المروءة من الصفات الجميلة والنبيلة التي يتصف بها الإنسان.. المروءة من صفات الإنسانية الحقة، وكثير من الشعوب اتصفت بالمروءة والشهامة.. ونحن هنا أبناء هذا البلد الطيب من أكثر الشعوب التي عرفت بالمروءة والكرم، حيث تجد ذلك في معاملاتنا اليومية، في المواصلات والشارع والسوق وغيره، وهذه هي قيمنا ومبادئنا التي تربينا عليها، وكلها تحثنا على الأخلاق النبيلة التي منها المروءة والشهامة.. وقال حكيم العرب ربيعة عن المروءة إنها ست خصال، ثلاث في الحضر، وثلاث في السفر، فأما التي في الحضر فهي تلاوة القرآن، وعمارة المساجد، واتخاذ الاخوان في الله.. أما الثلاث التي في السفر فبذل الزاد، وقلة الخلاف لأصحابه، والمزاح في غير معاصي الله، ومن أقوال الحسن البصري رحمه الله من مروءة الرجل أربعة.. صدق لسانه، واحتمال عثرات اخوانه، وبذل المعروف لأهل زمانه، وكف الأذى عن أباعد جيرانه. وروى قيس بن ثابت بن ساعدة أنه كان يقدم على قيصر الروم فيكرمه، فقال قيصر ما أفضل العقل عندكم؟ قال قيس: معرفة المرء نفسه قال: ما أفضل العلم عندكم قال: وقوف المرء عند جهله قال: قيصر فما أفضل المروءة؟ قال: استبقاء الرجل ماء وجهه.. المروءة باب مفتوح، وطعام مبذول، وازرار مشدود، وقيام في حوائج الأهل والناس، فإن من احتاج أهله الى الناس، وهو قادر على مساعدتهم فلا مروءة عنده. وتتحقق المروءة والشهامة في العفة عما في أيدي الناس والتجاوز عما يكون منهم. قال أحد الصحابة جالسوا أهل الدين، فإن لم تقدروا عليهم فجالسوا أهل المروءة من أهل الدنيا، فإنهم لا يرقنون في مجالسهم.