ü شهادتي في لقمان أحمد مجروحة!! فنحن أصدقاء وأولاد دفعة في سنوات أربع بالجامعة الإسلامية بأم درمان لن تتكرر!! ü عندما دخلنا الجامعة ونحن نحلم بدراسة الإعلام جاء «لقمان» مثلنا ولكنه كان يتأبط جريدة حائطية «ضخمة» اسمها «بساط الريح»، فرد أجنحتها بمقهى النشاط الذي كان يرتكز حائطه الشمالي على شارع الأسفلت القادم من الصناعات و«الأمبدات» حتى وسط السوق مروراً باستاد الهلال وحي «البوستة» و«هلمجرا». ü مرت الأيام وفرقتنا «دروب» الحياة و«الجري» وراء لقمة العيش.. وكان حظ لقمان أن حط رحاله في واشنطن وما أدراك ما «أمريكا» و«البي بي سي» وكل الدنيا الجديدة وراء الأطلسي بكل بذخها وألقها وريادتها للدنيا المعاصرة!! ü طالت السنوات ولم ينسَ لقمان «أصله» و«فصله» ونشأته الأولى فعاد حاملاً «بساط الريح».. وكانت هذه المرة ليست جريدة حائطية يحررها ذلك «الصبي» في قرية «الملم» في السبعينات ويذهب بها للثانوي ثم يحملها معه للجامعة. ü انها فكرة نبيلة وإحساساً صادقاً برد بعض «الدين» للوطن الصغير حيث مراتع الطفولة والبراءة والركض خلف الفراشات الملونة في صباح بهي حالم!! ü عاد لقمان بعد مدة قاربت ربع القرن من الزمان!! وعندما وقف في «الملم» وجد الصورة الذهنية لتلك الجنة الوادعة قد تبخرت وحل الخراب والدمار محل الحياة «الضاجة» الهنية.. وجد مزارع مهجورة ومدارس قد تهدمت ومسجداً كان يذكر فيه اسم الله كثيراً قد تحول لشيء آخر لا يشبه ذاك المسجد في ذلك الزمان الذي كان ندياً!.. إنها الحرب المجنونة والصراع العبثي الذي أحال حياة الناس لجحيم لا يطاق!! ü لم يلعن لقمان الظلام.. بل إنه أشعل شمعة في هذا الليل البهيم.. وجاءت ولادة «منظمة الملم» كامتداد للحلم القديم بساط الريح الذي ينقل الناس من حالة لحالة!! ü أمس ولأكثر من ساعتين جلسنا إلى لقمان وفي معية عدد من رؤساء التحرير وكتاب وصحفيين كبار ومهتمين حكى الرجل قصة حلمه والذي في طريقه للتحقق!! رأينا حجم الدمار الذي لحق بالمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية وفي الزراعة وفي السوق!! الحمير والكلاب تسرح في خرابات المستوصف القديم!! النازحون وأوضاعهم «المشروحة» خرابات المسجد القديم!! مدرسة القش!! ü في أقل من عامين بعد 2011 قطع العمل في المستوصف شوطاً كبيراً عاد نفس المقاول الذي قام بتشيده في الزمن القديم!! التكلفة زهيدة ولا يمكن مقارنتها بالأرقام الفلكية التي نسمعها من المنظمات ومن ناس الحكومة أيضاً والأخيرة «أشد وأفظع» والسوق بدأ يعود لعافيته، مسجد الملم العتيق شارف على الانتهاء!! هذا قليل من كثير رأيناه أمس.. تحدث كثيرون «ضياء الدين بلال» و«يوسف عبد المنان» و«فيصل محمد صالح» و«شكر الله خلف الله» وأستاذنا «النجيب آدم قمر الدين» و«عبد آدم خاطر » والدكتور خالد التجاني والاستاذ مكي المغربي والاستاذ ضياء الدين بلال وكثيرون.. ولخص كل ذلك شكر الله في كلمة واحد هي «السعادة»!! ü سعادتنا كانت كبيرة ونحن نرى محاولة «جادة وصادقة» لتقديم شيء لإعادة تعمير دارفور!! وفرحتنا أكبر أن يقوم بهذه المهمة واحد «مننا»!!. ü لقمان سمى مشروعه «عودة الروح» وما رأيناه أمس يجعلنا أن نقول باطمئنان: إن هذه الروح غير قابلة للهزيمة بإذن الله ويبقى الأمل بأن يعم السلام والاستقرار كل ربوع السودان!!