الشاعر إبراهيم طوقان كان معلماً استفزته لامية شوقي التي امتدح فيها المعلم بقوله: قم للمعلم وفه التبجيلا* كاد المعلم أن يكون رسولا فجارى طوقان شوقي بحرًا وروياً إلا انه خالفه عند أهل الظاهر من النقاد حيث قال: شوقي يقول وما درى بمصيبتي*قم للمعلم وفه التبجيلا اقعد فديتك هل يكون مبجلاً * من كان للنشيء الصغار خليلا ويكاد يفلقني الأمير بقوله * كاد المعلم أن يكون رسولا لو جرب التدريس شوقي ساعةً* لقضى الحياة شقاوة وخمولا يكفي المعلم غمة وكآبة * مرأى الدفاتر بكرة وأصيلا أما أهل الباطن من النقاد فقد قالوا إن قصيدة طوقان تعضد قصيدة شوقي لأنه لولا هذه المعاناة لما كاد المعلم أن يكون رسولا. بفندق السلام روتانا في الأيام الفائتة حدث أمر لا يحدث في غير امتنا العربية والاسلامية.. وفد من العرب الرحل من منطقة «حرض» بالمملكة العربية السعودية جاء يبحث عن الأستاذ المربي الفاضل/ عوض الماحي قبولي ليرد له الجميل.. المعلم السوداني «عوض» هاجر من أقصى شمال السودان ليصبح قطباً في «حرض» يجتمع حوله البدو ويبدأون عملية الاستقرار كثمد الماء الذي جمع ثمود قوم صالح ثم شكل هذا التجمع مدين شعيب ويأتي جيل البدو الجديد وبينهم الطبيب والمهندس والمحامي والمعلم يشكرون الأستاذ السوداني ممثلاً في المربي« عوض الماحي قبولي» الذي سكب كلماته ممزوجة بدموع التأثر لهذا الوفاء الأصيل من أهل حرض وكان يهمهم بكلمة(وفاء) بين كل جملة وأخرى. عندما يقول طوقان: ولكم أُصحح غلطةً نحويةً * كبرى واتخذ الكتاب دليلا مستشهدًا بالغُر من آياته * أو بالحديث مفصلاً تفصيلا وأغوص في الشعر القديم فأنتقي* ما ليس ملتبساً ولا مبذولا وأكاد أبعث سيبويه من البلى* وذويه من أهل القرون الأولى وأراه (...) بعد ذلك كله رفع المضاف اليه والمفعولا عندما يقول طوقان ذلك- إنما هو يمجد المعلم من حيث لا يدري ذلك المعلم الذي يعلم الناس في (مدين) وليس حول الثمد ولا ترحالاً مع الأنعام.. ü هذا الفضل الذي عرفه أهل حرض فركبوا الجو باحثين عن من كان سبباً في استقرارهم... وترقي أبنائهم في السلك الوظيفي في الدولة السعودية.. وبالتالي تغيير انماط حياتهم الى الأفضل. ليت الذين كتبوا كتاباً أسود كان أحد أسباب تسويد مستقبل الأجيال في بلادهم.. ليتهم يكتبون لنا كتاباً أبيض يحصي المعلمين الذين صنعوا النهضة التعليمية التي أنجبت المربي «عوض الماحي قبولي» وأمثاله.. يحصون المعلمين كما أحصوا السياسيين وقيادات الخدمة العامة ونسبوهم الى(الاقليم الشمالي).. ليتهم يحصون المعلمين من هذا الاقليم.. ويحدثونا عن أفضالهم في الداخل والخارج. الأستاذ الفاضل الولي الزميل الصحفي« بآخر لحظة» تأثر كثيرًا بهذا التكريم.. وظل يحكي عنه.. فيجعل السامع وكأنه شهد هذا العمل العظيم.. وقد استفزتني روايته المفعمة بالوفاء للمعلم لأكتب هذه الكلمات. همسة في أذن المسؤولين:- : أوقفوا تدهور التعليم حتى لا يتدهور كل شيء..واجعلوا من تكريم الأستاذ «عوض» وأمثاله بداية لنهضة التعليم..