطيد علاقاتنا مع الآخر ، أقول قولي هذا لأن السودان علاقاته ميح مع معظم دول العالم ، نظرا لأن قادته من فئة أخرق أفندي، فالوطن ياحسرة يخرج من حفرة ويقع في دحديرة ، وما يكاد يبني علاقات مع الآخر حتى تنسفها تصريحات أو تصرفات سخيفة من أحد المسؤولين من أصحاب العضلات ، المهم إذا استطعنا تفعيل علاقتنا في الشمشرة وحاسة الشم القوية التي نتمتع بها في السودان يمكن بواسطة هذه الطريقة أن نجبر جميع الصقور في دولة جنوب السودان بالجلوس على طاولة المفاوضات لحل المشكلات المتلتلة بين الدولتين ، وإذا استطعنا بواسطة الشمشرة أو حاسة الشم أن نتغلب على العلاقة المعصلجة بين الجنوب والشمال يمكننا أن نطلق زغاريد الشمشرة وندافع عن هذه الخاصية الجميلة التي تميزنا دون شعوب الأرض ولا بأس من تقديم طلب إلى اليونسكو لاعتماد مواصفة الشمشرة السودانية بمثابة نموذجا عالميا ، طالما إننا لا نحمل شارة العالمية في أي شيء لا في كورة ، لا في فن ، لا في سياسة ولا في جمال ولا في أقتصاد والحمد لله على الشمشرة ،بيوتكم .