اليوم تخونني الكتابة وتسبق الدموع كلماتي وغابت عني كل المصطلحات اللغوية المعبرة لما أشعر به الآن من ألم وحزن، فالعبرة خانقاني وولا استطيع مقاومة الدموع.. فاليوم أنا في قمة الحزن وأنا أودع العروسة «آخر لحظة» بعد مسيرة من العطاء لسنوات وسنوات امضيناها في رحابها وتعلمنا فيها ومنها ما تعلمنا من كل الأساتذة الموجودين فيها، وعلى رأسهم رئيس تحريرها السابق ومؤسسها الأستاذ مصطفى أبو العزائم، واستاذي هاشم عثمان الذي لم يبخل عليّ بخبراته وتجاربه.. نودع العروسة ولها ود وحب في القلب باقياً ما بقينا لها ولكل الزملاء الأعزاء فيها، فذكراهم باقية في دواخلنا ولن تهون. ففيها من روح العمل الجماعي التي مارسناها بكل جهد واجتهاد متواصل طوال هذه السنوات، جمعنا حب واخوة تخطت مراحل الصداقة بدرجات ودرجات مع كل الزملاء، وامتدت على نطاق الأسر وتعمقت أكثر وأكثر من ذلك.. حقيقة وللأمانة كما قلت في مطلع مقالي هذا وبالدارجي كده- انا ما قادر اكتب- استعصت عليّ الكلمات وخذلتني العبارات فأنا بكل صراحة لا أجيد لغة الوداع ودائماً ما أهرب بل اتهرب من كلمة «مع السلامة» فبقدر لطف هذه الكلمة أشعر بانها قاسية للحد البعيد لأنها تفرقنا من ناس عزاز علينا كما تقول الصديقة ندى القلعة، ولكنها سنة الحياة التي لا مفر منها، فالكل يبحث عن التطور وخوض التجارب الجديدة فنحن من عشاق التحديات والرهانات لذلك لم اتردد ولو للحظة في المغادرة للعروسة «آخر لحظة» لخوض تجربة الصحيفة الجديدة «السياسي» برفقة الأستاذ مصطفى أبو العزائم وما أدراك ما أبو العزائم بالنسبة لي.. فمصطفى والدي وأخي وابن عمي وكبير أسرتي ومدرستي الصحفية التي تعلمت ونهلت من معينها، وله في دواخلي أحاسيس ومشاعر لا تصلح للنشر، وتبقى مسكونة الدواخل، والعمل معه بكل مقدراته وخبراته بعيد كل البعد عن المجازفة، لذلك فضلنا المغادرة معه إلى «السياسي» تلك العروس الجديدة التي نسعى ونعمل على زفها في مقدمة الصحف السودانية والله المعين. فشكراً للعروسة التي نحب ونعشقها «آخر لحظة» على كل أيامنا وذكرياتنا الجميلة والخالدة فيها التي لن تمحوها ذاكرة الأيام من عقولنا وقلوبنا، فاليوم نودعها باجسادنا ولكن قلوبنا معها ومع كل زملائنا وأخواننا فيها من الاساتذة الاعزاء بكل أقسامها التحريرية فيها وإداراتها، وقسم التسويق والاعلان وغيرها من الأقسام خاصة الأحباء اسماعيل خشم الموس، وراشد، وعصمت، ونسرين، وبهجة، ونجلاء، ومديرة قسم الحسابات اللطيفة الأخت العزيزة صبا ساتي وبقية الأعزاء في العروسة.. فاليوم نودعهم على أمل اللقاء وعزاؤنا الوحيد بأن علاقاتنا الإنسانية معهم لن ولن تنقطع أو حتى تهتز مع الأيام، مع امنياتنا الصادقة لهم بمواصلة مسيرة النجاحات.. وشكراً لكل قراء «آخر لحظة» وتقبلوا سلامي وتحياتي. مع السلامة