رغم اهميته القصوى في رسم عالم جديد للدولة إلا أن الكثيرون لايؤمنون بأهمية ودور التخطيط الإستراتيجي كمشروع علمي إداري متكامل الاركان، يمكن أن يقفز بمؤسسات الدولة، ويحقق نقلة نوعية في طريقة ادارة الحكم .. الحكومة إنتبهت للمسألة في وقت متأخر.. ولكن ينطبق عليه مقولة أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي .. ولاية الخرطوم بموقعها الإستراتيجي ودورها في إدارة الدولة السودانية.. حاولت منذ فترة أن تكون حاضرة في ملعب التخطيط الإستراتيجي من خلال إيلاء الملف أهمية خاصة.. وإفراد حيزاً مقدراً له من خلال تأسيس مجلس يعني بالمسألة أُسند مؤخراً للقيادي الشاب د. عمر باسان ولعل الدراسات التي تلقاها باسان جعلت منه الرجل المناسب في المكان المناسب.. فهو حائز علي ماجستير في الدراسات الاستراتيجية من جامعه الزعيم الأزهري، وماجستير في العلوم السياسية من جامعة ويلز ببريطانيا، ودكتوراة في العلوم العلوم السياسية من جامعة افريقيا العالمية.. آخر لحظة من خلال هذا الحوار حاولت تقليب ملف التخطيط الاستراتيجي مع باسان. الي حد كبير ظلت الحكومة متهمة «بقصر النظر» بعدم إهتمامها بالتخطيط ؟ - أبدًا أتهام جائر ( فالتخطيط الاستراتيجي) عملية معقدة وليس كما يظن البعض، ويحتاج في الأصل إلى خبرات عالية في إختيار المجموعات المراد بها وضع (الاستراتيجية) .. لكن سبق لمدير جهاز الامن السابق صلاح(قوش) الإقرار بأن الحكومة(تعمل برزق اليوم باليوم) ؟ - مع تقديرنا التام لرأي الأخ صلاح عبد الله لكني أختلف معه تماماً، وربما أراد أن يقول بأن عملية وضع الخطط لاتتناسب مع قدرات الدولة، وهذه نقطة أولى فنحن (كسودانيين) ننجح في(التخطيط )ونفشل في التطبيق!! وحتى الآن لم نخرج من(دائرة) الاتهام أو قل(المنقصة).. وكيف يمكن الخروج من هذه الدائرة ؟ - أقول لك بالعمل الدؤوب.. ووضع أدوات للرصد والمتابعة والتقويم.. فعملية التخطيط عملية(ثلاثية الأبعاد).. المرحلة الاولى فيها سلامة أجراءات الرصد والمتابعة فإذا بدأت بنجاح فإن الخطوة ستقود للبعد الثاني وهكذا البعض يتهم حكومة الخرطوم بإقصاء للأحزاب في مسألة التخطيط؟ - قطعاً (لا) هناك دائماً من يبحث عن(إجهاض) أي عمل وإضفاء صفة(الحزبية) و(الجهوية) قبل الإلمام بأطراف الموضوع والقضية يجب علينا عدم(حشرالأجندة السياسية) في العمل والهم (الوطني).. فالتخطيط عملية فنية، ولاشأن لها بالمجال السياسي.. ولانرتكز في التخطيط في الاختيار على قواعد« جهوية أو حزبية أو الحجر» على الأحزاب في قضية التخطيط.. هذا كلام مجافٍٍِِ للحقائق وينتقص من(أقدارالناس).. فقد حشدنا كل أهل الرأي والخبرة للمشاركة في وضع الخطط والاستراتيجيات للجهاز التنفيذي لولاية الخرطوم، من خلال الاجتماعات السابقة التي أنتظمت مع الخبراء الاستراتيجيين في مجال الحكم والادارة والتنمية الاجتماعية والثقافية للإتفاق على كيفية إدارة شأن الولاية، ووضع الخطط الكفيلة بتحقيق رفاهية المواطن .. ماهي معايير اختيار الخبراء الذين يستأنس مجلسكم بآرائهم..؟ وهل عبء التخطيط محصور عليهم هم فقط؟ - تم أختيار(الخبراء) وفقاً للمعايير الفنية، وحسب التخصصات المطلوبة، ولم يقم على أسس جهوية أو حزبية والدليل على ذلك دعوتنا لمشاركة ( د.منصور خالد، وتاج السر محمد صالح القيادي بالحزب الاتحادى الديمقراطي الأصل، ومنصور خالد لايخفى عليكم إنتمائه السياسي، ولا تاج السر أيضاً.. فلم نرهن خياراتنا كما نتهم دائماً بالحزبية والجهوية..! فالخبراء مطالبون أيضاً بتحمل العبء التخطيطي مع مجلس التخطيط وولاية الخرطوم باعتبارهم أصحاب كفاءات وخبرات في كل المجالات الطبية والتعليمية وغيرها دون أستثناء لأحد، خاصة وأن البلاد على أعتاب مرحلة جديدة في إدارة(الحوارالوطني).. ماهو دور المجلس في إزالة العقبات أمام الاستثمار والتنمية في الولاية ؟ - هذه مسألة مهمة تشغل بال حكومة الولاية.. وسنعمل على إ زالة العقبات التي تقف أمام الاستثمار والتنمية عن طريق التخطيط الاستراتيجي، ويجب أن ندعم التخطيط بشكل قوي وشفاف من أجل نهضة المجتمع السوداني.. هذا يعني بأن الفرصة متاحة لكل الوان الطيف السياسي؟ - نعم الفرصة متاحة لكل الوان الطيف السياسي، بمافيها المهنيين ومنظمات المجتمع المدني.. وكما ذكرت لك رموز المجتمع والمثقفين، وأهل التخصصات في مجالات البيئة والصحة والتعليم والزراعة وكل الطبقات المتعلمة.. ونريد منهم أن يجدوا دوراً أكبر في مراقبة ومتابعة مايجري من عمليات تخطيط في الولاية.. هل تعني بأن التخطيط سيكون جماعياً؟ - القصد إعمال مبدأ العمل الجماعي في التخطيط الاستراتيجي بإشتراك كافة الفئات، وحركة المجتمع، لانريد أن يقوم بالعملية الجهاز التنفيذي لوحده..! بل يجب على المجتمع أن يحدد خياراته .. هل تقصد كل الناس ؟ - لاأقصد كل الناس..! بل النخب والطبقات المتعلمة التي تمتلك المعرفة بتخصصاتها المختلفة في الطب والتعليم والهندسة وباقي التخصصات التي تساعد في وضع الخطط والاستراتيجيات.. لتحديد شكل الخرطوم في المستقبل ومتابعة مايجري من تخطيط في الوقت الحالي للمشاركة في إدارة حركة النهضة والتطور الخاص بالمجتمع السوداني.. هل هناك لقاء مرتقب بين المسؤولين والخبراء قريباً ؟ - نرتب ل«40» جلسة مشاركة بين الخبراء والمسؤولين على مستوى ولاية الخرطوم، لوضع التقارير أمام المختصين للاطلاع على فحواها، والاستراتيجيات التي تم تطبيقها مسبقاً، والنتائج بتجرد تام، وبدون استصحاب أي بعدٍ أو أجندةٍ سياسيةٍ حول ماطبق على الأرض.