في الزمن الجميل، وفي أحد مقررات المطالعة قصة مشوقة بعنوان (عابد الذهب) وقد حفلت هذه الفترة بالمقررات الجاذبة التي نُقحت بمفاهيم فائقة الدقة والذكاء.. والتي تتناسب مع كل مرحلة من المراحل الدراسية من الابتدائية أو الأولية وحتى مشارف المراحل الثانوية والعليا.. وقصة عابد الذهب يمكن للمرء من خلال الإطلاع عليها أن يستشف الغرض والهدف من وضعها ضمن قصص أخرى لمرحلة معينة ومخاطبة العقول البكرة بطريقة غير مباشرة عن مغبة البخل والتقتير.. فقد تمنى أحد البخلاء أن يتحول كل ما يمسه الى ذهب أصفر فتحقق له ما أراد فأوشك أن يطير من الفرح وهو يرى بأم عينيه كل الأشياء التي يمسها تنقلب الى ذهب، ولكنه بهت ووجم عندما تحولت كل الأطعمة بأوانيها الى ذهب، حينما أراد تناول وجبته بعد أن شعر بالجوع وعندما تحولت ابنته الى تمثال من الذهب كاد أن يجن وتمضي أحداث القصة المشوقة حتى يتخلص البخيل من لعنة الذهب، وتعود الأمور الى نصابها، وهكذا الفنان عادل إمام ما أن يشارك بالتمثيل والبطولة في عمل فني إلا وأن يكتب له النجاح الساحق بأدائه الراقي السهل الممتنع وخبرته دون مقارنة أو منافسة من أعمال أخرى ويحصد أصحاب العمل الذهب الخالص بفضل هذا الفنان، والذي نقش الزمن خارطته على وجهه من تجاعيد وأخاديد.. إلا أنه وبفضل موهبته ما زال كما هو عادل إمام وقد تابعنا مسلسل العراف في رمضان الفائت وعلى الرغم من أداء عادل إمام المبهر إلا أن العمل الدرامي ملئ بالتناقضات، إذ أن مجريات الأحداث كلها تلهث وتصب عرقاً من أجل إخلاء ساحة نصّاب.. جمع ثروة مهولة من عمليات النصب والاحتيال، بحجة أنه ضحية من ضحايا المجتمع ويقدم لنا الفنان عادل إمام مسلسلاً جديداً بعنوان (صاحب السعادة) خلال أيام وليالي هذا الشهر الفضيل نأمل أن تستوفي استحقاق وحجم أعمال هذا الممثل العنيد. لا يختلف اثنان حول شخصية الأستاذ السر قدور أو ملكاته ومقدرته الفائقة في الأخذ بناصية الابداع في فسيفساء الفنون بمختلف أنماطه.. وحضوره الطاغي في ميادين الشعر الغنائي والدراما الإذاعية.. وقد اعتاد أن يبهر متابعي قناة النيل الأزرق في كل موسم رمضاني ببرنامجه (أغاني وأغاني) ولكن وبمرور الوقت واستمرار تقديم هذا البرنامج بوتيرة واحدة، وبفحوى ترديد أغاني سبق الاستماع اليها عشرات المرات من أصحابها وغيرهم أخشى أن نولج دنيا الروتين والنمطية، وللتفادي ذلك ولما كان الأستاذ صاحب أفكار وملكات نرجو أن يتحفنا بأفكار جديدة وكلنا أمل. كأس العالم محفل يقام كل أربعة أعوام، كنا نستمتع فيه بالمستويات الخرافية لبعض ملوك اللعبة التي كانت شعبية فأصبحت الآن من الألعاب البرجوازية التي تهيم في متاهات الشد والجذب، فأصبح كل من له ذرة من الكرامة واحترام النفس أن يحاول الولوج الى دنيا الطبقات العليا والاكتفاء بالممتاز إذا تمكن من قلب الطبق، وقد آليت على نفسي وفي وقت مبكر ومنذ إعلان فئات الاشتراك لمتابعة مجريات هذا المحفل أن لا أفكر إطلاقاً في السعي أو الاستمتاع بهذه الخدمة (الذواتية)، والمرة الوحيدة التي صافحت فيها عيناي بلقطة يتيمة تصادف وجودي في اجزخانة بشارع الصحافة زلط المبارات كانت بين الارجنتين والبوسنة، ولحظة دخولي الاجزخانة كانت الكورة تنساب من بين أرجل حارس مرمى الأرجنتين كهدف للبوسنة (يعني حارس مرمى اقوى فريق في العالم مع البرازيل بيّض الكورة) فذكرني باخونا كابتن (هوي) بساحة الديوم الشرقية حارس مرمى فريق الكفاح العريق.