الأستاذ الفاضل/ عبدالعظيم صالح بعد التحية والسلام اسمح لي بهذه المداخلة على عمودك المقروء بعدد الأربعاء 6 أغسطس 2014 بعنوان هذا أو السودان. مع احترامي لوجهة نظرك إلا أنني أرى مقارنتك التي عقدتها بين رد الأستاذين سبدرات واسحق لا يعول عليها، من ناحية أن الأستاذ سبدرات يعد استهدافه شخصياً في قضية فساد في شركة الأقطان واسحق يردد قول المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي هو أسوتنا وقدوتنا - وقد كان في موقف مماثل في مقام الخوف من استهداف الدين من الأعداء، فالأستاذ اسحق كذلك خائف عن استهداف الدين والوطن من الأعداء للانقاذ الذين مافتئوا يتربصون بها الدوائر ويحيطون بالوطن إحاطة السوار بالمعصم فكان كالرائد لا يكذب أهله مثل زرقاء اليمامة تستشعر الخطر عن بعد، ولقد لجأ عليه الصلاة والسلام من غزوة بدر الى التضرع بهذا الدعاء والابتهال وجعل يهتف بربه (اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض حتى سقط الرداء عن منكبيه وجعل أبوبكر رضي الله عنه يلتزمه من ورائه ويسوي عليه رداءه) ويقول (بعض مناشدتك ربك فإنه سينجز ما وعدك) أي لم تتعب هذا التعب والله قد وعدك النصر) من الاشفاق. وهذا نفس قولك إن الإسلام لم يبدأ بالانقاذ وهو باق وسيظهره الله بغير وجودها - فكان الرسول في مقام الخوف والصديق في مقام الرجاء!! ومقام الخوف في هذا الوقت أكمل وقد ألقت قريش فلذة أكبادها في الحرب فافهم لأن لله ان يفعل ما يشاء فخاف ألا يعبد في الأرض فخوفه عبادة ودعاؤه عبادة. لأنها صفات المؤمنين الصادقين (الذين هم من عذاب ربهم مشفقون) فكيف لا يخاف الأستاذ اسحق ولا معين هنا ولا نصير والمسلمون يوم بدر معهم جبريل وخمسة آلاف من الملائكة منزلين؟! فالأولى أن نخاف نحن من نذر الفاجعة. وقلت إشراك الناس فإذا كنت تقصد المعارضة فإنها لا ترغب في مشاركة الإنقاذ وأعلنت ذلك بالفم المليان إنها تريد أن تسقط الإنقاذ لكي تحل مكانها حتى لو استعانت بالشيطان الأكبر أو الجبهة الثورية أو على ظهور دبابات المارينز ولكن كل إنسان عاقل من الشعب رفض أن يستجيب لها رغم معاناته ولم يلبي اطروحات المعارضة أبداً وهو ينظر إلى المآلات المستقبلية والخطر القادم فلو كانت معارضة وطنية كانت عضداً للدولة عند الاستهداف الخارجي والفتن والحروب. فقد قال رجل للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لماذا لم تكن في عهد أبوبكر وعمر الحروب والفتن وجاءت في عهدك؟ فقال له الإمام: في عهد أبي بكر وعمر كانت رعيتهم من امثالي وكنت والسابقين من الصحابة جنوداً من جنود المسلمين في يد أمير المؤمنين يسلنا متى شاء ويغمدنا متى يشاء أما في عهدي فرعيتي من أمثالك من الجهلاء!! فكيف لا تقوم الحروب والفتن؟ ففرق بين أن يتحدث سبدرات عن استهداف نفسه ويحدث اسحق عن استهداف الوطني بأسره. قال تعالى (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) ولم يقل بما كسبت أيدي الخليفة أو الوالي أو البشير؟! لأنه لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون.. وكانت ثمود أهلكها الله ،قال تعالى: (وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون) وهؤلاء طبعاً من الرعيل لأن الحاكم لا يكون تسعة ولا سبعة يا أستاذ عبدالعظيم فعمهم العذاب! وأخيراً لك تحياتي وأشواقي وشكراً. أخوك عوض محمد الهدي