قالوا في واحد مسطول والتاني كذاب قاعدين مع بعض، الكذاب قال للمسطول: أنا قاعد من زمن قوس قزح أبيض وأسود.. فقال له المسطول: وأنا قاعد من زمن البحر الميت كان عيان. تذكرت هذه النكتة وأنا أرى عن قرب ومعايشة حال بعض ديناصورات قناة الخرطوم الفضائية القاعدين فيها من زمن كان البحر الميت عيان- أقصد من زمن كانت محطة أرضية- وسيطر عليهم وعلى بعض من جاء بعدهم ولف لفهم وتعشعش في عقولهم المريضة بأن قناة الخرطوم هي ملك لهم وحقتهم براهم أو هي ورثة لهم من آبائهم، وتناسوا متعمدين بأنها ملك لحكومة الولاية ومواطنيها وكل صاحب موهبة يمكن أن يقدمها عبرها رغماً عن أنف هؤلاء المغمورين والموهومين، من الذين يدسون المحافير لكل صاحب موهبة يود أن يقدم منتوجاً ابداعياً يرفع به من شأن القناة، ويحاربون كل وافد جديد اليهم بأساليب وسياسة «حفر» جديدة ومتجددة، فمنهم أشخاص خلاقين ومبدعين في عملية «الحفر» لقتل البرامج والأشخاص ويتفوقون في هذه الموهبة، حتى على الصديق العزيز عابدين درمة نفسه، فهم يمتلكون أساليب جديدة في سياسة الحفر لم يتوصل إليها عابدين درمة وأعوانه بمقابر أحمد شرفي حتى هذه اللحظة- حفارين بدرجة امتياز- فلو بدأت في سرد وقصص المحافير في هذه القناة يمكن أن لا تصدق، فكلها تصدر من أشخاص بعينهم أشبه بالبراميل الفارغة يصدرون ضجيجاً فقط بهذه الأساليب للمبدعين لاقصائهم، وهم عاطلو موهبة ليس بامكانهم تقديم شيء، فهم عبارة عن عصابات خفية داخل القناة تحارب كل مبدع وإذا لم يأتيهم شخص جديد يحاربون بعضهم البعض بأساليب قذرة وإشاعات يعف اللسان عن مجرد ذكرها أو التطرق لها، ونسوا وتناسوا أنهم يضعفون بذلك شاشة القناة في المقام الأول بهذه المؤامرات القذرة، والطريف في الأمر والمضحك لحد الشفقة عليهم ويتركك ترأف لحالهم بأنهم جبناء لابعد الحدود، يقودون حرباً خفية وجبانة ضد الصحفيين الوافدين للقناة بصورة خاصة ويعتقدون- حسب تفكيرهم المريض بالطبع- بأنهم دخلاء على الحيشان، فهم كما قلت مسبقاً عاطلين عن الموهبة ومقدراتهم الابداعية ضعيفة للغاية تكاد تكون شبه معدومة، لذلك يحاربون كل من هو مبدع وقادر على الابتكار والعطاء. كان الله في عونك أيها الحبيب عابد سيد أحمد مدير القناة على السيطرة على هذه العصابات، فللأمانة لولا وجود عابد سيد أحمد على كرسي قيادة القناة لما كان هناك مبدع أو صحفي واحد يمكن أن يدخل حوش قناة الخرطوم، ولا ننكر وجود عدد من الكوادر المميزة والمحترمة داخل القناة- كان الله في عونك يا عابد فأنت تستحق منا كل التقدر على تحكمك وردعك لأمثال هؤلاء. غاب الحبيب عابد لاداء مناسك الحج فغابت معه برمجة العيد، وخير دليل على ذلك هو برمجة «وبالأصح خرمجة أول يوم في العيد التي تمثل شعار القناة لبقية الأيام، فكان أول يوم بالقناة مثل «الجنازة» أسندت مهمته لمدعي إنتاج مغمور كل علاقته بالإعلام أنه صديق لعبد العظيم ابن الفنان الراحل عبد الدافع عثمان سوف نعود إليه على مهل هو ذلك الكفاح.