قلت للبائع «الصغير» في البقالة «الكبيرة» كم يبلغ سعر علبة اللبن الصغيرة المستوردة؟.. لم أقل له الكبيرة؟! البائع نظر إليّ «بلا مشاعر»!! ولم يجب على سؤالي.. كان يجلس على كرتونة صغيرة ومعه زميل له.. مثل هذا «الفعل» يبدو غريباً في مثل هذه البقالات التي لا تسمح للعاملين بالجلوس «أثناء ساعات العمل»..أعدت السؤال فقال لي: ما عارف! ليه ما عارف؟... ضحك بسخرية!! اسأل «قدام»: الأسعار في كل مرة تتغير!! نقلت فحوى الحديث «للقاعد قدام» ضحك وقال لي: كلامو صحيح!! في بلد «الزراعة» و«الحيوان» تقفز علبة اللبن الصغيرة المستوردة ل«65» جنيهاً وهي ليست لبناً بل هي «نشارة بطاطس + مواد ما مفهومة»!! ü أصحاب الجزارات ينادون على لحومهم «الحمراء» بميكروفونات «مستفزة» للجماهير الكادحة الكيلو بس «50» جنيه!!.. سيدة أربعينية دخلت في «شكلة» مع الجزار، قلت لها ما خطبك؟ ايتها المرأة؟! قالت: يا أخا العرب هذا الجزار داير إديني لحمة على هواه!! قلت لها كيف على هواه؟! قالت هو حدد السعر الذي يريده وكمان أنا اختار «اللحمة» العايزاها!! قلت له: يا صاحب «السكين» لماذا تتعنت مع المساكين!! قال: يا صاحب المروءة اللحمة لازم «أشايلها»!! ده منطق السوق هذه الأيام!! المرأة أخذت قروشها وخرجت.. بعد ذهابها أمطرها بوابل من اللعنات ومعها المثل الساخر «حردان السوق مين برضيهو»!! ü لواري الطوب رفعت أسعارها.. «الطيب» تاجر في هذا المجال لأكثر من «3» عقود!! ضحك وهو يتذكر النكتة القديمة عندما جاءت المرأة في الثمانينات- أيام موجة الغلاء المايوية آنذاك- لبائع الأزيار تريد أن تشتري «زيراً» احتجت على السعر العالي فرد عليها التاجر: «هو في طين»؟! وذهبت قولته مثلاً!! ü الآن يقول المشتغلون في دنيا الطوب والكمائن «هو في عمال»؟! كل العمال ذهبوا إما شمالاً للتنقيب عن الذهب أو جنوباً للبحث عن دولة جديدة للجنوبيين عند خط الاستواء!! الطيب يقول ألف الطوب ب«350» جنيهاً واللوري ب«400.1» جنيه ويحمل في جوفه «4» آلاف قطعة هي ذات المكونات التي تستخدم من «زمن حفروا البحر»!! ü الناس قامت بإيجار الأراضي و اشتروا مواد بملايين الجنيهات وكل هذا تبخر!! لا توجد عمالة!! والحل؟يقول «ننتظر مجيء العمال ويا ليتهم يعودون من الجنوب» ü المرأة البدينة خرجت من الدكان «تنقنق» «طلعتو زيتنا» يا أولاد «....» الكريستالة الكبيرة بقت ب«95» جنيهاً!! ü العريس الشاب ضحك بمرارة: أصدقائي يسخرون مني.. نصحوني من قبل ألا أتزوج في عصر «الأزمة»!! ما كنا متوقعين أن نبدأ حياتنا بهذا المستوى... اصطدمنا بواقع مرير!! ü صاحب المزاج الرايق قال لي: البلد دي زي «الحمارة»! قلت له: كيف زي الحمارة؟!.. البلد دي يا ابن العم فيها حاجات غريبة!!.. السعر في خلال اليوم الواحد يزيد أكثر من ثلاث مرات!! ü دي بلد «حمارة»...!! عايرة وأدوها سوط. « من إرشيف الكاتب »