تلقيت خلال الايام القريبة الماضية دعوة كريمة من سعادة سفير دولة قطر الشقيقة بالسودان معالي السيد راشد عبدالرحمن عبدالله النعيمي لحضور الاحتفالية الكبري بذكرى اليوم الوطني لتولى مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الحكم في دولة قطر الشقيقة حيث التأم شمل المدعوين في الحديقة الانيقة في بيت سعادة السفير بالمنشية وفي البهو المفضى للحديقة حرص معالي السفير النعيمي على استقبال ضيوفه وكان يقف مع اركان حربه بالسفارة فشددت على يمناه محيياً ومهنئاً بهذه المناسبة الطيبة وقد التقطت لسعادته صورة وهو يصافحني. وسعادة السفير راشد النعيمي ياسادتي واحد من ابرز رجال السلك الدبلوماسي في الشقيقة قطر وبهذه الصفة كان قد تم اختياره منذ سنوات لمنصب السفير بالسودان حيث ان العلاقة بين البلدين الشقيقين السودان وقطر تتميز بخصوصية هائلة ترجمها سعادة السفير راشد النعيمي في عمله الدؤوب ونشاطه المتنامي وعلاقاته الواسعة مع كافة الرموز السياسية في السو\دان بل وتعدى ذلك الي تمتين صداقات حميمة مع كثير من الشخصيات السودانية على الصعيد الرسمي والشعبي وبذلك كان قد حقق نجاحاً باهراً في مجالي الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية الشعبية ومن ثم غدى سعادة السفير راشد النعيمي اشهر سفير قطري عمل ويعمل بالسودان ولعل الذواكر السودانية لازالت تختزن السير العطرة لاشهر السفراء العرب الذين عملوا في السودان وفي مقدمتهم سعادة السفير المصري سيف اليزل خليفة وسعادة السفير الكويتي عبدالله السريع وسعادة السفير الليبي جمعة الفزاني وآخرون من الذين غابوا عن ذاكرتي فلهم مني العتبى حتى يرضوا. بقى القول ان الذواكر السودانية ان نسيت فلن تنس مطلقاً سعادة السفير السيد راشد عبدالرحمن عبدالله النعيمي هذا الرجل القامة الذي اعطى واعطى ولم يستبق شيئاً. عفواً سادتي لهذا الاستطراد ولكن اين لي وانا امام قامة دبلوماسية شاهقة هي سعادة السفير النعيمي الذي كان قد خاطب الحضور الذين لبوا دعوته حيث اشار الي عمق العلاقات القطرية السودانية في كافة المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والجهود القطرية في تحقيق السلام في السودان انطلاقاً من اتفاقية الدوحة للسلام واتخاذها كمرجعية دائمة لانطلاقات اخرى قادمة. تحدث في الاحتفالية ايضاً الاستاذ ابراهيم الكاروري وزير المعادن وموفد السيد رئيس الجمهورية فخامة المشير عمر حسن احمد البشير حيث اكد سيادته على عمق العلاقات التي تربط بين البلدين الشقيقين كما اشار سيادته الي ضرورة ارتياد افاق اوسع بين البلدين في مجال المشروعات الاقتصادية التي يمكن ان تعود بالنفع لانسان البلدين الشقيقين. كان الحضور كثيفاً ومتميزاً وكان في مقدمة الحضور الشيخ الدكتور حسن الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي واركان حربه الي جانب مشاركة العديد من قيادات البعثات الدبلوماسية العربية والاجنبية ولفيفاً من قيادات العمل التنفيذي في البلاد والهيئات الشعبية والدينية ومشائخ الطرق الصوفية ورجال الدين المسيحي وفي مقدمتهم الأب فيلوثاوس فرج كاهن كنيسة الشهيدين. كما حضر الحفل عدد من الزملاء الصحفيين منهم الصديق العزيز نورالدين مدني صاحب العمود الشهير (كلام الناس) في الزميلة صحيفة (السوداني) حيث كان يشاركني الجلوس على طاولة واحدة وكانت قد حلقت بنا التذكارات الجميلة في مجال العمل الصحفي والزيارات الخارجية وخاصة في الشقيقة جمهورية مصر العربية. ان الحديث عن الاستثمارات القطرية يطول ولكن يمكن إيجازه في عدد من المجالات منها مجال التعدين والزراعة والاغذية والعقارات والعمل المصرفي والخدمات العامة الي جانب مشروعات النفط والنقل والطرق وتشتمل تلك الاستثمارات ثمانية عشر مشروعاًُ (6) منها في مجال القطاع الصناعي و (11) مشروعاً في مجال القطاع الخدمي ومشروع واحد في مجال القطاع الزراعي ويبلغ حجم تمويل الاستثمارات القطرية في السودان (2) مليار دولار ومن المتوقع ان يقفذ هذا الرقم الي (4) مليار دولار الي جانب شركة غذائية تستثمر في مجال اللحوم لتغطية احتياجات السوق القطرية من اللحوم والمواشي السودانية والي جانب هذا وذاك فهناك الاستثمار القطري في مجال العقارات وذلك بانشاء مجمعات سكنية استثمارية على ضفاف النيل الازرق بالخرطوم وهو مشروع (مشيرب) العقاري ويبلغ تمويله (_400) مليون دولار كما ان هناك عدد من الشركات القطرية التي تعمل في مجال صناعة الادوية الي جانب الاستثمار في المجال المصرفي ويتمثل ذلك في (بنك قطر الوطني) الذي يعمل بالسودان والي جانب كل الاستثمارات الآنفة الذكر فان (شركة حصاد الغذائية القطرية) قد وضعت خططاً للتوسع في مجال استثماراتها الزراعية ويتمثل ذلك في زراعة مساحات مقدرة. بقى القول ان احتفالية هذا العام التي دعا لها سعادة السفير القطري لدى السودان السيد راشد عبدالرحمن عبدالله النعيمي قد كانت احتفالية متميزة وعامرة بالكرم القطري المعروف فالتحية لسعادة السفير القطري بالسودان وقبل هذا وذاك التحية لامير قطر الشاب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والتحية ايضاً (للامير الوالد) الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي قدم الكثير للسودان ابان فترة