ü لقاء السيد الرئيس بوفد اتحاد الصحفيين ووعده له بدراسة قضية المحكومين من صحفيِّ جريدة رأي الشعب.. وإعادة النظر في قرار منع صحيفة الانتباهة عن الصدور.. يوضح بجلاء أن السيد الرئيس هو والد جميع السودانيين قَدَرَه ان يتحمل تجاوزات أبنائه وأن يأخذ بيدهم ويعفو عنهم المرة تلو المرة.. ولن يزيده ذلك إلا رفعة وعزاً وعلواً.. ونتمنى على سعادته أن يُعجِّل بالعفو وإسقاط ما تبقى من عقوبة الصحفيين وإعادة صحيفة الانتباهة لقرائها.. ولدورها الذي تلعبه لخلق التوازن ما بين غلواء الانفصاليين الجنوبيين.. فليس بأمانيِّهم ولا بأماني دعاة الانفصال.. أن ينقسم السودان أو يتحد بل هي أقدار الله وحكمته في مُلكه واختياره. ü ولقد كتبت في هذا المكان أكثر من مرة داعياً الحكومة لكي ترفع يدها عن الانتباهة.. وأن تطلق سراح صحفيي رأي الشعب.. ويأتي كلامي في سياق مناصرة الحكومة والدفاع عنها.. ومن أعجب ردود الأفعال على كلامي مكالمة غاضبة طرفها الثاني الفريق الركن إبراهيم الرشيد القيادي بمنبر السلام العادل وقد ظننت للوهلة الأولى أنه أراد أن يُقرِّظ كلامي ويشكرني لكنه فتح عليَّ نيران كثيفة واتهمني بالتواطؤ لاستمرار حجب الانتباهة فعلمت أن الرجل لم يقرأ كلامي.. أو لم يعقله.. وما كان لي أن أطالبه أن يقرأ بين السطور ما دام على تلك الحالة اللامعقولة فأنا أكتب بكل وضوح وموقفي من الانتباهة معروف.. وعلاقتي بالأستاذ المهندس الطيب مصطفى فوق الشبهات.. ليس هو وحدة بل جميع أفراد أسرته.. وأعتبره شقيقي وآسف أن أقول هذا على الملأ لكنها الحقيقة.. وسرعان ما تلقيت مكالمة هاتفية من الطيب ورسالة sms يقول فيها لا يمكنني قول شيء غير أن أقول لك جزاك الله خيراً.. ومن قال لأخيه جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء.. أو كما قال. وإن كانت مظاهرتي للانتباهة وجدت من أسرة الصحيفة من لا يتفهمها فمن باب أولى أن يسيء أهل رأي الشعب فهمي لكن الله يشهد والملائكة يشهدون أن دعوتي لأطلاق سراح الصحفيين صادقة ومخلصة. ü كل الدول والتنظيمات في العالم تعرف كيف توزع الأدوار.. ليلعب كل فريق دوره المرسوم بعناية إلا نحن «الكاتلانا النصيحة» وقد رأينا من قبل كيف أن الاتهام قد وُجِّه للحكومة عن كل ما تنشره الانتباهة وهو اتهام غير صحيح حتى وإن صح الزعم بأن الباشمهندس الطيب هو خال السيد الرئيس.. إلا أن خؤولته هذه لا تخدم أغراضه السياسية والإعلامية في شيء.. ولا هو يرضي باستغلاله لأبن أخته «الرئيس» وطبيعة العلاقة الأسرية قد تؤثر في كثير من المواقف إلا عند زعيم مثل البشير أو عند مجاهد مثل الطيب.. وما كان تصريح السيد د. كمال عبيد وزير الإعلام حول مصير الجنوبيين في الشمال إذا ما وقع الانفصال بأنهم سيفقدون حقوق المواطنة.. إلا كلمة حق يزينها المنطق والعقل والعدل. لكن كان نصيبها النقد و«التملص» وقد كان حرياً بدعاة الوحدة أن يحتفوا بهذا «التصريح المسؤول» على الأقل من باب تبصير أبناء الجنوب في الشمال بإحدى مساويء الانفصال إذ أنه من غير المنطقي ولا المعقول أن يصوِّت أبناء الجنوب لصالح قيام دولة جديدة وفي ذات الوقت يحتفظون بكل مزايا وحقوق المواطنة في الشمال الذي رفضوا الوحدة معه فالمثل الانجليزي يقول «لا يمكن أن تأكل الكيكة وتحتفظ بها في نفس الوقت» يعني إما ان تأكلها أو أن تحتفظ بها!! ü ولو كانت الانتباهة حاضرة إذن لأوجدت لتصريح د. كمال عبيد مكانة لائقة لكننا لا نعرف توزيع الأدوار كما تفعل كل الدول.. وما سياسة الجزرة والعصا «المعلنة» إلا نوعاً من توزيع الأدوار.. فالسياسة لعبة «قذرة» ليس فيها صداقات دائمة ولا عداوات دائمة. لكنها مصالح دائمة!! إذن ماهي مصلحتنا في حجب الانتباهة أو سجن صحفيين معارضين.. فوجود الرأي الآخر مسألة حيوية لأي مسؤول في أي موقع حتى لرب الأسرة في البيت.. فالقرآن الكريم حفظ في آياته «الرأي الآخر» للمشركين عبدة الأصنام.. ولليهود قتلة الأنبياء.. وللنصارى القائلين بأن الله ثالث ثلاثة.. وغيرهم من الصابئة وعبدة الطاغوت.. فماذا لو سمعنا أصوات إخواننا في الدين والوطن.. خاصة في وجود صحف ناطقة بالانجليزية تعصف ليل نهار بممسكات الوحدة الوطنية.. وفي الوقت ذاته تسيِّر فيه حكومة الجنوب المسيرات التي تندد بالوحدة وتنادي بالانفصال!! ü سيدي الرئيس «خير البر عاجله» فسارع جزاكم الله خيراً بإعادة الانتباهة.. وإسقاط ما تبقى من عقوبة الصحفيين المحكومين فكلهم رعيتكم وأنت وحدك المسؤول عنهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم. ü قال صلى الله عليه وسلم: «يا عائشة يا بنت الصديق أما علمت إنَّا نهُش في وجوه القوم وقلوبنا تبغضهم» أو كما قال... تقولوا لي دبلوماسية.. وهذا هو المفروض،،