(150) نيابة صحافة واعتداء على صحفي اعزل في نهار رمضان (1) .يكتب الصحافي رأيه في الصحف ليخرج للناس في (العلن) فتتداوله الوكالات ، والفضائيات ، والمواقع في (جهر) لا إلتابس حوله. .في شجاعة يحسد عليها يقول الصحفي رأيه فيضرب ، او يعتقل ، او يشرد ، او يوقف من الكتابة ، او تغلق صحيفته. .يأتي الرد بعد ذلك من جهات (مسلحة) لتقابل سلاح القلم بالضرب والدم والدبشك...وتواجه الرأي الاخر بالدم والموت والكلاشنكوف. .ليتهم بعد كل هذه الاسلحة التى يحملونها والعربات المجردة من اللوحات - يملكون من الجرأة ان يأتوا (جهرا) فهم مع انهم هتكوا حرمة رمضان ، وامتلكوا من قوة العين ان يأتوا بهذا الفعل دون مخافة من الله يأتون مع هذه (الحميّة) الكذابة ، وهم (ملثمون) ليعتدون على الاستاذ عثمان ميرغني قبل (60) دقيقة من افطار رمضان. (2) .يقضى الصحافي نحبه بالسرطان ، او الفشل الكلوي ، او السكتة القلبية ، او التشريد ، او يبقى في (الانتظار) كما كان عثمان ميرغني امس الاول ، ليكون الموت ب (الدبشك) اخر حلقات التآمر على الصحافة في السودان. .في السودان – السودان فقط يمكن ان يوزع دم الصحافي على (150) نيابة في مقالا واحد كتبه او نشره ، ومع انتشار كل هذه النيابات التى بلغت حتي (ود مدني) يأتي من يأخذ حقه بل حقه غيره باليد والدبشك. .لو اتوا دون ان يكونوا (ملثمون) لاحترمنا فيهم انفعالاتهم ..ولو كان حقا استفزهم رأي عثمان ميرغني الذي اعلنه في فضائية النيل الازرق لما كان كل هذا التخطيط والتدبير والعمل العالي في الارهاب والاغتيال ، لأن التدبير يسقط شفعة الاستفزاز. .لو تعاملتم مع (اسرائيل) بهذا الدهاء ، والقسوة التى تعاملتم به من (عثمان ميرغني) الاعزل – لكانت اسرائيل الان (صومال) اخر في الشرق الاوسط تستجمع قوتها من الدول الاوروبية وتتسول حق ان تعيش. (3) .اعجب من الذين يدعون العلم والمعرفة والاسلاماوية وهم يحسبون ان الاعتداء على صحفي في نهار رمضان وتعريض حياته الى الموت اخفأ ذنبا وجرما من مجرد (رأي) فهم على انه دعم لاسرائيل وسند لها. .أيا كان الفهم تبقى محاولة الاغتيال في نهار رمضان اعلي ذنبا واكبر جرما من الرأي الذي نختلف حوله. .اما ان تأتوا (ملثمين) فذلك يعني انكم حتى المباديء التى تحملونها لا تجرأوان على الاعلان عنها وحملها في وجوه سمراء وعيون عسلية. (4) .تتفق او تتختلف مع عثمان ميرغني يبقى للناس جميعا ان يحفظوا لعثمان حق انه يدفع ثمن مواقفه واراءه غاليا بغض النظر عن صواب موقفه وسلامة رأيه. .دفع من قبل عثمان ميرغني ثمن مواقفه باغلاق صحيفته لمدة قاربت من العامين – ثم اوشك الان ان يفقد حياته لرأي اعلن عنه. (5) .الاعزاء هنا وهناك – عثمان ميرغني تم الاعتداء عليه في قلب الخرطوم وهو قابع في مكتبه ، وقبل الافطار بلحظات ومن قوة ملكت عربتين وتكونت من (11) شخصا. .اذا قيدت القضية بعد ذلك ضد مجهول ...دعونا نقول ان ذلك (المجهول) اشهر من (كريستيانو رونالدو). .لا يكفى الشجب والادانة والاستكار ، والخطب التى تكون بعد الافطارات الشهية. (6) .اخشي ان يأتي بعد ذلك استدعاء من نيابة الصحافة في مدني لعثمان ميرغني وهو طريح العناية المركزة في الزيتونة. .ليحاسبوه على ان كل ذلك الضرب لم يقتله ولم يسكته. (7) .انتهى.