من خلال متابعتنا للخطط الموضوعة، والمشاريع المقررة نعتقد أن ما تم تخطيطه واعتماد تنفيذه كافٍ لتغيير وجه العاصمة بصورة واضحة، خاصة أن الأجهزة التنفيذية تبذل جهوداً خارقة في تجهيز الدراسات والتقديرات، تدعمها في ذلك الإرادة السياسية في قيادة الولاية، وصولاً للغايات المنشودة، ولكن ماذا عن الواقع، اعتقد أن هناك سلبيات واضحة في التنفيذ وأن هناك حلقة مفقودة لا أدري على من تقع مسؤوليتها، واكتشافها والأمثلة متعددة في ذلك. منها تنفيذ العديد من الطرق، وقد سبق أن أثارت بعض الجهات المسؤولة نفسها بأن عدداً منها يفتقد بعض المواصفات، ولا أدري إن كان ذلك بسبب ضعف فني أو شح مالي.. كذلك نلاحظ أن مصارف الأمطار، والتي تهتم بها الولاية غاية الاهتمام، نلاحظ أن عدداً منها بعد تنفيذه يصبح مخازن للمياه بدلاً عن تصريفها، وقد لاحظت ذلك في مناطق الأزهري ومواقع أخرى بالإضافة إلى عدم ربط الكثير من تلك المصارف بالمصارف الرئيسية، فيصعب التصريف رغم المبالغ الطائلة التي صرفت عليها. ومن الملاحظات أيضاً أمر النظافة، فقد استجلبت الولاية مئات ومئات من الآليات الكبيرة والصغيرة، وأصدرت العديد من اللوائح والقوانين المنظمة لعمل النظافة، وكونت الهيئات والأجهزة، ولكن على الطبيعة والواقع فإن الناتج غير كافٍ. من الملاحظات أيضاً أن القطار المحلي الذي بشر به الوالي، وأشار إلى احتمال انطلاقه قبل نهاية العام، وأن ذلك حسب المخطط له، لكننا نلاحظ أن البنيات الأساسية له لم تبدأ بعد، فهناك قواعد وضعت على امتداد خط السكة الحديد من منطقة جبرة، وحتى محطته المقترحة عند دوران الأزهري، في تقاطع افريقيا مع شارع الهواء، ولكن حتى الآن لم يبدأ التنفيذ، علماً بأن الشركات المنفذة قد تم تحديدها من خلال شراكة مع تلك الجهات. لست أدري هل هناك ما يعيق البداية أم أن تلك الشركات ليست جاهزة، علماً بأن وزراء من الولاية قد زاروا الصين لمتابعة شحن الدفعة الأولى من القطارات، والتي من المتوقع وصولها خلال الأيام القادمة. اعتقد أن هناك حلقة مفقودة بين تطلعات المواطنين، والتي تعبر عنها القيادة السياسية والتنفيذية وبين أدوات التنفيذ، إذن لابد من خلق آلية تنسيقية للربط بين تخطيط المشاريع وتمويلها وتنفيذها، بحيث يصبح المشروع من بدايته حتى اكتمال حلقة واحدة، ونتفادى بذلك السلبيات التي تصاحب التنفيذ دائماً.