ثمة أحلام ومطالبات لدى البعض من أنصار حزبي الاتحادي الأصل والأمة القومي باعتبارهما من أكبر الأحزاب بالبلاد تظهر بين الحين والآخر، بضرورة قيام المؤتمر العام للحزبين وإجراء عملية إحلال وإبدال واسعة تطال حتى قياداتهما التاريخية، لكن تلك الأحلام تتلاشى وتتبدد سريعاً حينما يستيقظ البعض من غفوته، غير أن أحزاباً أخرى كالمؤتمر الوطني تجري عملية إحلال واسعة داخل الحزب بقيام المؤتمر العام للحزب كل (4) سنوات، ذات الأمر انطبق على الأحزاب حديثة التكوين ومن بينها حزب الأمة الفدرالي الذي أقام بالأمس مؤتمره العام الثالث لإكمال عملية تنظيمية شرع فيها الحزب منذ أشهر. أحمد المهدي.. حضور طاغٍ المؤتمر العام الثالث لحزب الأمة الفدرالي الذي حضره نحو(3) آلاف من عضوية الحزب المصعدين وشهد حضوراً كثيفاً لقيادات القوى السياسية وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية المشير عمر البشير والأمين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن عبدالله الترابي والإمام أحمد المهدي والقيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل أحمد سعد عمر. الرئيس البشير الذي حضر إلى قاعة الصداقة في منتصف انعقاد جلسة المؤتمر ابتدر حديثه بالقول برفض الاتهامات التي تساق بحق حزب المؤتمر الوطني والتي تتمثل في أن الوطني يعمل على تقسيم الأحزاب وتشتيتها، ومضى البشير ليقول إن أكبر وأخطر انشقاق حدث داخل حزب الأمة وطال طائفة الأنصار هو ذاك الانشقاق الذي تم في ستينيات القرن الماضي حينما انشق الحزب إلى حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي والآخر بقيادة الإمام أحمد المهدي، وتساءل البشير قائلاً: «دا نحنا كنا طرف فيهو»، واتجه البشير الذي خاطب حشوداً جماهيرية من عضوية الأمة الفدرالي بقاعة الصداقة أمس لتوصيف الانشقاق الذي حدث في حزب الأمة بأنه ضرب طائفة الأنصار في مقتل، غير أن البشير أخذ منحى آخر في حديثه وذهب ليؤكد على أن الإنقاذ عند استلامها لمقاليد الحكم بالبلاد جاءت لمحاربة ما أسماها بأمراض الجهل والمرض والجوع، مشيراً إلى أنهم حاربوا الجهل لتحرير العقول من خلال ثورة التعليم، وأضاف «الناس قالوا الخريجين بقوا أكتر من الوظائف لكن نحن ما بنعلم الناس للوظائف، التعليم الهدف الأساسي منه هو تحرير العقول والناس الآن اتحرروا تماماً». البشير.. الحساب ولد البشير مضى للتشديد على ضرورة أن أن يقوم المجلس الوطني القادم بوضع دستور دائم للبلاد للخروج من ما أسماه بالدستور الانتقالي والمراحل الانتقالية، رئيس الجمهورية قال إن دعوتهم للحوار الوطني لم تكن عن ضعف ولم يرفعوا راية الاستسلام، ودعا البشير الأحزاب لأن يتحاسبوا، وتابع «البلد شنو كان وضعها لما استلمناها ووضعها الليلة في كل شيء والحساب ولد وبعد وصلنا المرحلة دي كيف نقول عجزنا»، وأوصد البشير الباب أمام الحديث عن تكوين حكومة انتقالية أو قومية لكنه شدد على أنهم سيشكلون حكومة برنامج موحد عقب الانتخابات، وقال «لما جاء الحوار ناس قالوا خلاص وصلحوا جلاليبهم وبدلهم واتكلموا عن حكومة انتقالية وحكومة قومية»، البشير أغلق الباب أمام تعيين نواب البرلمان، واتجه للتأكيد على أن الحوار الجاري سوداني «مية المية» ولا سلطة أممية أو إقليمية أو قطرية عليه، مشيراً إلى أن الحوار سينطلق خلال أيام، وسخر البشير من أحزاب المعارضة التي دعت لمقاطعة الانتخابات، مشدداً على أن تلك الأحزاب ليست لديها أوزان جماهيرية، وزاد «لو كان عندهم ثقل وجماهير كان نزلوا الانتخابات». رئيس الجمهورية أكد على أن الانتخابات سيمولها الشعب السوداني من حر ماله، وتابع «ما في قرش جايانا من بره لتمويل الانتخابات نحن حنظل أحراراً في بلادنا». الترابي.. دعوات للإئتلاف بالمقابل أبدى الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن الترابي تفاؤله بأن يأتلف أهل السودان، ومضى قائلاً: «غداً إن شاء الله غير بعيد إني وإياكم والأخ الرئيس وسائر الأحزاب لا يكون هناك تمزق ولا تحزب ولا تشقق اسأل الله أن يشرح قلبي قبل أن يتوفاني وقد اقترب الأجل، نحن ابتلينا بهذا الوطن»، وشدد الترابي على أنه لو تعمقت الفدرالية في نفوسهم لما حدث انفصال الجنوب، داعياً الأحزاب للعودة إلى أصولها المبنية على الدين، وأشار الترابي إلى أن البلاد أصابتها الفتن ولم تسلم من حمية القبلية، مشيراً إلى أن أوروبا الآن قوية بفضل تآلفها وأن الأمة الإسلامية حالياً تتقطع وتتمزق. الترابي اتجه ليقول إن السلطة وعت بالفتن التي أصابت البلاد فأطلقت دعوتها للحوار وإنهم قبلوا تلك الدعوة، وأضاف «هناك من يحدثوننا بأنها مخادعة وهكذا لكننا نقول وإن يريدوا أن يخدعوك فحسبك اللّه»، وأكد الترابي على أنهم يريدون أن ينتقلوا بالبلاد عبر الحوار للإئتلاف وعدم الاحتراب وأن يمتد الإئتلاف لكل مناطق السودان والإقليم، ووصف الترابي ما يحدث في دول مصر وليبيا واليمن وسوريا والعراق بأنه غضب من اللّه عليهم.