لم يجد الفنان التشكيلي الفلسطيني باسل ألمقوسي اسما مناسبا لمعرضه الشخصي فأسماه مجانين الحرب ، وعزا الفنان ذلك لان جميع لوحاته غارقة في سوداوية الموت والحصار وانه عاني من الحرب الأخيرة على غزة وكان على شفا حفرة من الموت ، عفوا حكاية مجانين الحرب ليس موضوعنا اليوم وانما الحكاية تتعلق بمجانين الإهمال في السودان ، وقبل ان يرميني أحدكم بطوبة كبيرة تدشدش دماغي أقول أننا في السودان نعاني بشدة من الإهمال ولدينا سلاطين وأمراء لا يشق لهم غبار في هذا التخصص، اسمعوني ، قال صاحبي مسئول حسابات الشركات في مستشفى خمس نجوم في جدة ، ان احد أصدقائه توسط له لتوظيف شاب سوداني يحمل درجة البكالوريوس في المحاسبة، وفي اليوم المحدد للمقابلة الشخصية جاء صاحبنا طالب الوظيفة لمقر لجنة المنافسة ، وحسب كلام مسؤول الحسابات السوداني كان الزول يرتدي شبب أعزكم الله وغير مهندم ، ويدل منظره انه ما يزال يعاني من نوبات النوم ، وللأسف لم يتمكن الرجل من مساعدة الشاب وتوظيفه لان تقرير اللجنة أشار إلى ان الشاب مهمل وغير مكترث لهيئته وأن الرجل غير المكترث لهندامه وأناقته لن يكون حريصا على عمله ، عفوا حكاية الشاب السوداني الذي لم يجد حظه في التوظيف واحدة من سيناريوهات الإهمال لدى المواطن السوداني ، وبصورة عامه نجد المواطن مقصرا في أخذ حقوقه من الممسكين بزمام الأمور في المصالح الحكومية خصوصا تلك التي لها علاقة بالجمهور مثل الجوازات وشرطة أدارة امن المجتمع وإدارة المغتربين والأراضي والمحليات والمعتمديات إلى آخر القائمة ، هناك شيء آخر، الحمد لله نحن سادة في الإهمال في وسائل النقل بصفة عامة ، وفوق هذا كله نجد أن الجهات المكلفة بتنفيذ الخدمات العامة مقصرة في القيام بالدور المناط بها لتخفيف معاناة المواطن الغلبان ، حكاية الإهمال يقودني توش بدون احم ولا دستور إلى الإهمال الذي يجري في عروق السائقين السودانيين ما يجعلنا سادة لا يشق لنا غبار في الحوادث المرورية الفاجعة ، حوادث تدي ربك عليها العجب ، إما حوادث النقل البحري فحدث ولا حرج فبعد أيام من مأساة حادث الغرق في نيل الخرطوم حدثت فاجعة غرق اخرى في القطينة وأقطع ضراعي ان الحادثتين من أسباب الإهمال ، فالوسائط البحرية لدينا تعاني من أنيميا حادة في آليات الصيانة ووسائل الإنقاذ ، طيب دعوني أسال سؤال (عبيط ) جدا ، هل هناك تعويضات لذوي ضحايا حوادث غرق العبارات النهرية ، طبعا لا شيء يمكن ان يعوض الأرواح ولكن من باب الترطيب هل لدي الجهات العاملة في النقل النهري مسوغات لتعويض ذوي الضحايا ، إما بخصوص شركات النقل الجوي السودانية فحدث ولا حرج فمسلسل التأخير شيء عادي جدا لخطوطنا الجوية والشيء غير العادي ان تصل طائراتنا وتقلع في المواعيد المجدولة ، وقد عاني المعتمرين الذين أدوا عمرة رمضان من التأخير بسبب طائراتنا ، الآن موسم الحج على الأبواب وربنا يكون في عون الحجاج من الطائرات السودانية ، اسأل متى نهمل الإهمال ونسلخه من جيناتنا الوراثية ، من يجد الإجابة الشافية ارجو إرسالها على جناح السرعة وبدون إهمال إلى شارع الإهمال السوداني وله مليون بوسه من ابو كديس .