حرصت أمس على الخروج باكراً لحضور الحوار المجتمعي.. سألتني الزميلة «آمنة السيدح» على طريقة أهلنا الرباطاب عند مدخل قاعة الصداقة «جيت لي شنو؟!!».. هي تعرف عزوفي في الآونة الأخيرة عن الحضور لأكثر من مناسبة.. فالعبد لله «زهج» بصراحة من الكلام الكثير واللت والعجن وكمان «فترنا» عديل من «المساسقة» على قاعة الصداقة.. فهذه القاعة و«أخواتها» أنتجت كلاماً كثيراً!! قلت من المستحسن ألا أرد.. فالإجابة من جنس السؤال.. فهل أقول جيت أشم هواء على شارع النيل!! والخرطوم كلها وأجزاء واسعة من السودان هذه الأيام قد تحولت لأكثر من نيل ورهد و«تردة» ونهر ورافد.. ألخ من أنواع المسطحات المائية! أنا جئت تلبية للدعوة الكريمة وثانياً للإنخراط في الموضة السائدة في البلد اليومين ديل.. الموضة الآن الحوار ويا لها من «تقليعة».. يكفي أن يأتيك تلفون وأنت داخل القاعة.. لن ترد وستكتفي بإرسال رسالة نصية صغيرة «برجع ليك أنا مشارك في الحوار المجتمعي».. وربما يسألك آخر «ما جيتنا أمس».. «أي والله كنت مشغول جداً انت عارف الحوار المجتمعي ده لخبط يومي أمس بالكامل». في البيت ربما يسألونك «وين القروش»؟.. فترد على الفور كنا في القاعة لما خرجنا من هناك ووصلت المكتب الخزنة قفلت «ناس صبا ونجلاء طلعوا». عند الظهيرة وجدت عمر الكهربجي وقد اتصل عليّ أكثر من مرة.. وختمها برسالة «ياخي ضربت ليك كتير عمك بتاع المرسيدس قال داير اجيك يشوف الآكسنت».. وأرد عليه: «يا ريت يا عمر.. أنا ما رفعت التلفون كان صامت كنت في القاعة» وتستمر الحكاية ومعها المزاج السوداني وطريقتنا في التعامل مع الأشياء بمسطرة سودانية لا تشبه «المساطر» من حولنا.. هل كانت جلسة الحوار المجتمعي التي شهدتها القاعة تحكي هذا الواقع؟.. الإجابة ستظهر لاحقاً عندما انفعلت آمنة السيدح وهي ترد بعنف قانوني على مجموعة من الحضور قالوا «نحنا ما فهمنا حاجة»!! سألنا جمال حسن سعيد ورد ضاحكاً «أنا غايتو ضربت لي سندوتشين ومرقت».. آمنة عاجلته قائلة بضربة حوارية «إفهِّموكم كيف يا الدراميين أكثر من يختوا ليكم علي مهدي في المنصة.. ده معناه الدراما عندها دور في الحوار»!!.. ويستمر الجدال. قناعة الحضور أن ثمة شيء ما يبدو ناقصاً.. بدا كأن البرنامج أعد على عجل.. أو أن المسألة قد تم اختصارها.. تساءل البعض لماذا لم تكن هناك مساحة للتداول والتعليق أو ابتدار النقاش.. لقد خرج الحضور «بصمة خشمهم» واكتفى معدو البرنامج بحديث الرئيس وغناء عصام محمد نور والحضور يستمع.. البعض من الناحية الأخرى من نهر الحكومة دافع عن الطريقة التي تم بها الإخراج بأن المسألة تدشين والجايات أكتر من الرايحات!! المهم نتمنى صادقين من القلب استمرار هذه الموضة وهذه التقليعة وهذا الحوار.. نريد الحوار الغلب شيخو ونريد أن يترجم كلام الرئيس إلى واقع وأن المجتمع ينبغي أن يتقدم ويكون حاضراً وجزءاً من آلية الحوار الوطني الجامع. لقد حضر للقاعة أمس خلق كثيرون ورأينا حشداً «فريداً».. لقد جاء مجتمع مدني عريض يمكن أن تقول (انو ده السودان) رغم غياب كثير من السودانيين.. ومع ذلك نقول برضو ما فهمنا حاجة «كتيرة» والأيام القادمة نتمنى أن نفهم أكثر حول الحوار المجتمعي.