أكّدت وزارة الداخلية عدم منعها الشرطة لمسيرة الاثنين الماضي رداً على الحركة الشعبية لمنعها قيام تظاهرات بالولايات الجنوبية إبان قرارات المحكمة الجنائية بحق المشير عمر البشير رئيس الجمهورية في مارس الماضي. وتوعدت كل من يريد إحداث فوضى في المرحلة القادمة باتخاذ الإجراءات القانونية الحاسمة في مواجهته. وفيما اتهمت الحركة الشعبية شريكها المؤتمر الوطني باستخدامه لمليشيات وقوات أخرى لم تسمها بخلاف الشرطة بممارسة القوى والرصاص المطاطي ضد التظاهرة السلمية و أكد المؤتمر الوطني إنها كانت لترويع المواطنين وإسقاط النظام وتجريد أجهزة الدولة من صلاحياتها. ورفض المهندس إبراهيم محمود وزير الداخلية في برنامج «مؤتمر إذاعي» بالإذاعة القومية أمس الخيار الداعي للسماح بخروج تظاهرة المعارضة، معتبراً حدوثها كان يمكن أن يمثِّل سابقة تحفز كل من يعتزم تسيير موكب دون التصديق من الجهات المختصة، مشدّداً على أن إجهاض المسيرة كان بسبب تحديها الواضح للقائمين، وعزا الانتشار الشرطي الواضح صبيحة الاثنين الماضي لما تواتر من معلومات بحشد 40 ألف فرد من قوات تتبع للحركة الشعبية، معلناً صدور جدول لممارسة الحملة الانتخابية القادمة من قبل كل القوى السياسية، منوّهاً إلى أن قانون الأحزاب لا ينظم المواكب وينظمها قانون الإجراءات الجنائية، لكنه عاد وقال لا أريد الخوض في مغالطات من باب المزايدات السياسية رداً على إتهامات نائب رئيس المجلس الوطني القيادي بالحركة الشعبية أتيم قرنق للشرطة باستخدامها للرصاص المطاطي وما أسماه مليشيات المؤتمر الوطني للقوى ضد المتظاهرين. وفي السياق أكد الفريق دكتور العادل العاجب يعقوب نائب المدير العام المفتي العام لقوات الشرطة أن كيان قوى مؤتمر جوبا غير معترف به قانونياً، وليس لديه الحق في إجراء مثل هذا المواكب، ولا استخراج تصديقات بذلك من قبل ممثليه، مبيّناً أن الشرطة كانت كريمة في صد التجمع ولم تستخدم القوة بالصورة التي تروِّج لها المعارضة ونفى عدم استخدام الشرطة لأيّ نوع من أنواع ا لرصاص المطاطي بالبلاد حتى الآن. من جانبه قال القيادي بالمؤتمر الوطني د.كمال عبيد إن الحركة لا يمكن لها أن تسمح بحل أي قضية ما لم تحل قضية أبيي، مشيراً إلى أنها لازالت تعتبرها عقدة إن لم يأتي الاستفتاء القادم بالمعايير التي ترغب فيها، واتهم بعض قيادات الحركة بالاساءة للقانون وتجريد أجهزة الدولة من صلاحياتها، مؤكداً في ذات الوقت اطمئنانه على مستقبل الشراكة، معزياً ذلك لوجود عقلاء داخل الحركة الشعبية.