كالعادة عند كل مفتتح دورة برلمانية او ختامها يدب الحماس والنشاط في أرجاء المجلس الوطني ، لكن عند ختام دورة الهيئة التشريعية القومية العاشرة أمس كانت الصورة مغايرة تماماً وكانت الحيوية فوق المعدل وبرز (نيو لوك) تحت القبة حيث لبس العاملون أقطقم جديدة وحتي السجاد الاحمر المؤدي الي القاعة عبر السلمين الدائريين تم تغييره وحضر جل النواب – علي غير العادة – منذ وقت مبكر - بينما اطلق (بخور) أشاع رائحة ذكية في المكان وهي ليست المرة الاولي التي يحدث فيها ذلك لكن الاكثر حداثة وأهمية لحظتها هي الانباء التي تحدثت عن قرب وصول رئيس البرلمان الاسبق د. حسن الترابي للمجلس - بعد غياب دام لسنوات – رغم زيارة يتيمه له للبرلمان قبل أشهر قلائل كانت دعماً لتحركات شعبية مساندة للحوار الذي قرره رئيس الجمهورية. بينما إكتسبت هذه الزيارة أهمية خاصة أن الترابي وصل وقد إستقبله رئيس لجنة الشوؤن الإجتماعية حسب الله صالح الذي أفلح في إقناع الشيخ بالمجئ في زيارته الأولى وربما الثانية. قدم رئيس البرلمان شرحاً مفصلاً – بدا رتيباً بعض الشئ – عن ماقام به المجلس الوطني في الفترة المنصرمة وقام بجرد حساب للخمس سنوات الماضية من عمر البرلمان وإستعرض عمل المجلس ولجانه ومشاركاته. وإنفتاح عضويته علي القواعد وذات الإنفتاح حدث الان عندما فتحت ابواب المجلس في وجه الترابي الذي حضر بصفته الدستورية السابقة – رئيسا للبرلمان – وجلس في المكان المخصص لذلك حيث كان بجانبه سلفه أحمد إبراهيم الطاهر وكانت ذات الابواب التي أشرعت أمس أوصدت أمام الترابي في ديسمبر الحزين علي الإسلاميين في العام 1999 ، عندما أعمل الرئيس البشير سلطاته وحل المجلس الوطني بعد أن بلغ الخلاف بينه وزعيم الإسلاميون ذروته في قضية كيفية إختيار الولاه. وللمفارقة كان ذلك هو الحديث محور النقاش أمس بين الحضور ومنهم ووزير الثروة الحيوانية فيصل حسن إبراهيم ووزير الدولة بالداخلية الامير / بابكر دقنة ، وبعض النواب قبل وبعد الجلسة وعلق عليه عدداً من بينهم رئيس لجنة الحسبة والمظالم الهادي محمد علي ، محمد بابكر بريمه ، صالح مندر واخرين . وغض النظر عن ماقاله البرلمانيون الشباب أو المسوؤلين بشأن الولاة (تعييناً أو إنتخاباً) إلا أن خطاب رئيس الجمهورية والذي إحتوي علي ست محاور مهمة وهي إقتراحه بتركيز الهيئة التشريعية القومية علي تقييم منظومة القوانين والتشريعات المتعلقة بالمسائل المالية والإقتصادية / مراجعة القوانين التي تنظم النشاط الإقتصادي والإنتاج الزراعي والحيواني / فحص القوانين التي تنظم وتحفظ الامن الثقافي والفكري / تقويم تجربة الحكم اللامركزي وإجازة مقترح إجراء تعديلات علي بعض مواد الدستور / بسط الامن والسلام وبسط هيبة الدولة واخيراً تطوير العلاقات الخارجية. كان تركيز من علقوا علي الخطاب علي المحور الرابع منه والخاص بالحكم اللامركزي حينما أكد الرئيس أن التجربة كشفت عن ظهور ممارسات خاطئه عند التطبيق أدت الي تفشي الجهوية وإستخدام العصبية القبلية سُلماً للوصول الي مواقع السلطة حسب الكفاءة والمواطنة. ودق الرئيس ناقوس الخطر بأن مايحدث يهدد باذدياد وتيرة الصراعات القبلية والتي قال أنها باتت تهدد الامن القومي ولذلك إقترح البشير إجازة مقترح لإجراء تعديلات ضرورية وعاجلة علي بعض مواد الدستور . لكن الحديث الذي لم يقله الرئيس أن التعديل خاص بآلية تسمية الولاة وقد بات في حكم المؤكد إختيارهم عبر التعيين. ومهما يكن من امر فإن خطاب البشير حمل كلمات وداع لنواب البرلمان في ختام دورتهم. بعض تفاصيل ماحدث تنسيق الجيش والشرطة دار حديث هامس بين وزير الداخلية الفريق أول ركن عصمت زين العابدين ووزير الدولة بالدفاع يحيي محمد خير وقطعاً ملامحه التنسيق المحكم بين الطرفين بحضور وزير الدفاع الذي إحتل مقعده علي شمال عصمت .. الملاحظ أن مواقع التواصل التي تحاول أن تنتاش علاقة الطرفين أو أحدهما بالإشارة الي مثالب داخلها إستعصي عليها أن تخدع المواطن الذي لايزال يكن تقديراً للمؤسستين. وزيرا العدل والخارجية .. كسب الجولات دار حديث باسم بين وزراء الخارجية والعدل والحكم اللامركزي ووزير الدولة بالرئاسة د. فضل عبد الله .. كرتي ودوسه تجاوزا عدداً من المطبات خارج الحدود في زيارتهما للغرب الامريكي وركزا في ملفات وزارتيهما بشكل دقيق .. كرتي وصل به الإهتمام بعمله إعتذاره عن الترشح في المكتب القيادي للمؤتمر الوطني. الزراعة والصناعة .. المهمة الشاقة تجاور وزيرا الزراعة ابراهيم محمود والصناعة السميح الصديق الجلوس في المقاعد المخصصة للجهاز التنفيذي وإنهمكا في حديث جانبي .. تبدو مهمة الرجلان شاقة فالاول مطالب بإنفاذ الامن الزراعي وتوفير القمح في المقام الاول ، بينما الثاني وبعيداً عن إدهاشه للناس باعلانه بدئهم في تصنيع (الآيباد) فإنه مطالب أن يكون عمله أكثر من قوله فالسميح لايظهر إلا بحديث مكرر عن رجل هزم كنانة وصناعة السكر أسمه محمد المرضي. نجل المهدي .. قم بفعل إبتسامه – شبة دائمة - لا تفارق وجه مساعد الرئيس عبد الرحمن الصادق حتي في إحلك الظروف ، وظلت مرسومه علي وجهه بالامس وواضح أن القيادي الإتحادي الخليفة عبد المجيد الذي كان بجانبه – حضر ممثلا للإتحاديين ومعه تاج السر محمد صالح – حالة الإرتياح علي عبد الرحمن ينشدها الكثيرون أن تكون علي المشهد بعودة والده فالحوار الذي تحدث عنه الرئيس في خطابه يفتقد حزب الامه.